د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك وصف المتظاهرين بأنهم ولاد صايعة.. ضغوط شعبية للقبض على عزمي والشريف وسرور .. قرارات القضاء كانت تصدر من مبارك شخصيا
نشر في الراكوبة يوم 01 - 04 - 2011

كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس عن إعلان المجلس العسكري الإعلان الدستوري من اثنين وستين مادة وإجراء انتخابات مجلس الشعب في شهر سبتمبر القادم، وهو ما أزعج ثوار يناير كما أخبرنا امس بذلك في زميلنا في 'الأحرار' نبيل صادق في رسمه عن طباخ يرمز للحزب الوطني وهو يطبخ الانتخابات، وأحد شباب الثورة يقول له وهو شديد الانزعاج: - التسرع كده بيفكرني بالدكتور فتحي سرور.
ودعا الشباب الى مظاهرة اليوم - الجمعة - في ميدان التحرير للمطالبة بالقبض على سرور وزكريا عزمي وصديقنا صفوت الشريف، وإصدار القرارات الخاصة بالتغييرات في قيادات المؤسسات الصحافية القومية والتي كان رئيس الوزراء قد وعد بها، وتضمنت تعيين لبيب السباعي رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام' بدلا من الدكتور عبد المنعم سعيد، وعبد العظيم حماد رئيسا لتحرير 'الأهرام' بدلا من أسامة سرايا وعلاء ثابت رئيسا لتحرير 'الأهرام' المسائي بدلا من طارق حسن، ومحسن حسنين رئيسا لتحرير مجلة 'أكتوبر' بدلا من مجدي الدقاق والسيد إبراهيم النجار رئيسا لتحرير 'أخبار اليوم' بدلا من ممتاز القط، وإبراهيم قاعود لمجلة 'آخر ساعة' بدلا من رفعت رشاد. وشملت التعيينات في دار أخبار اليوم تعيين جمال الزهيري لأخبار الرياضة ووائل أبو السعود لأخبار الحوادث، وفي مؤسسة روزواليوسف محمد جمال الدين المعدول رئيسا لمجلس الإدارة وإبراهيم خليل لجريدة 'روزاليوسف' ومحمد عبدالله هيبة لمجلة 'صباح الخير' وأسامة سلامة لمجلة 'روزا' وخالد انور بكير رئيسا لمجلس إدارة دار التحرير، ومحمود نافع ل'الجمهورية' وجمال ابو بية ل'المساء' وهما تصدران عن الدار وحلمي النمنم رئيساً لمجلس إدارة دار الهلال وعادل عبد العزيز لوكالة أنباء الشرق الاوسط.
واستمرار التحقيقات في قضايا وبلاغات الفساد، وموجة حارة لمدة يومين، وباردة ليلا، وهو لا شك من تدبير أنصار النظام السابق. وإلى بعض مما عندنا:
السلفيون وغزوة
الاستفتاء واهانة المصريين
ونبدأ بمعارك الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وما أثارته خطبة أحد قادة السلفيين وهو الشيخ محمد حسين يعقوب عن غزوة الصناديق، السخيفة، ثم تراجعه الأشد سخفاً عندما قال انه كان بيهزر، ولذلك قامت زميلتنا في مجلة 'آخر ساعة' ثناء رستم بالسخرية منه قائلة: 'أريد هنا أن أذكر فضيلته أنني لم أسمع منه أبدا أيام حكم مبارك عن تزوير الانتخابات أو التعذيب في السجون أو الفساد وسرقة الأراضي وثروات مصر، ولا حتى عندما أشرقت الثورة لم أسمعه وهو يدعو لاستمرار التظاهر في ميدان التحرير، ولم أره وهو يدافع عن الشاب السلفي، سيد بلال 'شهيد الإسكندرية' بل قرأنا عن تحريم التظاهر والخروج في مظاهرات من بعض شيوخ السلفيين، الذين لم يكن يتورع بعضهم عن الترويج لكتبه في برامجهم الفضائية بل وتسمية بعض حلقات تلك البرامج بأسماء هذه الكتب وكأنهم بذلك يمارسون جهادا من نوع خاص لا نعرفه.
والشيخ يعقوب الذي اعتاد في بدء برامجه بترديد كلمات أحبكم في الله، ويقسم بأغلظ الإيمان ليؤكد على حبه للمشاهدين لا يمنعه هذا الحب من التأكيد في أحد برامجه على تحريم مشاهدة التليفزيون الذي يخاطبنا من خلال إطلالته على عدة شاشات فضائية ويقسم بأنه لا يمتلك تليفزيونات في منازل زوجاته الأربع وهو يضحك، وينسى الشيخ أنه يخاطب شبابا قد لا يجدون جنيهات قليلة، تكفيهم بالكاد سد جوعهم. وليسمح لي فضيلته بأن أطالبه بألا يحمل نفسه فوق طاقتها ويبتعد تماما عن شاشات التليفزيون الذي يحرمه'.
السلفيون جسد غريب دخل لمصر
ونزلت الهجمات ضد السلفيين على رؤوسهم كالسيل، ففي 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع اليساري قالت الدكتورة آمنة نصير استاذة الفلسفة بجامعة الأزهر لزميلتنا هبة جابر عن السلفيين: 'أشبه بالجسد الغريب الذي دخل لمصر المتحضرة التي لديها العقيدة الإيمانية الوسطية.
إن دخول هذه المفردات وهذه الثقافة في المجتمع المصري وهو يحاول ان يعيد بناء نفسه من جديد ليس في صالح المجتمع فالدولة الآن مثل الجسد المرهق الذي لا يحتمل وهم استغلوا فترة اهتزاز الدولة ليظهروا بأفعالهم القبيحة.
أرفض التدين الخارج عن الانضباط بمفهوم خلط الدين في السياسة، فنحن نحتاج لوقت لضبط المصطلحات حينها نطرح القضايا، سيطرة بعض من رجال الحركة السلفية على الفضائيات والذين تمكنوا خلالها من إحداث هزة لعقلية الشعب المصري المتوازنة، لابد لمؤسسة الأزهر ان تقوم بدورها وإلا تترك الساحة لهذا الفكر الغريب، ولابد من تفعيل دور المساجد وأطالب الأئمة ان يقوموا بدورهم لتصويب هذا الاعوجاج الذي ظهر'.
اندحر الجمل فهل تأتي الناقة؟
لكن الذي حدث أن الأئمة تأخروا قليلا في تلبية ندائها، وعمل به في نفس العدد زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر بقوله عنهم: 'جاء الجمل أثناء الثورة فهل ينقشع الغبار بعد هذه الأيام الرمادية وتظهر 'الناقة'، يقال إن وريث الثورة أسوأ من وريث مبارك، فالثاني كان يعتقل الناس والأول سوف يذبحهم لذلك على كل وطني مخلص أن يستعد لمعركة طويلة يقدم فيها 'ودنه' فداء للوطن، ومثلما دافع الوطنيون عن 'قناة السويس' الموجودة في مصر عليهم أن يدافعوا عن 'قناة ستاكيوس' الموجودة في الأذن، فعلا بعض الثورات تصنعها 'الشوارب' وترثها 'الذقون'.
تسريب مكالمات مبارك للعادلي
وإلى الرئيس السابق، الذي بدأ البعض يقوم بتسريب مكالماته التليفونية السرية أثناء مظاهرات الثورة في ميدان التحرير، والتي كان وزير الداخلية السابق حبيب العادلي يسجلها له، ولا نعرف كيف تم توصيلها سراً إلى زميلنا ب'الأخبار' خفيف الظل عبدالقادر محمد علي، فأسرع طبعا، بنشرها كاملة يوم الأربعاء في بابه اليومي - صباح النعناع ، وكان نصفها - والعهدة عليه، لا علينا: 'ليلة 25 يناير تلقى حبيب العادلي اتصالا تليفونيا، قال المتحدث: إيه الأخبار؟
- أجاب العادلي: ميت فل وعشرة يا فندم وحط في بطنك بطيخة صيفي.
- بس الفار بيلعب في عبي.
- ما عاش الفار اللي يلعب في عب سيادتك، حاقطع ديله وانفخه وأدفس جواه سيخ مزنهر وبإذن المولى يعترف انه من بتوع المحظورة.
- والولاد اللي ماليين الميدان؟
- مستنيين الاتوبيس يا فندم.
- بس أنا شايفهم في التليفزيون باللافتات,
- سيادتك عارف ان تليفزيون الحكومة كداب.
- ولاد الصايعة، بيقولوا يسقط النظام
- قصدهم النظام الشمسي يافندم
- وسامع بودني 'يسقط مبارك'
- يقصدوا هشام مبارك يافندم
- وبيقولوا لمين ارحل؟
- لحسن شحاتة طبعا'.
لماذا يبقى عزمي والشريف وسرور طلقاء؟
وهشام مبارك، هو زميل عبد القادر في الجريدة، وتوالت الهجمات في نفس العدد ضد مبارك، بعد سماع وصفه المتظاهرين بأنهم ولاد صايعة فصرخ زميله علاء عبد الهادي: 'صفوت الشريف، فتحي سرور، زكريا عزمي، ثلاثة أسماء كانت تمثل مع أحمد عز الأركان التي يرتكز عليها نظام مبارك، ذهب مبارك، وسقط ركن من هذه الأركان بسجن عز واستعصت بقية الأركان على السقوط لأسباب غير واضحة حتى الآن، وكل ما ذكر من تبريرات حول هذه الأسماء لا يقنع أحدأ.
يقيني، ويقين عدد لا بأس به، أن الثورة لم يكتمل نجاحها بعد، ما دامت هذه الأسماء طليقة، فوق مستوى المساءلة والمحاكمة، بل ان بعضها مثل د. فتحي سرور، أخرج لسانه للجميع وراح من جديد يصدع رؤوسنا بقصص نضاله الثوري ضد النظام المستبد للرئيس مبارك وحاشيته؟!'.
الشعب يريد فلوس النظام
بينما أضاف زميله خالد ميري طلبا آخر، وهو: 'الشعب يريد فلوس مبارك وأفراد عائلته الكريمة وأركان نظامه غير المحترمين، الشعب لن ينام حتى تعود الأموال المنهوبة من الخارج وحتى نرى الكبار وراء القضبان.
دول العالم تتسابق في الاستجابة لطلبات النيابة العامة بتجميد أموال الرئيس السابق ونجله الأكبر ووريثه السابق وباقي نجوم الفساد، وداخل مصر وضعت الدولة بقرار النائب العام المحترم المستشار عبد المجيد محمود يدها على كل ثروات وأملاك الفاسدين، الآن نحن في انتظار نهاية سريعة وعادلة للمحاكمات، نهاية يد عشماوي على رقبة من قتلوا نهاية تضع لصوص المال العام في مزبلة سجن طرة وأخوته وتضع يد الشعب على أموالهم وممتلكاتهم'.
وإيه ياخد الريح من البلاط
وفوجىء خالد بأن زميلنا وصديقنا في 'الوفد' محمد أمين يذكره بالمثل الشعبي، وإيه ياخد الريح من البلاط، بعد أن اتضح أن مبارك مسكين، يحتاج لإخراج الزكاة أو الصدقات له من مصارفها الشرعية، بعد أن نشر أن المعاش الذي يتم صرفه من هيئة التأمينات الاجتماعية لمبارك هو ألفي جنيه، بالإضافة الى معاشه العسكري، فقال محمد في 'المصري اليوم': 'الانطباع السائد حالياً بعد الكشف عن معاش الرئيس السابق يؤكد أنه يحتاج الى الصدقة، في ظل هذه الظروف البائسة وغلاء الأسعار، ويعطي انبطاعا بأنه لا يملك من حطام الدنيا شيئاً، ويعطي الانطباع الأهم بأن الحديث عن السبعين مليار دولار مجرد كلام تتناوله الصحف والفضائيات، دون أن يكون له أصل، هذا المعنى هو الذي تسرب إلينا، فهل كان المجلس العسكري يريد أن يبعث بهذه الرسالة؟!
لا أخفي شعوري بالقلق، لأن هناك تحديات رهيبة أمام عودة المليارات المنهوبة، وقد تحدثت بشأنها بعد محاضرة للدكتور علي الغتيت، ولا أخفي شعوري بالقلق من الرسائل الخفية وراء إنهاء معاش مبارك، ولا أخفي شعوري بالقلق من تأخير ملفات كثيرة، لم تنجزها الثورة حتى الآن!'.
المجلس العسكري: مبارك
واسرته رهن الاقامة الجبرية
ومن الذين شعروا بالقلق أيضا في نفس اليوم، أي الأربعاء من الموقف من مبارك، وبيان المجلس العسكري بأنه وعائلته رهن الإقامة الجبرية، كان زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها، عماد الدين حسين وعبر عن قلقه بالقول: 'هل تحرير الإقامة الجبرية يكفي لشعور المصريين بأن ثورتهم ليست في خطر؟!
السؤال بطريقة أخرى هو: ما الذي يهدد ثورة 25 يناير؟! وهل مبارك وأسرته مصادر خطر محتملة أم لا؟! المؤكد أن مبارك هو الخاسر الأكبر من قيام الثورة ومعه أسرته خصوصا ابنه جمال، ثم كبار مساعديه خصوصا صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، ثم كل المستفيدين من حكمه، وبالأخص الذين يشعرون بأنهم سيدفعون ثمنا غاليا إذا اكتمل نجاح الثورة، وفي مقدمة هؤلاء رجال الأعمال الفاسدون ثم رجال الأمن الذين انحصرت مهمتهم في تأمين النظام والبطش بكل معارضيه.
فرض الإقامة الجبرية هل يعني أن الرئيس وأسرته يستطيعون استخدام وسائل الاتصال أم لا؟! إذا كانوا يستطيعون فمعنى ذلك أنه لا قيمة عمليا للقرار، لأنهم يستطيعون تحريك كل عناصر الثورة المضادة بالموبايل حتى لو كان مفروضا عليهم الإقامة الجبرية في أيسلندا، أو سلطنة عُمان أو مستشفى تبوك بالسعودية، هل فرض الإقامة الجبرية يعني حرية أسرة مبارك في استقبال زائرين مصريين وعرب وأجانب أم لا؟!
وهل هناك ضيوف وأمراء وشيوخ وممثلو سلاطين زاروا الأسرة في شرم الشيخ فعلا أم لا؟!
الحل للأزمة التي نعيشها هي الوضوح والشفافية وسرعة اتخاذ القرار، وبما أن مبارك وأسرته متهمون وبما أن هناك شبهات قوية ضد الشريف وعزمي وسرور، فلماذا لا نعجل بالقبض عليهم ونعزلهم في مكان آمن حتى نتقي شرهم؟، خير البر عاجله'.
طبعا، طبعا، فلا تؤجل عمل اليوم الى الغد، لأن في الحركة بركة، وإحباطا للثورة المضادة التي ستكون موضوعنا التالي.
قرارات القضاء كانت تصدر من مبارك شخصيا
ومن المعارك التي لا تزال مشتعلة وتجد انعكاساتها في الكثير من المقالات والتعليقات، عن الثورة المضادة وتحركات عناصر النظام السابق، التي لا تزال منتشرة في كل المواقع، ولم تمسها يد التطهير أو العزل ،وانتشرت التحذيرات على صفحات معظم الصحف، ففي 'المصري اليوم' يوم الثلاثاء، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة: 'تشير إحدى الوثائق السرية لمباحث أمن الدولة، والتي كشف النقاب عن محتوياتها، أن الحكم بالسجن خمس سنوات على الدكتور أيمن نور في قضية اتهامه بتزوير توكيلات تأسيس حزب الغد، والذي أصدره المستشار عادل عبد السلام جمعة، رئيس محكمة جنايات القاهرة، تم بناء على تعليمات تلقاها من جهات سيادية، وأبلغت له عن طريق مندوب من جهاز أمن الدولة، ولأنني لست في وضع يسمح لي بالجزم بصحة الوثيقة المنشورة، فليس بوسعي أن أوجه اتهاما من أي نوع للقاضي المذكور بالاسم في الوثيقة المشار إليها، لكن خطورة المسألة تدفعني لضم صوتي الى كل المطالبين، ومنهم قضاة كبار، بالتأكد من صحة الوثيقة أولا، ثم التحقيق مع القاضي ومحاكمته، وإنزال أقسى العقوبات به في حالة ثبوت التهمة عليه، المستشار عادل سبق له إصدار حكم بمنع المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وعدد كبير من زملائه وزوجاتهم وأولادهم القصر من التصرف في أموالهم وهو نفسه الذي سبق له أن اصدر احكاما بالسجن على مجدي حسين والدكتور سعد الدين إبراهيم وغيرهم في قضايا سياسية، أقل ما يقال فيها انها مفبركة من جانب مباحث امن الدولة، ولأنه من المستبعد جدا أن تكون إحالة قضايا سياسية على هذه الدرجة من الحساسية الى الدائرة التي يرأسها هذا القاضي بالذات وأن يصدر فيها جميعا أحكاما شديدة القسوة محض مصادفة، حين يصل الفساد الى هذه الدرجة والتي تدفع النظام إلى محاولة التأثير على القضاة أنفسهم، وإفساد الجهاز القضائي برمته، يصبح من السذاجة بمكان أن نسلم بانتصار الثورة قبل القيام بحركة تطهير واسعة النطاق أظن انها باتت ضرورية وملحة'.
تحذير من تكرار ثورة يوليو
باعتدائها على حريات الآخرين
وإذا تركنا نافعة في 'المصري' وذهبنا الى 'جمهورية' نفس اليوم سنجد ان زميلنا زياد السحار يحذر هو الآخر، من التورط في أخطاء قد تقع فيها الثورة ويذكر بالآتي: 'نأمل أن تعي ثورتنا وشبابها الدرس، فلا تكرر أخطاء ثورة يوليو باعتدائها على حريات الآخرين، ولا تكرر أخطاء النظام السابق بصلفه وغروره بعد أن تصور أن نجاحاته في بداية الحكم يمكن أن تكون مبررا لاستمرار التأييد والتبجيل استنادا الى شرعية أكتوبر، والبدايات الطيبة رغم الخطايا التي لا تغتفر بتجويع الشعب وممارسات التعذيب والقهر، والبقاء في الحكم هذه المدة الطويلة والتحايل على الشعب بالتوريث والتزوير، إن الشعوب تريد أن تعيش، لا يهمها كثيرا النظريات والفلسفات الفكرية والدينية، ولا سيل الاتهامات والبلاغات الحقيقية أو المبالغ فيها وتربك جهات التحقيق، الشعوب تريد أمنا واستقرارا، تريد العلاج والتعليم والوظائف والسكن والنقل والمواصلات ووسائل الراحة والترفيه، والاطمئنان على مستقبل الأبناء في ظل وطن آمن مستقر، لا أحد من المصريين يرضى الآن بحالة التسيب التي تسود مواقع العمل وتعطل الانتاج، وسيطرة الانفلات والمشاجرات على المصالح والدواوين.
لا أحد يرضيه تلك الانتهازية الجبانة باحتلال البعض للميادين بعربات الفول والكشري وتحول كل شوارع مصر إلى أسواق وسويقات بحجة البحث عن سبل العيش والرزق'. طبعا، هذا مفهوم، ولكن هناك حقيقة يتناساها.
أنصار الثورة المضادة في المجالس المحلية
وذكره بها في اليوم التالي - الأربعاء - زميلنا ب'الوفد' طارق التهامي عن أنصار الثورة المضادة، في المجالس المحلية بقوله: 'لا نريد أن نقلل بأي حال من أهمية بقاء هؤلاء المسؤولين، فوق مقاعد، أخطر موقع تنفيذي، لأنهم الأسرع في الاتصال بالناس، الأكثر فقرا، وهم المناط بهم، تسيير، أو ايقاف، أي عمل، بصرف النظر، عن مدى مشروعيته، أو مخالفته للقانون، وهم الذين يعطون الأوامر للسماح بتنفيذه أو منعه، كل هذه القرارات تخضع بشكل مباشر للرؤساء التنفيذيين، في الأحياء والمدن!
الثورة اندلعت في يوم وليلة بقوة دفع شعب، قرر التخلص من قيوده، وسوف تنجح هذه الثورة، إذا قطعنا - بالقانون - أيادي من يحاولون إجهاضها!'.
الغيطاني يهاجم يحيى الجمل ويطالب
بعزله ويشبهه بصلاح السعدني في دور العمدة،
في مسلسل 'ليالي الحلمية'، ومحمد أحب الحمار وكره الجمل بسبب تصريحاته
وإلى المعارك المشتعلة بسبب الثورة، وما يحدث من إجراءات وقرارات واجتماعات، حيث لاحظت تعرض صديقنا نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل والمسؤول عن ملف الإعلام والحوار الوطني الى هجمات عديدة من مؤيدين للثورة، وبعضها يتسم بالسخرية، وأعاني من حرج شديد، لأن معظم مهاجميه من أصدقائي وزملائي، مثل جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحافيين ومدير تحرير 'العربي' لسان حال الحزب العربي الديمقراطي الناصري الذي قال عنه: 'أعرف مشاغل الدكتور يحيى الجمل وألاحظ زحام ارتباطاته اليومية بالبرامج والحوارات التليفزيونية 'بنوعيها الفضائي والأرضي' ولهذا ألتمس لسيادته كل العذر إذا كان نسي وهو يسبح في هذا الخضم التليفزيوني الهائل انه يحمل لقب ومسؤولية 'نائب رئيس الوزراء لشؤون الحوار الوطني' فضلا عن ملف الصحافة القومية التي مازالت رهينة في أيادي أرامل ومخلفات الاستاذ مبارك ونظامه المدحور، ولا مشكلة كبيرة في أن الدكتور يحيى نسي مهمته ومسؤوليته الأصلية وتفرغ للتليفزيون وباقي الأجهزة الكهربائية المنزلية، وإنما المشكلة فعلا ان كثيرين باتوا يظنون الآن أنه لا فرق بين الذهاب لحوار وطني فعال ومنظم وبين الذهاب لمدينة الانتاج الإعلامي لإجراء 'حوار تليفزيوني'، وصباح الخير يا مصر'.
يحيى الجمل يثير المشاكل كلما تحدث
أجهزة كهربائية؟ هذه اول مرة اسمع فيها تعبيرا كهذا، كما هاجمه أيضا ماهر زهدي المسؤول عن صفحة الفن في 'العربي'، بقوله عنه في عموده - سيرة الفن - 'الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء هو الوحيد الباقي من حكومة الفريق أحمد شفيق الذي أتى به الرئيس السابق مبارك، وهو الوحيد الذي تم الإبقاء عليه في حكومة الشرعية الثورية التي شكلها الدكتور عصام شرف، ولم يرحل د. الجمل مع حكومة شفيق التي بكي على رحيلها، وليته كان رحل معها، ليس لأننا نبغضه، ولكن لأننا لا نرضى ببكائه! الدكتور الجمل لم نكن نسمع صوته أو نراه خلال تواجده في حكومة أحمد شفيق رغم أنه كان يشغل نفس المنصب الذي يشغله الآن في حكومة شرف ولكن ما ان انتقل بنفس منصبه الى حكومة الدكتور شرف، حتى أصبح اكثر من يتحدث الآن في مصر، سواء على مستوى الشعب المصري كله، أو على مستوى قيادات الدولة، من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو من مجلس الوزراء، يتحدث اكثر كثيرا من الدكتور عصام شرف.
وليته يصمت قليلا لأنه كلما تحدث أثار العديد من المشاكل قد تصل الى حد الكوارث!
وبعيدا عن المشاكل التي جلبها لنفسه من كثرة حديثه، وبعيدا عن رأيه في أغلب الصحافيين باعتباره مشرفا على المجلس الأعلى للصحافة، وملف الصحافة الذي يماطل فيه، وترك رؤساء التحرير الذين أتى بهم نظام مبارك الفاسد، على رأس المؤسسات الصحافية الحكومية دون أن نعرف سببا واضحا لهذه المماطلة'.
الغيطاني يطالب بعزله ويشبهه بصلاح السعدني
اما الأعجب من حكاية الأجهزة الكهربائية التي قال بها جمال فهمي، فكان تشبيه زميلنا وصديقنا ب'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني يوم الأربعاء الدكتور يحيى، بالعمدة في مسلسل ليالي الحلمية بقوله عنه: 'هذا ملف لا يحتمل التأجيل ولن ينجزه امثال الدكتور يحيى الجمل الذي يذكرني بالعمدة صلاح السعدني في أواخر حياته، عندما اصبح يسترجع حكاياته ومغامراته، وكلما رأيته في الفضائيات والقنوات تتزايد دهشتي، كيف تم اختياره، وكيف يصبح مسؤولا عن ملف الإعلام وكيف يصبح أحد الوجوه المتحدثة بالثورة وهو فاعل أساسي في وضع دستور 1971 المشين، أمثال هذه الوجوه التي تجهض الثورة يجب أن تختفي'.
.. وكان سببا في كره الجمل وحب الحمار
وإذا كان جمال شبه الدكتور يحيى بصديقنا الفنان الكبير صلاح السعدني، في دور العمدة فقد ادعى زميلنا في 'عقيدتي' محمد الابنودي ان الدكتور يحيى كان سببا في ان يكره الجمل ويحب الحمار، ولندعه يوضح لنا مشكلته الحقيقية، قال المسكين وهو يبكي: 'ما نشاهده من نائب رئيس الوزراء طلعاته البهية يوميا في اكثر من قناة خاصة وهو يكيل الاتهامات هنا وهناك تارة للمؤسسات الصحافية القومية وخاصة مؤسسة 'الجمهورية' التي أتشرف بالانتماء إليها، وتارة أخرى للتيار الإسلامي وإشعال الحرائق الطائفية في وقت تعددت فيه الحرائق في مصر حتى وصلت اتهاماته للذات الإلهية، لذلك وغيره فقد كرهت 'الجمل' وأحببت أغنية المطرب الشعبي سعد الصغير 'بحبك ياحمار'، كرهت الجمل بسبب الموقعة الشهيرة التي حدثت في ميدان التحرير والتي راح فيها عدد غير قليل من الشهداء الأطهار وتم تنصيب 'الجمل' الذي لم يقدم لنا شيئاً حتى الآن! وكرهت الجمل لأنه في نظري ترك مهام منصبه في البحث عن تحقيق الأمن والأمان للشارع المصري وتفرغ للتنقل بين الفضائيات الخاصة وهو يلمح بين الحين والآخر لما يغمره قلبه تجاه التيار الإسلامي والسعي لزرع الفتنة بسبب تصريحاته حول المادة الثانية من الدستور، نعم، كرهت 'الجمل' لأنه كان معارضاً للرئيس السادات فعرضت عليه الوزارة فقبلها ثم عزله ثم اصبح معارضا في عصر مبارك فجاءت به الثورة فتحول الى ديكتاتوريتهم واصفا معارضيه بأنهم اصحاب عقول متعفنة.
نعم، كرهت الجمل لأنه كذب علينا في الماضي حين صرح بأنه سيعتزل السياسة بعد ان تخطى الثمانين ولكن بريق السلطة وكاميرات الإعلام جعلته يتراجع عن ذلك ، لذا فأنا أقترح على د. عصام شرف - رئيس الوزراء - إقالة نائبه وتركه لانشغاله بالفضائيات التي تؤنسه ويأنس بها ويعرض آراءه منها بحرية باعتباره شخصية عادية وليس نائبا لرئيس وزراء مصر'.
الثورة ومطالب بتطهير جهاز
الاعلام كله من منافقي مبارك
وأخيراًَ الى معارك الصحافيين، والتي تدور حول قضيتين الأولى، هي المطالبة بعزل رؤساء تحرير الصحف والمجلات الحكومية وفي جهاز الإعلام الذين كانوا مرتبطين بالنظام السابق وهاجموا الثورة على الرغم من انهم - بدون استثناء - انقلبوا عليه، بل أن بعضهم اجتهد ليكون منظر أو فيلسوف الثورة، والبعض حاول ان يغازل المجلس العسكري، اعتقادا منه انه يمكن ان يضمن له استمراره في منصبه، وآخرون يبدون - والله أعلم - انهم تلقوا تطمينات من جهة أمنية، بحمايتهم من العزل، لكن كانت تصريحات رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الأخيرة بأنه سيتم تطهير الإعلام تأكيدا على قرب صدور القرارات الموعودة، وقد استبقها بيوم زميلنا وصديقنا أسامة سرايا رئيس تحرير 'الأهرام' بكتابة عموده يومي في الصفحة الأخيرة تحت عنوان - معا - حتى يظل متواجدا يوميا في 'الأهرام' بعد عزله من منصبه، وكان رئيس مجلس الإدارة زميلنا وصديقنا الدكتور عبد المنعم سعيد قد تنبه لذلك مبكرا، بأن كتب عمودا يوميا في الصفحة العاشرة تحت عنوان - من القاهرة - وانتهت هذه القضية بصدور القرارات.
سخط واسع على حديث فتحي سرور
اما القضية الثانية - الخاصة بالصحافيين، فهي وجود تحركات من البعض في الصحف الخاصة وبالذات في 'المصري اليوم' أثارت الانتباه مثل الحديث الذي نشرته مع رئيس مجلس الشعب السابق، خفيف الظل الدكتور احمد فتحي سرور، وأجراه معه زميلنا محمود مسلم - حزب وطني - ولا أعلم ان كان قد استقال منه أو لا يزال فيه وقد أثار كلامه سخطا واسعا، كذلك قيام زميلنا وصديقنا وأحد رئيسي تحرير 'الوفد' سليمان جودة، في عموده اليومي ب'المصري اليوم' - خط أحمر - بنقل مكالمة من زكريا عزمي، إليه، ومطالبة سليمان بعدم توجيه الاتهامات جزافا، مما استفز متعدد المواهب زميلنا وصديقنا بلال فضل لأن يرد عليه بعنف في بابه اليومي ب'المصري' ايضا فقال يوم الثلاثاء ردا عليه: 'أبارك للزميل الكبير سليمان جودة أنه مازال يحظى بثقة زكريا عزمي، رئيس ديوان المخلوع، بدليل انه رد عليه فور أن قرر سؤاله عن حقيقة ميزانية رئاسة الجمهورية، ألف مبروك يا أستاذ سليمان، كلنا فرحنا لك لنيلك هذا الشرف الرفيع، وإن كنت أتمنى أن تستغل الفرصة لتسأل لنا زكريا عزمي لماذا لم يرفع قضايا فورية على الذين اتهموه علنا بالفساد المالي سواء ما كان منه شديد الضخامة، أو ما كان منه شديد الدناءة مثل بيع صور الرئيس مع رجال الأعمال أو البرشطة على الهدايا التي تأتي الى الرئيس من الخارج، وكلها اتهامات نشرتها الصحف وأذاعتها البرامج، وكانت أولى بالسؤال، جميل ان نبدو موضوعيين فنشغل أنفسنا بالسؤال عما سيقوله التاريخ عن مبارك، ولكن من المهم ان نشغل أنفسنا بالسؤال ايضا عما سيقوله التاريخ عن أولئك الذين يتطوعون لغسيل سمعة الفاسدين، ويعشقون الإمساك بعصا المبادىء من الطرف الآمن، ويختارون التواجد على موائد الحكومة والمعارضة في بروغرام واحد'.
المليارات التي حصل عليها أصحابها بغير حق
ولم يكن بلال رغم تعدد مواهبه يدري انه في نفس العدد سيخرج له سليمان لسانه ويقول في عموده خط أحمر - 'الكلام هذه الأيام عن المليارات التي حصل عليها أصحابها، بغير حق، أو المليارات التي سوف تعود إلينا، يجب أن يؤخذ بحساب شديد، وحذر أشد، حتى لا نكتشف في النهاية اننا كنا نطرد نوعا من السراب!
أن نلتزم الدقة الواجبة، عندما نتكلم عن ثروات فلان أو علان عن الناس وليس عن سالم وحده بالطبع فهو مجرد مثال صارخ في ترويج أرقام لا تدخل أي عقل، انها دعوة الى التروي - لا أكثر - في الاتهام وفي الاغتيال المعنوي لأشخاص أيا كانوا وأياً كانت أسماؤهم لا لشيء إلا لأنه لم يتضح لنا بعد، ما إذا كانوا أبرياء، أو مدانين، وإذا كنت أعرف ان كلاما من هذا النوع، لن يشفي غليل كثيرين، فإنني اعرف في الوقت نفسه، انه قد يشفي 'توهان العقل'.
المشهد الإعلامي الآن لم يحدث منذ خمسين عاما
أيضا، شارك زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' كمال عامر برأي رافض للمطالبين بتطهير الإعلام قائلا عنهم: 'المشهد الإعلامي الآن لم يحدث منذ خمسين عاما، مساحة من الحرية غير مسبوقة، حتى بالصحف القومية كل واحد بيكتب اللي هو عاوزه، بل لا أبالغ إذ قلت إن النسبة الأكبر في النشر مرهونة في يد الذين قفزوا فوق الأحداث والمتحولين وغيرهم، وفي تليفزيون مصر بكل قنواته ترى ضيوفا من كل الأطياف السياسية، لم تعد هناك قوائم سوداء بأسماء من يدخل التليفزيون ضيفا، إذا الحرب لتخريب التليفزيون والصحافة القومية تجيء ليس من العاملين في تلك الجهات بل من خارجها ويضم شخصيات لها مصالح خاصة.
انهم يسعون للسيطرة على تلك المنابر الإعلامية وتحديدا التليفزيون والصحف القومية الأغلبية من الشعب المصري تملك قدرا من الوعي يتيح لها التفرقة بين حرامي الثورة والمدافع عنها لصالح الشعب والوطن، الشعب المصري انحاز في عملية التعديلات الدستورية الأخيرة الى مصلحته رافضا كل مبررات 'لا' برغم ان المساحات الإعلامية في الفضائيات بما فيه تليفزيون مصر وكل الصحف بما فيها القومية كانت لا أعلى من 'نعم'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.