لا يخفى على أحد أثر التكنولوجيا على كل مناحي الحياة بالسودان، حتى ولو كان ضئيلاً جداً مقارنة بدول أخرى، حيث اجتاحت حياتنا في الآونة الأخيرة ظاهرة الطباعة على الأكواب وال (تي شيرتات) خاصة وسط الشباب وطلاب الجامعات الذين يمثلون الفئة الأكثر تعاملاً ومعرفة بتلك التقنيات، حيث يرتدون فانيلات تحمل على صدورها أو ظهورها صوراً للنجوم كل حسب توجهاته ومزاجه، ومن أكثر هؤلاء النجوم رسماً على الأكواب والفانيلات الفنان الراحل محمود عبد العزيز والمناضل اليساري الشهير ارنستو تشي جيفارا وملك الريقي الراحل بوب مارلي ومطربون وممثلون ومصارعون ونجوم كرة القدم. السحرية كالحرباء وفي السياق، التقت (اليوم التالي) هيفاء طلعت، إحدى العاملات في محلات (قزاز) للطباعة على الأكواب وال (تي شيرتات) ببحري، فأكدت أن طلاب الجامعات يمثلون أغلب المترددين على محلها، وتتزايد أعدادهم في المناسبات (أعياد ميلاد، يوم الحب، إحياء ذكرى نجم راحل)، وكشفت عن أن أسعار الطباعة في متناول اليد وتنقسم طباعة الأكواب إلى ثلاثة أنواع، العادية ب (20) جنيهاً، والسحرية يتغير لونها الأسود ما إن يسكب عليها شيء ساخن، لذا يرتفع سعرها إلى(40) جنيهاً، أما الطباعة على الأكواب المتينة غير القابلة للكسر فتصل إلى (50) جنيهاً، وأكثر الأصناف إقبالاً من فئة ال (20) جنيهاً، حيث تتناسب أسعارها وظروف الطلاب المادية. واستطردت: نحن نأخذ الصورة من الزبون ونعالجها عبر الكمبيوتر، ثم نرسلها للطباعة في إحدى مطابع الخرطوم المتخصصة. وبعد يومين يتم تسليمها للزبون. موسم الطباعة الأكبر أكثر المواسم التي يرتفع فيها الطلب على الطباعة أعياد الأم، رأس السنة ويوم الحب، وفي الأيام العادية ياتي الآباء برفقة أطفالهم للطباعة بمناسبة عيد الميلاد، أوالنجاح، بجانب شركات الإعلان التي تطلب طباعة شعاراتها على (التي شيرتات) أو الأكواب. ومضت هيفاء قائلة إنها لم تشهد زحاماً وتدافعا وطلباً كثيفاً كما شهدته يوم وفاة الفنان محمود عبد العزيز، حيث جاء الشباب بصور له من ذاكرة الموبايل طالبين طباعتها على ال (تي شيرتات) وهم غاية في العجلة، يريدون اللحاق بموكب التشييع واستقبال الجثمان في المطار. طباعة الأكواب وإحماء ماكينة الطباعة في مكتبة لخدمات الطباعة بالخرطوم التقيت بالعمال الذين قالوا ل (اليوم التالي) إن العمل في المطبعة يعتمد كثيراً على الطباعة في الأكواب وال (تي شيرتات). وقالوا إنهم لا يتعاملون مع أفراد إلا نادراً، وإنما يتعاملون مع أصحاب مكتبات ويقومون بتسلم كمية كبيرة من صاحب المكتبة، وأن أغلب الأكواب التي يطبعونها هي أكواب خاصة بمناسبات النجاح والأفراح وأعياد الميلاد وأكواب المؤسسات الخاصة كالبنوك والشركات والوزارات وحتى الصحف وخلافها. عملية سهلة وفي السياق، تقول سلمى الطاهر: لم تعد عملية الطباعة على (التي شرتات) صعبة مع توفر الورق الذي يتم النقش عليه في المكتبات، وتضيف: أصبح من السهل أن تحصلي على قطعة منفردة بتصميم أو عبارات معينة تقدم كهدايا في مناسبة ما أو طباعة شعار لحملة معينة أو جمعية أو معهد. وقالت صفية عمر إن فكرة الطباعة على (التي شرتات) من أكثر المشاريع السهلة والمربحة، لأن خطواتها ليست صعبة وسوقها واسعة في الوقت نفسه، لذلك بإمكانها أن تفتح أبواباً للعمل أمام الشباب، الذين لم يجدوا أنفسهم في الأسواق تبعاً لشركات خاصة أو حكومية، من ناحيتها أكدت حسنة تميم يمكن لأي شخص هاوٍ امتهان الطباعة على الأكواب أو تعلمها بسهولة، لأنها لا تحتاج إلى إمكانات فنية خاصة، وإنما هي مجرد خطوات يمكن لأي فرد تعلمها، وفي المقابل لها سوق واسعة في كافة المرافق. اليوم التالي