طالبت المبادرة التي اطلقها رجل الاعمال عصام الشيخ بهدف إصلاح العلاقات السودانية الامريكية" يوم الثلاثاء بضاحية العيلفون شرقي الخرطوم، والتي شارك فيها (107) من ممثلي القبائل السودانية وشيوخ الطرق الصوفية، طالبت الادارة الامريكية برفع العقوبات، وازالة اسم السودان من قوائم الدول الراعية للارهاب، وباعفاء الديون المفروضة عليه، علاوة على اعادة النظر في تهم المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير. وقال القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة في السودان، جيمي لاينر، إنه لم ير عنف ديني في السودان. وشدد في كلمته بمبادرة عصام الشيخ، على أنه نادراً ما يشارك سوداني في عمليات عنف تقوم على الدين، وعزا ذلك لانتشار تعاليم "الصوفية" واسلامهم السمح المعتدل حدّ تعبيره. وتأسف السفير لربط بعض الامريكيين بين الاسلام والمتطرفين بناء وقال: كلنا نعلم أن ذلك غير صحيح. وأرجع القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة في السودان، جيمي لاينر، التوتر في علاقات البلدين، إلى العنف والحرب داخل الحدود السودانية. ومضى يقول: "إن المحرك الاساسي لهذا التوتر هو العنف والحرب داخل الحدود السودانية والتي نتج عنها مقتل ونزوح الكثيرين. وفي بعض الاحيان انتهكت هذه الحروب القانون الدولي. وقد ضغطنا الحكومة والجماعات المسلحة الأخرى من أجل حماية المواطنين وتسهيل دخول المساعدات الانسانية واحترام القانون الانساني الدولي". وأعلن لاينر الذي تحدث بلغة تبدو ناعمة مقارنة مع مواقف الادارة الامريكية، دعم واشنطون ل "الحوار الوطني" الشامل والجاد والشفاف، القائم على السلام والحرية السياسية والتخفيف من حدة الفقر. وحثّ السفير الحزب الحاكم على إدارة حوار ذو مصداقية، وكشف عن دعمهم للعملية بقوله: (شجعنا المعارضة المسلحة وغير المسلحة ليكون انصار للحوار الوطني والاستفادة من هذه الفرصة لوفاق وطني وحلول شاملة). وأضاف: (جعلنا من الواضح جدا الحركات المسلحة أنه يجب أن يشاركوا في العملية بحلول سياسية). واردف قائلا: "ان المؤتمر الوطني مسؤول عن ادارة حوار ذو مصداقية وقلنا للحركات المسلحة أنه يجب أن تشاركوا في العملية بحلول سياسية وليس عسكرية لان الحل العسكري لا يجدي وشجعنا المعارضة المسلحة وغير المسلحة ليكونوا انصارا للحوار الوطني والاستفادة من هذه الفرصة لوفاق وطني وحلول شاملة". مشيرا الى ان امريكا قلقة على الفقراء والضعفاء الذين أخرجوا من اراضيهم، وقال "نحن نؤمن أن من حق جميع السودانيين الحصول على التعليم والصحة والامن" واضاف: "في السنوات الاخيرة واجهت الولاياتالمتحدة علاقات دبلوماسية معقدة وحروب في بعض الدول المسلمة جماعات تدعي الاسلام ارتكبت اعمل عنف ضد الولاياتالمتحدة ودول أخرى قتلت الالاف من المسلمين، للأسف بعض الامريكيين ربطوا اسم الاسلام بالمتطرفين، وكلنا نعلم أن هذا ليس صحيحاً" وقال: "يجب علينا في الولاياتالمتحدة أن نبني علاقاتنا مع العالم الاسلامي الذي يتبع التعاليم السلمية ومن الواضح ان الصوفية اسلام معتدل فيه التسامح ولا يدعم العنف والتطرف، لم نر عنف ديني في السودان ونادرا جدا ما نرى سوداني يشارك في العنف باسم الدين في اي مكان، اعزو ذلك التاثير للصوفية في السودان واتمنى أن نبنبي علاقات اكثر بين الاسلام الصوفي والولاياتالمتحدة يمكن ان نتعلم الكثير من بعضنا البعض. وفي وقت لفت رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، محمد يوسف عبد الله، لتوقف كثير من المشروعات السودانية نتيجة للمقاطعة الاقتصادية المفروضة على السودان منذ العام 1997م. وأشار إلى زيادة في ديون السودان الخارجية ل (46) مليار دولار بدلا عن (12) مليار دولار في العام 1983م، ذلك بوقت أوصدت فيه ابواب المؤسسات الدولية أمام الخرطوم. وكشف يوسف في كلمته بمبادرة عصام الشيخ، عن فقدان 450 مليون دولار سنوياً نتيجة توقف المعاملات مع الدول الغربية، فضلا عن بطء شديد يلازم عمليات التنمية، وفي الصدد أوضح تعثر مشروعات للكهرباء بقيمة 30 مليار دولار بسبب التمويل، وقال إن ذلك ينسحب على مشروعات حصاد المياه بقيمة (20) مليار دولار، فضلا عن فشل مخططات السودان في اقامة (8) مصانع سكر. وطالب عبد الله الولاياتالمتحدةالامريكية، باصدار اشارة بأنه لا رغبة عندها لتغيير نظام الحكم في الخرطوم، وطالب بإعدام اعطاء الحركات المسلحة اشارات خاطئة تجعلها رافضة ل "الحوار الوطني"، مع تسميتها امريكياً بأنها "مجموعات إرهابية". بدوره؛ اعتبر لاينر قيام حوار وطني سوداني شأمل يقوم على أسس خطوة مهمة في مسار علاقات البلدين وعبّر عن مسؤوليته في الحفاظ على علاقات البلدين، فضلاً عن لعب دور في خلق علاقة بين الشعبين.