الخرطوم - طايل الضامن - قال نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن ان مشاركة الخرطوم في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن جاءت من المبادئ الثابتة للسودان في الوقوف الى جانب الجامعة العربية والشرعية في اليمن. ونفى عبد الرحمن في لقاء مع صحفيين عرب وأجانب في القصر الجمهوري في الخرطوم امس الثلاثاء، ان تكون هذه المشاركة مبنية على تبادل نفعي أو مقابل، وانما لتحقيق الشرعية في اليمن والعمل في اطار التضامن العربي المشترك. وفيما يتعلق في الاوضاع في ليبيا أكد عبدالرحمن موقف السودان الداعم لتعزيز الحوار بين الفصائل الليبية ، مؤكدا دعم بلاده للمبادرة الجزائرية التي جاءت من دول الجوار الليبي. وفيما يتعلق بالشأن الداخلي السوداني خاصة موضوع الانتخابات الرئاسية والتشريعية الجارية الان في البلاد ، اكد نائب الرئيس ان الانتخابات هي الطريقة المثلى والوحيدة للانتقال السلمي للسلطة. واشار الى ان الانتخابات هي استحقاق دستوري وحق لكل مواطن سوداني في ممارسة خياره الديمقراطي، منتقدا موقف الاتحاد الاوروبي الذي اعتبر العملية الانتخابية في السودان غير حقيقية ، والتي تهدف الى زعزعة الاستقرار. واضاف ان « الاتحاد الاوروبي دعم انفصال الجنوب، وبهذا الصدد كان داعما قويا للانتخابات التي جرت 2010 ، لتحقيق اهدافه في الانفصال، وفي الانتخابات الحالية اتخذ الاوروبيون موقفا مغايرا منها رفضهم ارسال مراقبين دوليين، بل يدعمون الفصائل المسلحة لزعزعة استقرار البلاد» .مؤكدا ان الخرطوم لن ترهن البلاد للاستعمار الغربي من جديد ولن تخضع للاملاءات الخارجية. واتهم الدول الغربية بالتعامل بازدواجية في المعايير، وتنصلت من وعودها للسودان برفع العقوبات الظالمة ، وتقديم المساعدات ، وعندما حققت اهدافها في انفصال الجنوب غيرت تلك الدول مواقفها، واخذت موقفا معاديا من خلال دعم الفصائل المسلحة . ووجه نائب الرئيس السوداني رسالة الى الغرب بضرورة التزامهم بالمبادئ التي يعلنوها في الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الانسان ، وان يتبنوا الدعوة الى السلام ووقف دعم الفصائل المسلحة. وعن شفافية الانتخابات اوضح عبد الرحمن ان الحكومة لا تتدخل في سير العملية الانتخابية ، وانما تجري بكل سلاسة ويسر ، معربا عن شكره لعدد من المنظمات الدولية وبعض الحكومات الصديقة التي سهلت في اجراء التجربة الديمقراطية السودانية رغم التحديات التي يفرضها الغرب. وكشف خلال اللقاء عن عرض حكومي على المعارضة التي تقاطع العملية الانتخابية باستئناف الحوار بعد اجراء الانتخابات والتوصل الى تفاهمات تقود البلاد الى اصلاحات تشريعية ودستورية، محملا تلك المعارضة مسؤولية فشل الحوار الذي بدأ قبل عامين، من خلال التأخير في تشكيل اللجان وتقديم المقترحات ووضع الشروط المسبقة ، مما عرقل الحوار وافشله. واكد ان الدولة لا تستطيع تأجيل الانتخابات، لما له من اثر سلبي على الحياة السياسية في البلاد مما سيترك فراغا دستوريا في السلطة ويعرض البلاد الى قلاقل هي في غنى عنها ، داعيا احزاب المعارضة الى الجلوس على الطاولة والدخول في حوار جاد يقود البلاد الى بر الامان. وتابع ان طرح الحوار هو ليس خيارا تكتيكيا وانما قرار استراتيجي تتبعه الدولة منذ عشرات السنين في معالجة القضايا الوطنية كما حدث في الجنوب واقليم دارفور ، معربا عن ان امله ان تكون مواقف احزاب المعارضة نابعة من الحرص الوطني وان لا تحمل اجندات واملاءات خارجية .او تضع شروطا مسبقة كما حدث قبل عامين. وبين ان هناك 46 حزبا يشاركون في العملية الانتخابية و16 مرشحا يتنافسون على منصب رئيس الجمهورية ، وتجري الانتخابات التي بدأت الاثنين الماضي وتنتهي مساء اليوم الاربعاء، في 800 دائرة انتخابية ، معطلة في سبع دوائر بسبب المخاوف من الاضطرابات.