لندن - العرب -قالت مجلة «المشاهد السياسي» اللندنية إن كل المؤشرات تدل على أن الدوحة حققت حتى الآن اختراقاً حقيقياً في مسار مفاوضات حل أزمة دارفور، وأن عملية التفاوض سوف تتواصل وصولا إلى اتفاق نهائي. وأوضحت المجلة في تقرير رئيسي نشرته في عددها الأخير تحت عنوان «دارفور: مفاوضات الفرصة الأخيرة- الأوراق المطوية في الوساطة القطرية» إن السيناريو الجديد في طريقة المداولات والأجندة المطروحة على المفاوضين يؤشر إلى معطيات جديدة وتغيرات مفاجئة قد تخلط الأوراق في اللحظة الأخيرة. وتمضى المجلة قائلة: إن الدوحة تدرك جيداً أن الجولة التفاوضية تحتاج إلى مشاركة كل الأطراف المعنيّة، لكنها لم تقطع الأمل بعد في إمكانية إقناع المقاطعين بالانضمام إلى الحوار، رغم أن بعض القوى الإقليمية تحاول تعطيل المساعي القطرية أو إعاقتها في هذه المرحلة. وسبق للدوحة أن توصلت مع أطراف النزاع في الإقليم إلى «اتفاق إطار»، من أجل تهيئة المناخ الملائم للمفاوضات النهائية، ينطلق من تجديد الالتزام بالسلام، والتفاوض من أجل وحدة أراضي السودان وسلامتها، وصون الاستقرار السياسي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق المصالحة الوطنية بكل مستلزماتها، بدءاً برفع المعاناة عن شعب دارفور. بموجب هذا الاتفاق، تلتزم الأطراف المعنية بوقف أشكال العداء كافة، وتمتنع عن أي اعتداء أو عمل عسكري يمكن أن يهدّد الثقة بين الأطراف، وتتولى تسهيل حركة تنقل السكان والبضائع، والامتناع عن التجنيد، تمهيداً لمحادثات الوضع النهائي. وفي اقتناع الدوحة، أن الفاصل الزمني بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وموعد الاستفتاء على مصير الجنوب في مطلع العام المقبل، يسمح بإعطاء فرصة لإطلاق العملية السياسية في دارفور، وتأمين الدفع الدبلوماسي لها، تحت مظلة الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وتقول «المشاهد السياسي» إنه انطلاقاً من هذه المعطيات يمكن اعتبار المفاوضات التي بدأت «مفاوضات الفرصة الأخيرة»، قبل بدء الإعداد للاستفتاء على تقرير المصير. ومعروف أن القيادات الدارفورية، بما فيها الفصائل الممتنعة، كانت دائمة الترحيب بالدور القطري على المستويين الإنساني والسياسي، وهو دور يحظى بتأييد إقليمي ودولي، بسبب وقوف الدوحة على مسافة واحدة من أطراف النزاع، إلى جانب تبنّيها إنشاء بنك برأسمال ملياري دولار، للإسهام في حلّ مشاكل الإقليم الاجتماعية والجهد الإغاثي الذي تبذله للنازحين واللاجئين. وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام القطرية، وصفت القيادات الدارفورية مبادرات قطر الإنسانية والتنموية بالمبادرات الرائدة، لأن المشكلة الدارفورية في الأساس ذات طابع اقتصادي- اجتماعي، والاهتمام القطري بالبنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية في الإقليم، إلى جانب الإسهام في برامج العودة الطوعية للنازحين، يلقى ارتياحاً وصدى طيباً بين أهالي دارفور.