مقرر جمعية الجراحين السودانيين(ادريس علي).اتهم الإعلام بالترويج السالب للاخطاء الطبية قائلاً ان نسبتها(لا تتجاوز الأخطاء العالمية).. وقال:(لو مات زول واحد يعني شنو).! علي الرغم من ان(وفاة زول واحد).بسبب خطأ طبي كارثة في حق الإنسانية.. الا انني جد مندهشة بإختزال السيد ادريس لمصيبة الأخطاء الطبية التي تجاوزت الحدود(الخطيرة حتي).. إلى(وفاة زول واحد). حددها بالسيدة التي توفت بمستشفي الزيتونة.وجاءت وفاتها أثر الإهمال والإستهتار قبل الخطأ الطبي.. قبل كل شئ هل هذا ال(ادريس).يقيم في السودان وسط هذا الشعب الذى تكاد لا تخلو أسرة فيه من وجود(معلول او متوف) بسبب خطاء طبي.. وهل سمع بالأحاديث التي تدور بين المرضي العائدين من خارج السودان بعد محاولة لتصحيح الاخطاء الطبية.. دعني اقول لك.. يقولون ان هناك قوائم معلقة باسماء المستشفيات والأطباء السودانيين مكتوب عليها(أخطاء مستشفيx السوداني). صدق هذا(الدخان) ام كذب.. اقول لك عن نفسي ومنذ خمسة عشرة عاماً في عملي الصحفي لا يكاد يمر يومين او ثلاثة والا نقف علي حالة تعرضت لأخطاء طبية بشعة ومخجلة.. ارجع لأرشيف الصحف منذ مطلع التسعينات لن تصدق حجم الأخطاء الطبية.. فقط للذين اتجهوا للصحافة والقنوات الأخرى وما خفي أعظم.. قبل ايام فقط حملت الصحف خطأ طبياً في عملية اجريت لمريضة في احدى الولايات الطبيب المعالج(نسي العدة) في بطن المريضة وفي هذه تحديداً معظم(بطون) السودانيين حملت داخلها الشاش وادوات التعقيم والمشارط وربما ساعة الطبيب وكرفتته وخاتم الزواج .. هذا غير الذى بترت رجله او استؤصلت كليته او ثدى احدهن بالخطأ..(ايه يا دكتور انت ما في السو(ء)دان ولا أيه).! بمناسبة هذه التصريحات(الدايشة) نناشد حماية المستهلك بالتوثيق للأخطاء الطبية وباثر رجعي(ربع قرن). حتي نكون قد وثقنا لأسوأ حقبة في تاريخ الطب في السودان.. وحتي يستطيع الأطباء السودانيون الزائرون او الجاهلون بالحقائق الإستفادة من هذا التوثيق حتي لا يدخلوا انفسهم في(جحر يظلط النملة).! كان سيكون عزاؤنا الوحيد لو اعترف الاطباء وخاصة في مؤسساتهم الجمعية.. بالأوضاع الخطيرة التي وصل اليها الطب في السودان.. ومن زاوية اخرى هذا الإعتراف سيصب في إتجاه تشريح المشكلة وإيجاد الحلول لها.. لان الامر لا ينحصر فقط في الاخطاء الطبية.. الشأن الصحي في البلاد أصبح(مهزلة). بكي عليها وعلي تاريخ هذا الوطن الصحي كبار الأطباء المحترمين الحادبين علي مهنة الطب في السودان الوطن.. لماذا تدفنون رؤوسكم في الرمال عن كل ما يحدث في هذا الحقل الإنساني الهام.. غابت الأخلاق وغاب الضمير الإنساني عن هذه المهنة وأصبحت مثل(السلخانة).ذبح وسلخ وتراكم قازورات.. لقد ضحكت علينا الدول التي كانت تتغزل في الطب في السودان.. هذا الامر يسئ إلى آلاف الاطباء الممتازين الذين نفخر بتمثيلهم لنا في دول المهجر المختلفة.. قبل أن ينتهك حقوق مواطنين لا يملكون حق العلاج بالخارج واصبحنا نرى برتكولات الوداع بين المرضي وذويهم قبل دخولهم غرف العمليات. أرحمنا يا اخ دريس يرحمك الله. [email protected]