تحدث الممثل الأمريكي جورج كلوني، إلى جون برندرجاست، الرئيس المؤسس لمشروع حركة (كفاية) الذي يهدف إلى إنهاء الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وأكشايا كومار المحللة السياسية في المشروع، في مقال نشرته صحيفة «نينيورك تايمز» الأمريكية، عن الفظائع الوحشية التي تتعرض لها دولة السودان، مطالبين العالم بالتدخل وفرض العقوبات لحماية الشعب السوداني. وأوضح المقال أنه بسبب منع الحكومة السودانية الصحفيين من الدخول إلى منطقة دارفور، والتقييد الشديد لدخول العاملين في المجال الإنساني، فإن أي نافذة تطل على الحياة هناك محدودة، مشيرا إلى أن ما قالته التقارير بإن النظام السوداني أقنع بعثة حفظ السلام بالانسحاب من مناطق بزعم أنها مستقرة، «أملًا في ألا ينظر أحد عن قرب لما يحدث». وتابع أنه نتيجة لذلك، استمرت الفظائع الجماعية في دارفور مع عدم وجود شاهد خارجي، وهذا هو الحال أيضًا في منطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة، ومع ذلك، من وقت لآخر تظهر بعض الأدلة، وفي السنوات الأخيرة، استطاع صحفيون مواطنون ومدافعون عن حقوق الإنسان من دارفور وجبال النوبة تهريب لقطات فيديو تظهر غارات قصف وحرق للقرى. وقال المقال إنه لتجنب الفحص الدقيق، أنفقت الحكومة ملايين الدولارات التي قدمتها دولة قطر لإنشاء "قرى نموذجية"، لتشجيع سكان دارفور المشردين بسبب العنف للاستيطان هناك. ووثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مؤخرًا حادثة تقشعر لها الأبدان لعملية اغتصاب جماعي لواحدة من القرى وهي "تابت"، وبعد جمع أكثر من 130 شهادة عبر الهاتف، استنتج باحثو المنظمة تعرض 221 امرأة على الأقل للاغتصاب من قبل جنود في #الجيش السوداني على مدى 36 ساعة في أكتوبر الماضي، بحسب المقال. وأشار المقال إلى أن الحكومة السودانية عرقلت محاولات حفظ السلام للتحقيق في الحادث، وسمحت بدخولهم القرية لفترة وجيدة لإجراء حوارات في مناخ من الترهيب، ومنذ ذلك الوقت تعرضت حرية سكان تابت لقيود صارمة. ويقول كلوني: "أثناء زيارتنا لدارفور وجبال النوبة ومعسكرات اللاجئين في الدول المجاورة، استمعنا إلى قصص تشبه قصة "تابت"، إن عمليات "اغتصاب التعذيب" واحدة من الأدوات في الترسانة الجنائية السودانية، والتي تتضمن القصف الجوي للمستشفيات، والحقول الزراعية، وحرق القرى والحرمان من المعونة الغذائية". «ووجدت محاكم حقوق الإنسان حول العالم أن عمليات الاغتصاب من قبل المسئولين #الجيش وضباط #الشرطة يمكنها أن تشكل تعذيبًا، ومع مرور الوقت، تحول الغضب الدولي بعيدًا عن دارفور، فعندما لا يأتي التغيير سريعًا يصبح مدى الانتباه قصيرًا، خاصة في الأماكن التي يبدو أنها ليست ذات أهمية استراتيجية»، وبحسب المقال. وأوضح أنه مع ذلك، أصبحت دارفور في العامين الماضيين ذات أهمية للحكومة السودانية، عندما اُكتشفت احتياطيات الذهب الرئيسية في شمال دارفور، وهي المنطقة التي تضم "تابت"، ووفقًا لصندوق النقد الدولي، حصل السودان على 1.17 مليار دولار العام الماضي بسبب مبيعات الذهب، الذي يأتي أغلبه من دارفور ومناطق الصراع الآخرى. ودعا كلوني في مقاله البنوك الدولية ومصافي الذهب والروابط المختلفة مثل مركز دبي للسلع المتعددة ورابطة سوق لندن للسبائك لرفع التحذيرات بشأن الذهب السوداني وبدء عمليات التدقيق لتعقبه حتى منشأه لضمان أن المشتريات لا تغذي جرائم الحرب في دارفور. وشدد على أنه يجب على الأممالمتحدة والدول الأخرى توسيع العقوبات وتكثيف تنفيذها للضغط على السودان لمراقبة حقوق الإنسان والتفاوض من أجل السلام، والأكثر أهمية، يجب أن تستهدف الموجة القادمة من العقوبات الأمريكية الوسطاء، ومن بينهم البنوك السودانية والدولية، التي تشارك النظام في الأعمال سواء بشكل مباشر أو عبر شركاء. واختتم الممثل الأمريكي جورج كلوني مقاله قائلا: «إن عمليات اغتصاب التعذيب في تابت تعد تذكرة للعالم أن نفس الحالات التي أدت إلى إعلان الأممالمتحدة في 2004 وقوع إبادة جماعية في دارفور لا تزال راسخة في مكانها مع وجود عواقب إنسانية مدمرة، يجب ألا ننسى الناجيين، وفرض تكاليف رادعة على المنسقين ومساعديهم».