بمشاركة حشد جماهيري كبير، دشنت احزاب "نداء السودان" بدار حزب الامة بام درمان، حملة (ارحل) لمقاطعة الانتخابات، واعلنت انها ماضية في اسقاط النظام. وابتدر قادة احزاب النداء، حملة التوقعيات الساعية الى تأكيد العزلة التي تعيشها انتخبات ابريل المقبل. وطالب رئيس الجهة الثورية السودانية مالك عقار بضرورة تطوير حملة "ارحل" بحيث لا تقتصر على مقاطعة النظام، وانما تسعى الى خلق نواة لتشكيل انتفاضة شعبية عريضة لاسقاط النظام. وقال عقار في كلمته التي ألقاها في احتفائية تدشين حملة "ارحل" عبر الهاتف، إن اتفاق نداء السودان يعتبر اتفاقا غير مسبوق، لكونه يعد الضامن الوحيد لوحدة السودان، في ظل جنوح النظام الى تمزيق السودان، داعيا الى ضرورة الالتفاف حول الاتفاق، ومساندته لقطع الطريق على خطط النظام الذي يسعى لتمزيق البلاد. ومضى يقول: "إن نداء السودان يُعد الأمل الوحيد للحرية الوحدة". وسخر مالك عقار من الانتخابات وقال انها تُقام من اجل التمديد لحكم الفرد ومن اجل تثبيت الشمولية، بعدما تم تمزيق دستور السودان من خلال التعديلات الاخيرة التي كرست لهيمنة الفرد على الدولة. ومضى يقول: "يجب الا تكون "حملة ارحل" لمقاطعة الانتخابات فقط، وينبغي ان تُحوّل الى انتفاضة شعبية عريضة لكل الشعب السوداني، من اجل اسقاط النظام". واضاف: "نسعى معكم من اجل انتفاضة جماهيرية سلمية في كل السودان". وحيأ عقار المعتقلين، وطالب البشير بالرحيل اليوم قبل الغد، واردف قائلا: "على البشير ان يرحل، وسوف يرحل لان شمسه قد غابت". وطالب عقار جماهير الجبهة الثورية بالانضمام لحملة "ارحل" في القرى والمدن وفي كل المناطق"، مشيرا الى ان الجبهة الثورية السودانية ألحقت الهزيمة بمليشات المؤتمر الوطني في جبال النوبة، وفي غيرها، وزاد يقول: "سنهزم الصيف الساخن الذي يزعمونه نهائيا". من جانبه طالب زعيم حزب الامة اصحاب الضمير الحي بايقاف الحرب، وايقاف التعديلات الدستورية الاخيرة، واصفا الانتخابات بانها "انتباخات" وقال في كلمته في احتفائية تدشين حملة "ارحل"، لابد من انتفاضة شعبية سلمية لاقتلاع هذا النظام الفاسد". من جانبه قال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، إن حملة "ارحل" تعتبر خطوة عملية لتوحيد قوى الشعب السوداني لمقاطعة الانتخابات، التي يسعى النظام الذي دمر كل شئ في السودان الى اجرائها في ابريل المقبل. وشدد الخطيب في كلمته التي ألقاها في احتفائية تدشين حملة "ارحل"، على ان النظام يبحث عن شرعية لانه نظام غير شرعي وجاء بانقلاب، ثم انتخابات مزورة في 2010م، منوها الى ان الانتخابات سيتم تزويرها لان اهل المؤتمر الوطني يعتبرون التزوير عبادة في منهجهم. وطالب الخطيب بضرورة تكيف العمل النضالي من اجل اسقاط النظام، وقال بحسم: "يجب ان يرحل النظام". لافتا الى ان النظام يبحث عن الشرعية باموال الشعب السوداني، وانه يسعى لاجراء انتخابات في ظل غياب كامل للحريات. ومضى يقول: إن هذا النظام يمنع الانشطة الحزبية، ويُصادر الصحف، ويعتقل النشطاء السياسين، وقادة الاحزاب ورموز المعارضة، ويطارد رئيس حزب وطني كبير، مثل الصادق المهدي". ولفت الخطيب الى ان حزب البشير سيطر على اجهزة الدولة ومكّن منها نفسه تماما، لذا فان الانتخابات ستكون بالاستفادة من سيطرة حزب البشير على الخدمة المدنية والنيابات، وحتى القوات المسلحة التي اصبحت اداة في يد زبانية النظام". واضاف: "النظام يسيطر على الاعلام كله بيده، ويموّل انتخاباته من اموال الشعب السوداني، ثم يأتي ويتبجح بانه كسب الانتخابات، وانه بذلك نال صفة الشرعية، مع انه لا يستحقها مطلقا. وطالب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بمقاومة النظام والعمل على اسقاطه، واردف قائلا: "يجب ان نقاومهم وليست مقاطعتهم فقط، لان "الميس" عندنا هو اسقاط النظام"، منوها الى ان ثلث سكان السودان يعيشون تحت نيران الرصاص واللجوء والنزوح، وتساءل مستغربا: "فكيف تجرى انتخابات كهذه؟". من جانبه سخر رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي من النظام ومن الانتخابات التي يسعى لاجرائها في ابريل المقبل. وقال مناوي في كلمته التي ألقاها في احتفائية تدشين حملة "ارحل" عبر الهاتف، ان قادة حزب المؤتمر الوطني الجبناء نهبوا البلد، واجرموا في حق الشعب، واصبحوا يحمون انفسهم بالسلاح، وبامكانيات السودان" مشيرا الى ان حملة "ارحل" تعد موقف قوي وشجاع، داعيا الى المضي قدما لاسقاط النظام، ومضى يقول: "نحن من وراءكم لانهاء المجازر الكبيرة في دارفور وفي جنوب كردفان والنيل الازرق، التي تجري بتوجيهات مباشرة من الرئيس عمر البشير". واشار مناوي الى ان الاسباب التي قادت لانفصال جنوب السودان موجودة، في المركز، ولكي نتجاوزها لابد من ازالة النظام، واردف يقول: "لابد ان يتكامل العمل الداخلي مع العمل الخارجي مع العمل المسلح، حتى ترحل الحكومة الى مزبلة التاريخ". لافتا الى ان الشعب السوداني امضى 25 عاما تحت التقتيل والاغتصاب والانتهاكات، لذا علينا ان نتحرك جميعا في اتجاه ازالة هذا النظام". مشيرا الى ان الجبهة الثورية تملك وسيلتين لاسقاط النظام احدمها وسيلة سليمة، واخرى وسيلة للدفاع عن النفس". وختم مني اركو مناوي كلمته بجملة حاسمة، وجدت الاستحسان والترحيب من الجماهير عندما، قال قاصدا رأس النظام: "ارحل يا جبان.. ارحل يا حيران.. ارحل يا بليد".