أجرى رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، مباحثات رسمية مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عقب وصوله العاصمة القطرية الدوحة أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين، تناولت الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية والجهود الجارية لدفع عجلة السلام في دارفور، وأمنا على أهمية إخراج وثيقة نهائية للسلام في الإقليم بإشراك الأطراف . وكشف الرئيس البشير، لدى مخاطبته مساء أمس الجالية السودانية بقطر، لأول مرة عن دور سالب ظل يضطلع به وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط لإفشال محادثات الدوحة لسلام دارفور بالتنسيق مع وزير خارجية ليبيا، وأردف: "صبرنا على كثير من الأذى" مشيرا إلى أن السودان من أسعد الدول بالتغيير في مصر، وأضاف: "الحكومة المصرية السابقة استغلت انشغالنا بالنزاع في الجنوب واحتلوا حلايب". وحول مآلات الأوضاع في البلاد بعد نتائج الاستفتاء المضي إلى قيام دولة الجنوب قطع البشير الطريق أمام احتمالات التعايش بجنسيتين قائلا: "لا جنسية مزدوجة" مشيرا إلى اختيار الجنوبيين في الاستفتاء، كما أكد عدم قيام انتخابات في أبيي دون المسيرية وقال: "لا يمكن أن يكون الدينكا مواطنين من الدرجة الأولى والمسيرية من الدرجة الثانية، "مؤكدا على كفالة الحقوق وتساويها للزراع والرعاة في التسجيل والانتخاب وفقا لبروتوكول أبيي. وأكد البشير أن المباحثات الجارية في الدوحة لجهة تحقيق السلام في دارفور ستنتهي بالتواضع على وثيقة نهائية يتم طرحها على أهل الإقليم مشتملة على أسس للحل وتحقيق العدالة وإشراك أهل دارفور وحل مشكلة النازحين، مؤكدا أن القوات المسلحة تبسط سيطرتها على الأوضاع وتتابع نشاط القوات المتفلتة، وقال: إن بعض الفصائل الأخرى التي تدعم الحكومة تحتاج لضبط وترتيب. من جهة ثانية نوَّه البشير إلى اتجاه الحكومة لإشراك القوى في الحوار الدائر بشأن الدستور المقبل حتى تتم إجازته والتوافق عليه بصورة مقبولة. وتطرقت مباحثات البشير والشيخ حمد طبقا لوزير الخارجية علي كرتي إلى الأوضاع في مصر وليبيا، وشملت اتفاق البلدين على تقديم المساعدات الإنسانية بليبيا، ونفى كرتي تطرق المباحثات لدعم الثوار في ليبيا، مؤكدا على الدعم الإنساني لمواطني المناطق الشرقية في ليبيا. وأكد كرتي في تصريحات صحفية أن زيارة الرئيس أتت ضمن زيارات تبرمج لها وزارة الخارجية في سياستها الجديدة بالتواصل الرئاسي، وقال: إن التحرك الرئاسي للخارج لتأكيد ارتباط الدول الأفريقية والعربية مع السودان فيما يلي مآلات الأوضاع وإجراءات عملية السلام ولتحريك المجتمع الدولي تجاه قضايا السودان ومطالبه الخارجية والتي من بينها إعفاء الديون الخارجية وحذف اسمه من قائمة الدول الإرهابية . وأكد كرتي أن الحدود السودانية، الليبية تحت السيطرة تماما، لافتا إلى إجراءات واحترازات تم العمل بها لمنع تسرب السلاح وأي مقاتلين إلى السودان . وكان في استقبال البشير لدى وصوله مطار الدوحة أمس أمير دولة قطر وعدد من كبار المسئولين بدولة قطر، وقال سفير السودان بقطر إبراهيم عبد الله فقيري في تصريحات صحفية إن زيارة رئيس الجمهورية، تأتي مواصلة لزيارات سابقة له في إطار تعزيز وتطوير العلاقات بين السودان وقطر وشكر دولة قطر على جهودها في استضافة مفاوضات سلام دارفور وجهودها في نقل السودانيين من ليبيا الموجودين في تونس عبر جسر جوي.
