معرض القاهرة الدولي للكتاب يستضيف ندوة 'الترجمة عبر العصور'، وسهير المصادفة تؤكد أن الترجمة تتطلب ضميرا واعيا من المترجم. القاهرة من أحمد الشاذلي الترجمة عمل شاق، كونها تتطلب جهداً ذهنياً استضافت قاعة الموائد المستديرة ومُلتقى الشباب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الترجمة عبر العصور"، بمشاركة د. سهير المصادفة المترجمة، وعمرو وجيه مُترجم اللغة الألمانية، ود. علي المنوفي أستاذ اللغة الإسبانية بجامعة الأزهر، ود. شيرين عبدالوهاب أستاذ اللغة النرويجية بكلية الآداب جامعة الفيوم. وقالت المصادفة: إن الترجمة قديماً لم تكن في حاجة إلى ورقة وقلم، وبالتالي تتطلب ضميراً واعياً من المترجم، ودون ذلك قد تتسبّب في حروب وكوارث، وترى أن ترجمة الكتب الثقافية والأدبية تساهم في نقل الحضارات ونهوض الأمم، وقد تتسبّب أيضاً في نهاية حضارات، في حال تمت الترجمة بشكل خاطئ، وأكدت أن العالم العربي يهتم بترجمة الأدب، كونه الأسهل وهو ما يميّز الشعوب، في حين تغفل الشعوب العربية المكتبة الغربية بشكل عام. ومن جانبه، أكد عمرو وجيه مُترجم اللغة الألمانية، أن الترجمة عمل شاق، كونها تتطلب جهداً ذهنياً من المترجم، بهدف توصيل الكلمات والعبارات الواردة في الكتاب إلى نصوص عربية، تدل على المعنى الحرفي للجملة، وتابع: المترجم يُعتبر وسيطًا بين المكتبات الأجنبية والقارئ العربي، من أجل تنوّع الثقافات والموارد الأدبية. بينما أشار د. علي المنوفي أستاذ اللغة الإسبانية بجامعة الأزهر، إلى أن دراسة الترجمة في الجامعات المصرية سيئ ونمطي، ومَنْ يرغب في أن يكون مُترجماً، عليه أن يعتمد على ذاته وأن يطوّر من نفسه، وأكد أن وزارة الثقافة بذلت جهداً كبيراً لإنجاح مشروع الألف كتاب، بالإضافة إلى المشروع القومي للترجمة الذي تحوّل إلى المركز القومي للترجمة. وتابع قائلاً: لا يليق بدولة مثل مصر، أن يكون المركز القومي للترجمة هو المكان الوحيد لنشر الترجمات، مُشدداً على أهمية تنامي دور القطاع الخاص وشركات النشر، لإقامة دور ترجمة ونشر للمُساهمة في إثراء العملية الثقافية والإبداعية، ويرى أن أي دولة مُتقدمة تُعد الترجمة من أركان تقدمها. وأشارت د. شيرين عبدالوهاب، مُترجمة اللغة النرويجية إلى أن الترجمة مجال كبير ومتشعب المجالات، كون المترجم ناقل لثقافات مُختلفة إلى العالم العربي، وأكدت أنها ساهَمت في تعريف مُجتمع المثقفين المصريين والعرب بالكاتب المسرحي العالمي هينريك ابسن، ومع ذلك هناك صعوبات في إيجاد ترجمة لبعض الكلمات النرويجية، والتي لا يستطيع المترجم ترجمتها مُباشرة، وبالتالي يلجأ إلى السياق العام للأحداث لنقل الرؤية كاملة، بما لا يخل بالمعنى والمفهوم. ومن جانبها، أشارت د. ناهد عبدالله مُترجمة الأدب الصيني، إلى أن الترجمة الصينية قديماً كانت موجّهة من الحزب الشيوعي، لكن في عام 1979، حدثت ثورة إصلاح وانفتاح من دولة الصين على العالم، وركّزت جهدها على الترجمة، وبدأت بترجمة جميع أمهات الكتب العربية إلى الصينية من أجل التطوّر والتقدم، وأكدت أن الترجمة تُعتبر نصاً روحياً لخدمة النص الأصلي، وبالتالي فإن المترجم مُطالب بالأمانة والدقة ومُراعاة المعنى بكل تفاصيله، حتى لا يجعل القارئ يقع في كارثة حول مفهوم النص. (خدمة وكالة الصحافة العربية)