تقع جزيرة توتي عند ملتقى النيلين وسط مدن الخرطوم الثلاث وتتميز بطبيعتها البكر وشواطئها الرملية الجميلة، ما جعل الشعراء يجودون لها بأجمل قصائدهم ومنهم الشاعر التجاني يوسف بشير الذي نظم فيها (يا درة حفها النيل واحتواها البر)، كما تغنى سيد خليفة لها بأغنية (يا جزيرة توتي يا جنة فيك السهران يتغنى). وهكذا صارت توتي قبلة جاذبة للسياح من داخل الخرطوم وخارجها خاصة بعد إنشاء الجسر. يقولون إن توتي كلمة بلغة دنقلا القديمة، وتتكوَّن من شقين تو: يعني البقرة وتي: تعني بطن. ومعنى توتي هي بطن البقرة أي أن الجزيرة تشبه بطن البقرة، وتسكنها قبيلة المحس التي دخلتها في القرن الثالث عشر الميلادي، وهي القبيلة الرئيسة بها حتى الآن. وأول عمدة لتوتي هو أحمد ود إبراهيم عام (1944م) وكان ديوانه بمثابة المحكمة العليا لأهالي توتي بعده تعاقب المشايخ عبد القادر الفكي أحمد - حامد النور - خوجلي حامد وأحمد علي الأحمر. طابية الرويس والمواصلات النيلية تقع في منطقة الرويس شمال توتي، بناها المهدي عام (1885م) تحوّطاً لدخول الاستعمار بقيادة كتشنر، وهي ذات مخطط دائري مزوَّدة بمدفع حبلي واحد بقيادة علي عبد الجبار وتحت إمرة طاقم مكوَّن من اثنين بقيادة جمعة علي العمراني. تعد مرحلة ما قبل الجسر مرحلة مهمة في حياة أهالي توتي، إذ كانوا يعتمدون على المواصلات النيلية التي بدأت بالمراكب الشراعية، وكان يوجد مشرع أم درمان ومشرع الخرطوم ومشرع بحري بعدها أدخل الرفاس في الأربعينيات. ويُعد مكاوي يس أول من جلب رفاساً، وهو الرفاس الوحيد وموقعه مشرع الخرطوم، وأدخل البنطون لتوتي عام (1957م) ويتبع للنقل النهري، ويوجد مرسى مقابل لقاعة الصداقة، وهو الذي يجتمع فيه الأهالي للرجوع إلى الجزيرة قبل قيام الجسر. البنطون والرفاسات تزامنت مع بعضها في النقل. في بيت أم حرير بدأ تعليم البنات في توتي منذ عام (1920م) في منزل الحاجة أم حرير وعائشة بنت داؤود، وتوجد الآن (4) مدارس أساس حكومية ومدرسة خاصة واحدة. وتعد مدرسة الشهيد أحمد يوسف التي تأسست عام (1917م) من أقدم المدارس، وقد خرَّجت المدرسة معظم الأسماء اللامعة في توتي، ويبلغ عدد المدارس الثانوية مدرستين وخمس رياض أطفال. وبها أيضاً مركزان صحيان و(4) صيدليات وبسط أمن شامل واحد و(9) مساجد أعرقها مسجد توتي الواقع في شارع درب المسيد وأقدم وابور أُدخل عام (1946) ويسقي كل الأراضي بطريقة دائرية.. أُدخلت الخدمات الأساسية لتوتي الكهرباء عام (1967م) وخدمات المياه في مطلع السبعينيات. مركز توثيق توتي تأسس المركز في عام (2000م) وهو يهدف إلى التوثيق الشامل لتاريخ توتي في المجالات المختلفة لمختلف الحقب الفائتة والحاضرة، ويعمل على ترسيخ الثقافة الأصيلة بين الأجيال. يوجد بتوتي العديد من الأندية، وهي النادي الرياضي الذي تأسس عام (1932م) والنادي الثقافي عام (1935م) ونادي العمال تأسس عام (1955م) ونادي التعاون. الشياخة بدأت في توتي بالشيخ علي بن عامر بن عون وبعده موسى الضيق وابنه عامر - إبراهيم ود البداني - وأرباب العقائد - إبراهيم الحاج سليمان - ومضوي - الشيخ الضرير. والشيخ أرباب العقائد هو أحمد بن علي بن عامر بن عون صاحب مسجد أرباب العقائد (مسجد فاروق حالياً) وسط الخرطوم وقد بلغ عدد تلاميذه الألف ونيف، ومن أشهرهم الشيخ حمد ودام مريوم مؤسس حلة حمد والشيخ خوجلي أبو الجاز مؤسس حلة خوجلي والشيخ حتيك من مؤسسي مدينة بري وجميعهم من أبناء توتي أيضاً من تلاميذه الشيخ فرح ود تكتوك. وفي توتي أيضاً الشيخ إبراهيم العباس الذي علم الكثيرين من أبناء توتي وخارجها القرآن الكريم ويعد الأب الروحي لكل قيادات الحركة الإسلامية. مشاهير توتي من الأطباء بروفيسور داؤود مصطفى خالد (أبو الطب السوداني)، (بروفيسور عبد الله محجوب زكي، بروفيسور شاكر زين العابدين). من العسكريين الأميرالاي عبد الله الصديق دار صليح - الفريق فوزي أحمد الفاضل - الفريق إسحق إبراهيم الفريق حسان عبد الرحمن، ومن الشخصيات القومية الفكي الهادي، ومن الفنانين الفنان حمد الريح - إبراهيم خوجلي - العاقب محمد الحسن - أولاد فرح - قسم الله طمبل - عبد العال عبد الله وعازف الكمان والعود أحمد الشيخ الذي تعلم على يده الفنان عبد العزيز محمد داؤود وغيره أيضاً ضمت توتي العديد من الشعراء منهم بر محمد النور - أمين مصطفى خليفة (أبو شوقي) الصادق عبد الرحمن النجومي - زين العابدين خالد - الأمين أحمد عبد الرحيم. ومن أدباء توتي معاوية محمد نور كاتب وقصصي - والدكتور عمر الصديق مدير معهد عبد الله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم. عجبوني الليلة جو اثنان من نساء توتي هن من نظمن القصيدة التي مطلعها عجبوني الليلة جو ترسو البحر صدرو. وتوتي تقوم بتصدير الخضروات إلى العاصمة وتشتهر بزراعة الليمون ويوجد سوق بها يسمى سوق الليمون وتنتشر الأسواق على جنبات الشوارع والمطاعم كثيرة في توتي تقريباً مطعم في كل شارع ولا توجد طلمبات بنزين بها. وتقع مقابر أهالي توتي بين حلة حمد وخوجلي مقابر أبو نجيلة. وذكر أهالي توتي أن آخر مرة شاهدوا فيها تمساحاً في الثمانينيات وفرس البحر شاهدوه تقريباً قبل خمس سنوات. ومن العائلات المشهورة في الجزيرة عائلة الغردقاب - المكناب - وأولاد عامر - الشكرتاب - أولاد الإمام - أولاد الفكي محمد مضوي - أولاد الشيخ الضرير - أولاد مضوي - الكنوز - السواجير - الشاوشاب. التقاليد في توتي أهالي توتي معروف عنهم ترابطهم وتماسكهم في كل المناسبات الاجتماعية الأفراح والأتراح فنجد أن الفكي الهادي هو الذي ابتكر زواج الكورة (الزواج الجماعي) في توتي وتكاليف الزواج كانت سابقاً من جنيه إلى ستين جنيهاً حتى عام (1962م) وتصاعدت تدريجياً حتى وصلت الآن من (30 - 50) مليوناً تقريباً. وتربطهم علاقة بشمبات والصبابي - البراري علاقة القبيلة قبل التزاوج ويشاركونا في كافة مناسباتنا ونشاركهم كذلك. الناظر لمستقبل توتي السياحي نسبة لموقعها الاستراتيجي المميَّز يجد أنه بانتظارها مستقبل استثماري كبير اليوم التالي