الكويت «القدس العربي»: في محاولة «القدس العربي» للدخول إلى غرف الجرد السنوي في ذاكرة مبدعين لننبش أهم الكتب التي قرأوها في العام الفائت 2014 وماذا يرشحون منها في باب الرواية لجائزة الرواية العربية (البوكر) التي ستعلن القائمة الطويلة في 12 من الشهر الجاري كان هذا التحقيق وكانت هذه الإجابات : رقص.. رقص.. رقص الكاتبة العمانية جوخة الحارثي قالت: هذا العام عدتُ إلى الرواية اليابانية، مع «حب محرم» لميشيما بقيت مذهولة من قدراته الفنية العالية، ومع «تعطش للحب» له أيضا لم أملك إلا الإجلال لقدرته الفذة على سبر أغوار العلاقات الإنسانية وتعقدها العنيف المضني، آسرني الصمت الذي يكتنف الرواية، لكنه يقول كل شيء، أما العنف الذي اصطبغت به كتابات ميشيما حتى بلغ ذروته في طريقة انتحاره، فقد تمثل لي في روايته الآسرة «البحار الذي لفظه البحر»، التي تسبر أغوار مراهق يرغب في التخلص من حبيب والدته. أما تانيزاكي فقد قرأت له «فتاة اسمها ناوومي» و»التاريخ السري لأمير موساشي»، وكل منهما أروع من الأخرى، على أني لم أنس الرواية اليابانية المعاصرة، فقرأت آخر ما تُرجم لموراكامي «رقص..رقص..رقص»، وأظن أن كتبه كلها تستحق الاحتفاء العالمي الذي تلقاه، كما كنت أفكر أثناء قراءتها بأن معظم أبطال موراكامي من اليافعين واليافعات، وأخيرا استفزتني رواية «امرأة على الضفة المقابلة» للروائية اليابانية كاكوتا لما تصوره من كبت اجتماعي للمشاعر في المجتمع الياباني المعاصر، وهو ما تصوره أيضا رواية «فنان من العالم الطليق» لإيشيجورو وإن بمقاربة مختلفة. وأضافت جوخة، بكل تأكيد هناك عشرات الكتب الأخرى – عربية أو مترجمة – قرأتها هذا العام، واستمتعت بها، لكن المقام لا يتسع لحصرها وإنما أحب أن أشير إلى كتاب مازلت أستمتع بقراءته، وبتقصي الكاتب الأكاديمي وثرائه، في منطقة معرفية شائكة، تتصل بالتلاقي والافتراق بين الشرق والغرب، وبتأثير خطاب الاستشراق على المفكرين العرب الذين تبنوا آلياته بدون وعي أحيانا- للنظر في موضوع يخص تراثهم، وذلك هو كتاب «اشتهاء العرب» لجوزيف مسعد. أرشحها جميعا باستثناء عتيقي. مديرة دار العين الناشرة فاطمة بودي استعرضت بإيجاز ماقرأت قائلة: أهم قراءاتي في هذا العام: رواية «صفية» للأديبة ليلى العثمان، رواية «جنة البرابرة» لخليل صويلح، رواية «شوق الدراويش» لحمور زيادة، رواية «الحائر» لليمني الغربي عمران، رواية «ملعون دوستويفسكي» لرحيم عتيقي، رواية «مرسى فاطمة» للإريتري حجي جابر. طبعا باستثناء رواية رحيم عتيقي أتمنى ان تصل الأعمال الروائية الأخرى التي ذكرتها للقائمة القصيرة، وأرشح للبوكر رواية «جنة البرابرة» لخليل صويلح ورواية «شوق الدراويش» لحمور زيادة، خصوصا أنها حازت جائزة نجيب محفوظ للرواية مؤخرا . اللامنتمي أعظم الكتب في التحليل الكاتبة الإماراتية ريم الكمالي قالت: قراءاتي لعام 2014 تشكلت بين الرواية العربية والمترجمة والكتب الفلسفية والتاريخية.. ومن أهم الكتب التاريخية والممتعة هي «ألواح سومر» لصمويل كريمر، فقد ترجمت كل الألواح السومرية والمكتوبة باللغة المسمارية إلى العربية، عن طريق العالم العراقي طه باقر.. وبالتالي نجح في نقل حضارة كاملة دفنت منذ أربعة آلاف عام إلى قارئ اليوم. وأضافت، كما قرأت «اللا منتمي» لكولن ولسون.. الذي يعالج الإنسان اللامنتمي في هذه الحياة.. وهو من أعظم الكتب في التحليل كتبه شاب في الرابعة والعشرين من عمره، كما أحب أن أنوه بتجربة الإماراتية ظبية خميس وأراها مهمة جداً في كتابها «منفى جامعة الدول العربية». أما الروايات والقصص فأهم ما قرأت هذا العام «الكرسي» لطالب الرفاعي و»يسقط المطر.. تموت الأميرة» ل .. و»أفتح قوساً لأغلقه» لميس العثمان.. و»حكاية صفية» لليلى العثمان.. ورواية «ص.ب» لسلطان العميمي التي أرشحها للبوكر. متعة الناجي الأخير الكاتب الكويتي الشاب عبد العزيز مال الله قال: قرأت العديد من الأعمال في العام الماضي، بين الروايات المترجمة والعربية، من المترجم استمتعت جدا بقراءة رواية «الناجي الأخير» للكاتب الأمريكي تشاك بالانيك وهي رواية مثيرة عن الناجي الأخير من طائفة الموت الكريدشيَّة «تندر برانسن». كذلك رواية «أغاغوك « للكاتب الكندي إيف تيريو، حيث أخذنا لعالم غائب عنا بتفاصيل مذهلة عن الأسكيمو. كما قرأت «هاروكي موراكامي وما بعد الظلام» حيث الحوارات الذكية التي وظفت بعناية في العمل، وقراءات أخرى لعمالقة الأدب اللاتيني مثل ايزابيل الليندي، يوسا، وساراماغو. وأضاف: من الأعمال العربية استوقفني الكاتب الجزائري سمير قسيمي، كنت قد قرأت له تجربة روائية بإسلوب جديد وصعب جدا هي رواية «الحالم»، إذ قدم لنا رواية داخل رواية داخل رواية، وقرأت أيضا آخر أعماله «حب في خريف مائل» وهي لا تقل روعة عن أعماله السابقة. قرأت كذلك ليوسف زيدان «غوانتنامو» وهي الجزء الثاني من رواية «محال»، باختصار لا جديد لديه سوى اللغة المحكمة، ومن الكتّاب الخليجيين الكويتيين تحديدا، قرأت لإسماعيل فهد إسماعيل «طيور التاجي»، عبدالوهاب الحمادي «لا تقصص رؤياك»، وأرشحها لجائزة البوكر للرواية العربية لما فيها من مواضيع جريئة، كذلك رواية سمير قسيمي «حب في خريف مائل» تستحق البوكر. «نص هجره أبطاله» الكاتب العماني سليمان المعمري اختار من قراءته ما يلي قائلا: قليلة هي الروايات العربية التي قرأتها عام 2014 بالمقارنة مع كتب أخرى (سير ذاتية، أدب رحلات، مجموعات قصصية، كتب نقدية) أو روايات أخرى صدرت قبل هذا العام. ومنها الرواية الجميلة للمصرية دينا عبدالسلام التي كتبت عنها عرضا مؤخرا «نص هجره أبطاله».. وهي صادرة عام 2012. أما ما رسخ في ذاكرتي من الروايات التي قرأتها عام 2014 فهي رواية «الخالق» للمصري أحمد شافعي (صادرة عن دار كتب خان المصرية) .. رواية بديعة تأسر القارئ بعوالمها غير المألوفة في الروايات العربية.. تقوم حبكتها على سرد ذي ثلاث طبقات: شاب مصري يسرد حكاية كتاب لمهندس معماري ياباني اسمه هاتوري ماساناري، هو عبارة عن سيرة ذاتية عنوانها «الخالق» صادرة عن دار نشر أمريكية عملاقة، وهذا المعماري الياباني يسرد بدوره حكاية مخطوط حصل عليه من شاب ثمل في الصحراء، يزعم أنه يتضمن سيرة ذاتية للنبي.. وتتداخل الحكايات وتأملات المهندس الياباني الذي يسرد لنا حكاية تصميمه لمدينة ساحرة في الشرق الأوسط، مبينا من خلال السرد العلاقة الشائكة والمعقدة للإنسان بالمدينة وبالسلطة وأرى أن هذه الرواية الجميلة تستحق أن تذهب بعيدا في مسابقة جائزة البوكر. سجن تزمارت لا يصدقه عقل الكاتب الشاب عبدالله العتيبي قال: من أبرز قراءتي لعام 2014 ثلاثية علاء الديب «أطفال بلا دموع» هذه الثلاثية تتحدث عن اضطراب سلوكي يصاب به بطل الثلاثية وهو دكتور في الجامعة، كما قرأت «قمر على المستنقع» و»عيون البنفسج». وأضاف من إرهاصات سنوات الرصاص التي مرت على المغرب وبعد ما يسمى «انقلاب الصخيرات» الذي قاده وزير الداخلية المغربي محمد اوفقير، خرجت الرواية التي أرشحها لجائزة البوكر «تلك العتمة الباهرة» للطاهر بن جلون، سجن تزمارت أو جحيم تزمارت 18 سنة لسجناء سياسيين في مبنيين في صحراء جرداء عاشوا في ظلام دامس وأنواع من العذابات التي لا يصدقها العقل البشري، وكيف بإنسان يفعل ما فعله سجّان تزمارت، في هؤلاء المساجين كل هذه السنوات الطويلة، حيث تنقل الرواية أدق تفاصيل التفاصيل لكل ما تعرضوا له. الرواية ليست من أولوياتي الكاتب المصري شريف صالح بدأ حديثه معترفا: ابتداء اعترف بأن الرواية لا تشكل أولوية بالنسبة لي في القراءة، فأنا أفضل الكتب الفكرية، ثم القصة القصيرة، وحتى عندما أقرأ روايات تكون الأولوية للأعمال العالمية، فبمناسبة فوز باتريك موديانو بجائزة نوبل أعدت قراءة روايتيه «مقهى الشباب الضائع» و»شوارع الحوانيت المعتمة». اما الروايات العربية فهناك بالتأكيد عشرات الأعمال الجديرة بالفوز بالبوكر مثل «طيور التاجي» لشيخ الرواية الخليجية إسماعيل فهد إسماعيل، و«باب الليل» للروائي المصري وحيد الطويلة، و»شوق الدراويش» للروائي السوداني حمور زيادة.. وإن كانت فكرة الاختيار والانتقاء توقعني هنا في مطب مؤسف، لأنني لم أتابع عشرات الروايات المميزة التي من المؤكد أنها صدرت في دول المغرب العربي وفي العراق وفي سوريا.. وحتى في بلدي مصر.. وبعضها كُتبت عنه تقارير ودراسات لافتة، وإن لم أقرأ النصوص نفسها.. مثل «جبل الزمرد» لمنصورة عز الدين الحائزة جائزة معرض الكتاب في الشارقة وأيضًا.. «جنة البرابرة» للروائي السوري خليل صويلح. ورغم شعوري الشديد بالذنب بأنني رشحت هذه الأعمال، لأن معناه تجاهل أعمال أخرى كانت جديرة أيضًا بالترشيح.. لكن مشكلة «البوكر» ذاتها، أنها مع كل التقدير للقائمين عليها لا تعبر عن هذا الحراك الروائي الفاتن.. وتعاني في تكوينها من عيوب بنيوية تجعلها قد تميل إلى «الكليشيه» على حساب «التجريب».. وإلى المحاصصة الجغرافية.. والأخطر من ذلك إلى هيمنة خمس أو ست دور على الجائزة وترشيحاتها في الدورات السابقة.. وبالتالي ومع تقديري لكل عمل فاز بها.. فإن البوكر أيضًا ظلمت عشرات الروايات الممتازة.. فوزًا وترشيحا . منى الشمري القدس العربي