يختار الرئيس البشير الموجود أصلًا من ربع قرن من الزمان في المشهد السياسي وسيواصل وجوده لسنوات قادمة، يختار الشجرة رمزًا لترشحه، أي شجرة هذه المختارة، هل هي شجرة مثمرة؟! وإن كانت مثمرة فبأي فاكهة؟ وهل كان الرجل طوال ربع القرن هو صاحب علاقة حميمة وشفافة مع الشجرة، ومع الزرع في بلاده، كيف يختار رمز الشجرة وقد أطلق في أول سنوات تواجده: شعارات رنانة ولم يثمر لنا منها شيئًا: طالما أزعجنا الإعلام بترديده علينا (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع). وإذا جئنا لشجرة القطن والذي كان فيه أكثر بياضًا، وكان حالنا فيه ناصعًا جميلًا، ماذا فعل هذا الرئيس مع شجرة القطن؟! لقد دمر أكبر مشروع زراعي وتنموي في أفريقيا وفي العالم، وأكبر استثمار اجتماعي لتوطين الناس، وفتح مجالات الحياة أمامهم في مساكن طيبة، وعيش كريم، وأعمال وسط حقول وإنتاج. فماذا صنع؟ هل طوره وصعد به إلى مراق الشموخ، فأي شجرة يختار، إنها شجرة باهتة بلا ثمار. وهل قام من يختار الشجرة بنداء للناس وتحفيز لهم أن تكون الزراعة في بلادهم هي الشأن الأول، والهدف العظيم ليكون السودان كما ينادي دائمًا سلة أفريقيا والعالم، سلة غذاء في عالم يزدحم بالجوع، وهل كان له نداء وتحفيز أن يكون التشجير هو الهدف الأسمى في بلادنا وسط عالم يختنق بالزحف الصحراوي، فمنذ نداء النميري بزراعة مليون شجرة، فبدأ المشروع بزراعة بعض الأشجار على طول طريق مدني حتى سوبا أو أبعد منها بقليل ثم توقف المشروع! والرجل الذي ورث الحزام الأخضر جنوبالخرطوم ممن سبقوه، عمل هو وجماعة الإفساد ببيع الأراضي بإزالة أكبر مساحة خضراء حول جنوبالخرطوم، ثم يعود الآن ليختار رمز الشجرة، أي شجرة أيها الرجل الذي أهلك الحرث والنسل؟! وهل كان الرجل ونظامه ظلًّا ظليلًا، هل الشجرة المختارة هي شجرة نوم واسترخاء، إنها كذلك، وإن كنت تتأمل حال الزراعة في مجال الخضر والفواكه، تتعجب أن بلادنا تستورد من الأردن، أكثر منطقة شحيحة المياه، وكم هي مساحة الأردن لنسبة مساحة بلادنا حتى يستورد هذا النظام منها الخضر والفواكه، ولك أن تسأل عن الكم الهائل المذكور في مجال الاستثمار، ماذا أنتج للبلد من خير وللمواطن من رفاه ونعيم، هل أصبحنا خلال حكم الرجل من أشهر البلاد المصدرة للخضر والفواكه، وأنت في دول الخليج تتعجب من وصول الموز من غواتيمالا، والمانجو من الهند، والنادر هو من السودان، فأي شجرة يختار الرجل، أم أن الشجرة تتناسب مع سن الرجل وآلام ركبتيه، إنه يحتاج أن يستريح تحت ظل شجرة وارفة ظليلة كثيفة يجلس تحتها للاسترخاء، دون أن يكون هناك فعل أو عمل أو إنتاج، شجرة ذات ظلال في بلد أصبحت حرارته لا تطاق، فقط تعالوا إلى ظل هذه الشجرة نجلس ونحكي ونضحك منا ومن المارة. وماذا قدم من يختار الشجرة إلى الخريجين في كليات الزراعة بالسودان، وما هو الدعم المقدم للمزارعين، وهل اتحاد المزارعين في بلادنا حقق أهدافه ونما بالبلاد في الزراعة. إن القضية العظمى أن يكون أصحاب أكبر مساحة زراعية ومياه نيل تجري من تحتها ثم نعاني من الجوع وفقر، ونقص الفيتامين، وأن تكون الخضر والفواكه غالية الأثمان، إن الكثيرين من أهلنا أيها الرئيس صاحب الشجرة لا يستطيعون شراء الخضر والفواكه إلا نادرًا ناهيك عن اللحم!! وفي جانب آخر الفواكه في بعض مناطق إقليم كردفان تلقى في النفايات، فهل عملتم على مشروع تجميع لهذه الفواكه، وإنشاء مصانع مساندة للعصائر والتعليب والتصدير، لا شيء يا من تختار الشجرة رمزًا لك! شر البلية ما يضحك، تختار الشجرة وأنت ضد الخضرة، كفاك ربع قرن من الزمان ولك أن تستريح تحت ظل شجرة، ونسأل الله العافية ممن يختار شيئًا وليس له أي أبعاد أو أهداف في حياته وحياة وشعبه. وفي البحث عن دلالات اختيار البشير لرمز الشجرة: ماذا فعلت جماعته لوقف الزحف الصحراوي؟ مع إفساد جماعات المصالح الحكومية في قطع الأشجار بصورة منظمة، حتى تعرت مناطق بأكملها، فلا حزم ولا عزم مع القطع المتواصل للغابات. ولا تعرف أين تذهب هذه الأخشاب، هل هي لجماعات تعمل في إنتاج الفحم؟ وما هو ناتج إنتاج الفحم في السودان؟ وكم استفادتنا من تصديره؟ وإذا نظرنا حولنا نجد في المملكة العربية السعودية عملًا حكوميًّا حازم وبإصرار لمنع قطع الأشجار، أينما كانت مع قانون حازم، فماذا صنعت يا صاحب رمز الشجرة لوقف قطع الأشجار في السودان، بعدما تمت إزالة الحزام الأخضر، وغابة السنط في الخرطوم لتنشأ في أماكنها مناطق سكنية، ولصالح من يتم بيع هذه الأراضي، إن الذين يشكون من ارتفاع درجة الحرارة في الصيف والشتاء عليهم أن يسألوا أهل الإنقاذ: أين أنتم من التشجير والمسطحات الخضراء لوقف تدهور المناخ؟! وإذا كان اختيار الرئيس لرمز الشجرة، لأنه يحسب نفسه وجماعته هم من أهل إرضاء الله، وأنهم صحابة هذا الزمان الأخير، (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)، فما هي أفعال وأعمال الرضا التي قدموها لربهم، حتى يصبحوا من أهل رضا الله ولهم استحقاق أن تنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة. إن كل الأخبار المتداولة عن المسؤولين خلال ربع قرن من الزمان هي أفعال السوء الصادر من شياطين أغواهم إبليس بالأكل من الشجرة، إن شجرة الفساد والظلم وقد نهانا الله عن الأكل منها، تجد أن هذه الجماعة موغلة في الأكل منها (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)، أروني مسؤولًا واحدًا وصل إلى المحاكمة ليسأل عما اغترف من أكل أموال الناس بالباطل، سبحان الله خلال الأعوام الماضية كم من المسؤولين اليهود وصل إلى المحاكمة ونال جزاء ما اغترفت يداه، ولكن أهل الإنقاذ والذين يصرون إلى الآن إلى الركض خلف مسمى الإنقاذ، هم أهل رضا الله، يزكون أنفسهم، ومن اختار رمز الشجرة قد زكى نفسه وجماعته بأنهم جاءوا لقود الناس إلى الجنة!! وبالطبع رمز الشجرة عنده مرتبط بتزكية عظيمة للنفس (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) فهو باختياره رمز الشجرة يقول لنا ويردد بقية الآية إن الله (علم ما في قلبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا) والفتح بالطبع هو وصول الرئيس أو هو البقاء في سدة الحكم لعصر قادم، والله المستعان. وليعلم أهل الإنقاذ أنهم شجرة، ولكن في أصل الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين. [email protected]