يتسم الزي الحبشي بالألوان الصاخبة والطابع المميّز لما تحويه من زركشة وأشكال مشغولة ومصنوعة من القطن ذو اللون الأبيض أو (ألاوف وايت) البيجي المطرز بالألوان الحمراء والخضراء والصفراء والأزرق جميعها نسجتها أيدي النساء لتكون لهنّ دثاراً، فأصبحت لها أسماء معروفة وسطهنّ مثل (الزوريا) و(الطلفي) أحدهما مشغول من الأمام بطول الفستان، والآخر به كنارة كبيرة في آخر الفستان، وقد تكون من وسطه أو أطرافه نفس هذه الأشكال والألوان تحملها الطرحة المصاحبة التي تكون من نفس خامة ولون قماش الفستان وحتى أنها مشغولة من الأطراف أو رباط الشعر (عصابة الرأس) التي تستخدمها النساء الكبيرات في السن من نساء الحبش، بالإضافة إلى الأقراط الكبيرة الذهبية ذات الشكل المستدير (الرينق) والعقد المذهب (التيلة) ذات الخيط الأسود وأسوار اليدين، جميعها أشياء تراثية تعكس الفلكلور الحبشي تحمل طابعه جميع نسائهنّ مع اختلاف أعمارهنّ دون تحديد، وصارت في فترة وجيزة من أهم أركان الموضة السودانية، وأصبحت هذه الصورة الفلكلورية تتجسّد صباحاً ومساءً بوجوه سودانية في المناسبات وخاصة ليلة حنة العروس، ويُطلق عليها (الحنة الحبشية) حيث يغلب عليها الطابع الحبشي في كل ملامحها ترتدي العروس ورفيقاتها الفساتين الحبشية والإكسسوارات الحبشية المتفاوتة ويسود الجو الرائحة والنكهة الحبشية في البخور والبن، ويُوضع (البرسيم) أمام العروس وتُوضع كل مستلزمات القهوة الحبشية وكل الموجودين يترنمون مع الأنغام والألحان الحبشية التي تُعزف على الاورغن سواء استوعبوها أم لا، والفشار يطوف على الحضور وتليه فناجين القهوة بالبن الحبشي، ولم تكتفِ اللبسة الحبشية بانتشارها في ساحة المناسبات فقط بل أخذت مكانها في الكوافير والمحال التجارية الكبيرة وتصدرت قائمة المطلوبات حيث يتم تأجيرها للزبائن لتتعامل معاملة الزفاف لما وجدته من رواج وسط الشابات، ثم أخذت طريقها إلى التخريج في الجامعات، فنجد كثيراً من طالبات الجامعات يخترنّ أن تكون زفتهنّ يوم تخريجهنّ بالزي والأغاني والرقصات الحبشية لأنها تمتاز بنوعٍ من الخصوصية أي لا يرتديها الكل، ورغم انتشارها الكثيف إلا أنها ظلت محافظة على أسعارها المرتفعة حيث لا يقل سعرها عن ال(150) جنيهاً أو ال(200) جنيه سوداني أو يزيد من ذلك نسبة لأن عملها يحتاج إلى جهد وزمن لأنها يدوية.