اليوم تدشن قوى المعارضة حملة (ارحل) لمقاطعة الانتخابات، التي اقترب أجلها هذه الأيام، حيث تشهد الساحة السيا ية غلياناً بسبب دعوات المعارضة لمقاطعة العملية الانتخابية، والتخطيط لقيام انتخابات موازية في دور الأحزاب، وهذا ما يثير قلق المؤتمر الوطني، الذي يريد أن يعبر بالانتخابات إلى برِّ الأمان. وبين هذا وذاك أجرت (السوداني) مواجهةً بين الناطق باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف، والناطق باسم قوى الإجماع الوطني بكري يوسف، وخرجت بهذه الإفادات الساخنة. \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ أجرى المواجهة: خالد أحمد - عبد الباسط إدريس \\\\\\\\\\\\\\ الناطق باسم قوى الإجماع الوطني بكري يوسف ل(السوداني): سندشن اليوم حملة (ارحل) لإسقاط النظام لم نهرب من الانتخابات، ولكن نريدها في ظل حكومة انتقالية ما هي خطتكم لمواجهة العملية الانتخابية التي تمضي إجراءاتها الآن؟ الخطة تقوم على دراسة الانتخابات السابقة والتجارب في العديد من الدول، وخرجنا بالعديد من النقاط المهمة، أولها أن إدارة النظام للعملية الانتخابية تسمح له بالفوز بنسبة كبيرة، ولا يمكن التنافس معه في ظل سيطرته على السلطة، والنقطة الثانية أن القوى السياسية تريد تطوير آلياتها في التعامل مع الانتخابات، وتريد أن تنتقل من المقاطعة السلبية للمقاطعة الإيجابية التي تقوم بفضح سياسات النظام والمنظمات التي ترعى الانتخابات بجانب مفوضية الانتخابات نفسها. أنتم متهمون من المؤتمر الوطني بالسعي لتشويش العملية الانتخابية بتخطيطكم لحث الناس على المقاطعة؟ غير صحيح، ونحن نعد للممارسة عملاً سياسياً راقياً وديمقراطياً، ويتناسب مع الأجواء الانتخابية، وسنقدم أسباباً مقنعة للجماهير، بأن يقاطعوا الانتخابات، وسنعطيهم بطاقة ليصوتوا عليها بها كلمة (ارحل)، فإذا وافق على طرحنا يأتي لصناديق ستكون في دور الأحزاب المعارضة، ليصوِّت برحيل النظام، وهي وسيلة للتعامل مع الجماهير لمعرفة مدى جماهيريَّتنا على مستوى الشارع، وهذه خطتنا لمقاطعة الانتخابات بشكل سلمي، ونتوقع أن تجد الحملة دعماً شعبياً كبيراً وتفاعلاً، لأن هنالك قوى غير حزبية في الأحياء سبقت حتى قوى المعارضة، ودشَّنت حملتها لمقاطعة الانتخابات. هل تتحسبون لإجراءات أمنية قد تُتَّخذ ضدكم، إذا ساهمتم في تعطيل العملية الانتخابية؟ نحن معتمدون بشكل أساسي على عدم الصدام أو التعارض، لذلك نحن قلنا إن عملية الانتخابات الموازية ستتم في دور الأحزاب، التي يحميها قانون الأحزاب. وفي حال وجود مصادمة مع الشرطة والأمن وأن تمنع الجماهير من دخول دور الأحزاب أو حتى إغلاقها؛ سنكون نجحنا في حملتنا، لأن الرسالة ستصل للمواطن بأن هذه انتخابات مزوَّرة، وليست حرة أو نزيهة. البعض يتهمكم بالتخطيط لاستغلال فترة الانتخابات للتحرك على مستوى الشارع لإسقاط النظام وتحريك التظاهرات؟ إسقاط النظام حقٌّ مشروع للقوى المعارضة، ونحن دشنا حملة (ارحل) لإسقاط النظام بشكل سلمي، وننتظر كيف سيتفاعل معها الشارع. الوطني يقول إن المعارضة هربت من الاستحقاق الانتخابي خوفاً من السقوط في اختبار الشعب؟ لم نهرب من الانتخابات، ولكن لدينا تجربة انتخابات 2010م، ووضح أن المؤتمر الوطني لا يقبل حلولاً سوى السيطرة الكاملة على السلطة، وكانت تجربة الانتخابات سيئة، وحتى التي شاركت من غير الممكن أن تشارك في هذه الانتخابات، ونحن قلنا إن الانتخابات يجب أن تكون نتيجة حوار حقيقي يفرز حكومة انتقالية ترتب لعملية انتخابية حرة ونزيهة، حتى يعرف المؤتمر الوطني حجمه الحقيقي، لأنه ينظر بحجم غير حجمه الطبيعي والجماهيري. قلتم إن التدشين لحملة (ارحل) ستضمن قوى (نداء السودان)، ومن ضمن هذه القوى الجبهة الثورية، فهل ستشارك فصائلها في هذه الحملة؟ القوى الحاملة للسلاح ليست مشاركة في الحملة، ولكن يوجد تنسيق بأن تكون جهودها في العمل الدبلوماسي والخارجي، ونحن بيننا والحركات المسلحة توافق على مستقبل حكم السودان في حال سقوط النظام حتى لا تعم الفوضى، بجانب الاتفاق على ترتيبات العملية الانتقالية، ولكن حملة المقاطعة ستقوم بها القوى المدنية بالداخل. بصراحة، هل تخطِّطون لمقاطعة الانتخابات أم إفشالها؟ نحن نسعى لمقاطعة الانتخابات، وليس إفشالها، بجانب تحريك الجماهير والقواعد للمساهمة في الحراك السياسي المعارض لهذه الانتخابات والرافض لها. \\\\\\\\\\\\\ الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف ل(السوداني): أقول للمعارضة: "الموية تكذب الغطاس" الذين هربوا من الانتخابات سيحاكمهم الشعب والتاريخ كيف تنظرون لمواقف بعض أحزاب المعارضة من الانتخابات؟ كثير من أحزاب المعارضة تؤسس للعملية السياسية، والانتخابات أكبر استحقاق سياسي، لأنه يؤسس للتداول السلمي للسلطة وتطوير العملية السياسية بالبلاد، والمفوضية أعلنت عن مشاركة أكثر من ثلاثين حزباً في هذه العملية، وهذا موقف وطني مشرف للذين لبوا نداء الوطن وما تخاذلوا عن دعوة وطنهم، أما الذين هربوا من الاستحقاق الانتخابي فإن التاريخ أمامهم، وبالتأكيد التاريخ سيحاكمهم، والشعب كذلك سيحاكمهم، وموقفهم ليس موقفاً ديمقراطياً. بعض أحزاب المعارضة قالت إنها تُخطِّط لقيادة حملة شعبية لمقاطعتها؟ هذا ليس موقفاً مفاجئاً بالنسبة لنا، ولكن الشعب السوداني الذي هزم كل المخططات غير الموضوعية والشعب الذي أفشل حملة المائة يوم وإعلان باريس وكل المخططات السابقة؛ سيُفْشِل هذه الدعوة. بعض أحزاب المعارضة قالت إنها ستطلق حملة مناهضة سمَّتها (ارحل) في مؤتمر صحفي اليوم؟ نقول لهم إن الوصول إلى السلطة يكون أولاً بتقدير الله تعالى "الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء" ثم بإرادة الشعب السوداني صاحب الحق الأصيل في ذلك. وفي تقديري، أن أي وسيلة أخرى غير الانتخابات هي وسيلة غير ديمقراطية. هل ستردون على المعارضة بحملة مضادة؟ نحن في حزب المؤتمر الوطني لا نبني خططنا ومواقفنا بردود الأفعال. نحن لدينا استكمال للبناء الداخلي، والانتخابات بالنسبة لنا استحقاق وطني، وكل ذلك نقوم به تحت كنف حملة سياسية ضخمة، يقودها الوطني مسنوداً بالشعب وبنجاحات متواصلة، ولذلك الحملة مستمرة وأقول للمعارضة "الموية تكذب الغطاس". بعض أحزاب المعارضة قالت إنها ستتجه لإجراء تصويت موازٍ؛ هل ترون أن لديهم القدرة والتأثير الجماهيريَّ لذلك؟ هذه فيها شقان: الأول نحن نذكرهم هل استكملوا الإجراءات وحصلوا على التصديقات القانونية لمثل هذا الفعل؟ أما على المستوى السياسي نقول لهم: "حتى يرى الناس مَنْ أقل ناصراً وأضعف عدداً". إن قادت بعض أحزاب المعارضة تظاهرات على مستوى الشارع، هل من المحتمل مواجهتها بالقوة؟ لا أقول إنها ستُواجه بالقوة، ولكنَّها ستُواجه بالقانون. بعضهم وصف الانتخابات المقبلة بأنها سباق حصان واحد؟ فليسألوا المفوضية عن عدد الأحزاب المشاركة، وهذه مناسبة لنقول إن عدد المرشحين في كل المستويات أكبر عدداً من انتخابات عام 2010 مما يعطي مؤشراً بحيوية هذه الانتخابات وانفعال الشارع بها. بعض قوى المعارضة قالت إن المنظمات الدولية امتنعت عن تمويل الانتخابات، وامتنعت حتى عن مراقبتها، كيف تفسر ذلك؟ ليست لديهم معلومات، وإن أرادوا معلومات فليأتوا. هناك الآن أكثر من مائة منظمة تقدمت بطلباتها للمفوضية القومية لمراقبة الانتخابات وبحمد الله توفر التمويل بقدر كاف والإجراءات تسير على قدم وساق، وفق ما هو مخطط له. بعض قوى المعارضة ما تزال تراهن على تحركات شبيهة بأحداث سبتمبر هل تتحسبون لذلك؟ مرة أخرى أقول إن الشعب السوداني الذي فوَّت الفرصة على الذين لا يريدون له الاستقرار في سبتمبر، وفي غير سبتمبر لن يجد منه الناس إلا كامل التحضر والوعي بضرورة استكمال نهضة وبناء نظامه السياسي الحر.