من شمال دارفور، حيث نشأ في مدينة الفاشر، وفيها ابتدر مشواره التعليمي إلى أن تم قبوله بكلية الطب في جامعتها، لكن ظروف الحياة لم تسمح له بمواصلة دراسته الجامعية. حيث زجت به إلى العاصمة الخرطوم التي باتت تحوي كل من يأتي إليها قاصدا الخدمات الراقية، باحثا عن فرص عمل فيها، وعمد إلى أن يساعد أسرته ويحل نفسه من كرب المعيشة الصعبة، هذه هي قصة الطالب الطبيب البائع المتجول، (الزبير عبدالحميد)!.. الذي داهمته (اليوم التالي) ليتحدث عن مهنته.. وكيف ابتدرها: بداية الجولة دخلت الخرطوم وفي جيبي ثمانية جنيهات فقط لا غير، وأول ما فكرت فيه هو أنني لابد أن أعمل، حيث استدنت مبلغ مئتي جنيه وبدأت بالتجوال في الشوارع لبيع مناديل الورق وأشياء أخرى صغيرة، وفي خلال شهر واحد استطعت أن أسدد الدين وأشتري (درداقة) بمبلغ 300 جنيه. الخير على نواصي "الدرداقات"! يستطرد: بدأت من جديد برأس مال أكبر نسبياً (1000) ألف جنيه، فتوسعت في هذه المهنة وأدخلت التسالي وحب القرع والتبلدي والدوم والفول والترمس، بالإضافة إلى العجوة، وعبأتها في أكياس صغيرة، أبيع الواحد منها بجنيه للفول والحب، أما الكيس الكبير فسعره جنيهان وكيس التبلدي بخمسة جنيهات. وشكا من الارتفاع الكبير الذي صاحب أسعار هذه السلع. حيث بلغ سعر الفول 580 -التسالي 600 -العجوة 50 للكرتونة- 60 جنيها لكيس التبلدي واللالوب 30 جنيها للكيلة، وكل هذه السلع بلدية، لذا الإقبال عليها كبيرا نظرا لأنها تعالج كثيرا من الأمراض، مثل الدوم يقلل الضغط حسب كلامه.. وعن عودته لمواصلة الدراسة الجامعية، قال: (أنا الآن الحمدلله بعد مساعدة الأسرة برجع طوالي الجامعة، لكن كل ذلك بعد أن أفتح لي دكانا ثابتا). اليوم التالي