لندن - كشف فريق من الباحثين أن تقليل عدد الوجبات على امتداد اليوم، يساعد إلى حد كبير في خفض نسبة السكر في الدم ويحد من كمية السعرات الحرارية، الأمر الذي يسهل على الجسم تحويلها إلى طاقة بمجهود أقل بكثير ممّن تراكمت لديهم الدهون. توصل فريق من الباحثين إلى أن تناول وجبتين في اليوم، يعد من الوسائل الأكثر نجاعة في ضبط وتحديد مستويات السكري من النوع الثاني. وكان علماء بمعهد الطب الكلينيكي التجريبي في براغ قاموا بتقسيم المشاركين في الدراسة والذين تراوحت أعمارهم بين 30 و70 عاما إلى مجموعتين، تناولت المجموعة الأولى وجبتين والأخرى ست وجبات صغيرة في اليوم. وكشفت النتائج أن المجموعة الأولى التي تناولت وجبتين في اليوم، فقد أفرادها وزنا بمعدل 1.4 كلوغرام، وانخفض محيط الخصر لديهم بمعدل 4 سم، كما انخفضت نسبة السكر في الدم لدى هذه المجموعة مقارنة بالمجموعة التي استمرت في تناول ست وجبات في اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة أميركية أخرى بيّنت أن المرضى الذين ترتفع لديهم مستويات السكر في الدم لا يؤدون بشكل جيد الاختبارات المتعلقة بالقدرات الذهنية، عند تقدمهم في العمر، مقارنة بمرضى آخرين تكون مستويات السكر لديهم تحت السيطرة. وتوضح نتائج الدراسة أن من يستطيعون السيطرة على مستوى السكر في الدم، أي مستوى الغلوكوز، قد يستطيعون أيضا حماية صحتهم الذهنية. وقال الدكتور إيه ريتشي شاريت المشارك في كتابة الدراسة "هذا يعطيك فرصة كبيرة لمنع تقدم المرض. أعتقد أن الناس قبل كل شيء يخافون من خرف الشيخوخة أكثر من أي شيء آخر". ومعلوم أن داء السكري من النوع الثاني -أي حين لا يستطيع الجسم التحكم في كمية السكر الموجودة في الدم- مرتبط بزيادة خطر الخرف، لكن لا يعرف الكثير عن صلة هذه الحالة بتراجع قدرات الإدراك التي تسبق الخرف، ومن أبرزها النسيان وشرود الذهن والاندفاع. وقال شاريت وهو من كلية جونز هوبكينز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور ل"رويترز هيلث" "إن الدراسة الجديدة قد توفر أحسن البيانات حتى الآن، تفيد بأن مرضى السكري يمكنهم تفادي حدوث تراجع كبير في القدرات الإدراكية، وذلك عبر السيطرة على حالتهم بشكل أفضل". وكان فريق تابع لشاريت قام بدراسة بيانات 13351 أميركيا، وقع تقييم حالاتهم الصحية العقلية خلال ثلاث زيارات في الفترة من 1990 إلى 2013. وكان العمر المتوسط للمشاركين لدى بدء الدراسة 57 عاما، وأن ربع هؤلاء المشاركين ينتمون لفئة السود ونحو 13 بالمئة منهم مصابون بمرض السكري، كما رصدت الدراسة تراجعا كبيرا في القدرات الذهنية لدى مرضى السكري مقارنة بمن لا يعانون من المرض. وخلص الباحثون إلى أن المرضى الذين كانوا يعانون من مستويات غير منضبطة للسكر في الدم في الزيارة الأولى، شهدوا تراجعا أكثر حدة خلال 20 عاما مقارنة بمن يسيطرون على مستويات الغلوكوز. وتوقع تقرير عالمي أصدره الاتحاد الدولي للسكري ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 67.9 مليون شخص بحلول عام 2035. وكشف التقرير أن أعلى معدلات انتشار مرض السكري في الفترة بين 2013 و2035 ستتركز في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر، بالإضافة إلى ذلك لا تزال المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ضمن لائحة أكثر عشرة بلدان في العالم تعاني من ارتفاع معدلات انتشار مرض السكري إلى حدود موفى العام الماضي 2014. وأشار التقرير إلى أن 34.6 مليون شخص أو ما نسبته 9.2 بالمئة من عدد السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مصابون بداء السكري حاليا، وتوقع التقرير أن يتضاعف هذا الرقم ليبلغ 67.9 مليون مصاب بحلول 2035. كما أكد نفس التقرير أن داء السكري يقتل أكثر من 10 بالمئة من إجمالي البالغين في المنطقة، حيث تم تسجيل 368 ألف وفاة بالسكري في 2013 فقط، 146 ألفا من الرجال و222 ألفا من النساء. وأضاف أن هناك 14 ألفا و900 طفل مصاب بالسكري من النوع الأول، وهو أعلى رقم وقع تسجيله في المنطقة، ويعادل تقريبا ربع العدد الكلي للأطفال المصابين والبالغ عددهم 64 ألف طفل. وتوقع التقرير ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني، الأمر الذي كان نادر الحدوث سابقا، إذ يُسجَّل نصف عدد الحالات المصابة بالسكري من النوع الثاني في بعض البلدان حاليا داخل أوساط الأطفال والمراهقين.