في مركز إنتخابات بحي عريق في الخرطوم بحري،عدد المسجلين في الكشف الإنتخابي (وهو كشف إنتخابات 2010)بلغ 2676 شخصاً .الذين ماتوا أو رحلوا من الحي خلال هذه الفترة 155 زول،لازالت أسماؤهم بالسجل،عدد من صوتوا في اليوم الأول (الإثنين)لانتخابات المؤتمر الوطني 403 شخص فيهم 200 قوات نظامية،وعدد الذين صوتوا يوم الثلاثاء 103 فيهم 60 من القوات النظامية،وعدد الذين صوتوا أمس الأربعاء حتي الساعة (واحدة إلا ربع ظهراً)كانوا 6 من الشرطة . أفراد القوات النظامية،لا يمرون عبر الخيمة التي فيها السجل الإنتخابي،وبعض أعضاء اللجنة الشعبية ،بل يدخلون(توووش)إلي غرفة التصويت،وهم جميعاً لا يسكنون الحي المعني.وهم يأتون للمركز بعربات الترحيل الحكومية،وبصحبة ضابط كبير للتأكد من أنهم صوتوا ولم يتخاذلوا. ولا يغالطنا أي كوز في هذه المعلومات لأنها واردة من زميل شيوعي،شاءت صفته أن يكون بالمركز من الصباح وحتي نهاية اليوم . وفي مشروع زراعي حكومي (كيزاني 100%)،يقع بالخرطوم،قال الكيزان للعاملين فيه (إما التصويت وإما الفصل من الخدمة)فاضطر أحدهم إلي ركوب المواصلات حتي سوبا للتصويت في مكان سكنه،ثم رجع بالأصبع الملون حتي يتأكد الكيزان من أنه صوت للشجرة،بالرغم من أنه (جدع البطاقات فاضية). وفي قري الدناقلة بالشمالية،قيل لإمرأة كبيرة السن أن تصوت،فقالت إنها لا تعرف القراءة والكتابة،فأخذوا رقمها الوطني وصوتوا نيابة عنها. وفي كل المصالح الحكومية،أصبح شغل الكيزان،معاينة أصابع الموظفين من أجل رصد الطابور الخامس الذي لم يصوت. وحكي لي مرشح بالنيل الأبيض من أحزاب (الفكة) أن المصوتين بقري الدمبو وود الزاكي،لم يتجاوزوا 800 شخص من أكثر من 4ألف في السجل الإنتخابي،برغم محاولات الجرجرة،والأساليب الفاسدة،وقال لي بالحرف الواحد (نحن إتخمينا)كنا قايلين في إنتخابات . وبالرغم من تلك الحقائق الدامغة،فإن المؤتمر الوطني ومفوضيته قالوا لنا أن الإقبال منقطع النظير،وأن 3 مليون شخص صوتوا فقط في اليوم الأول(باستثناء الجن والشياطين طبعاً)،وستنتهي الإنتخابات كما أراد لها المؤتمر الوطني،وستهلل وسائل الإعلام الرسمية لهذا الإنجاز غير المسبوق. وستعترف الجامعة العربية بقيادة(حليمة)بنزاهة العملية الإنتخابية،وسيقول أمبيكي والإتحاد الأفريقي أن الإنتخابات كانت شفافة،وسترسل برقيات التهنئة من السدنة والتنابلة لرئيس الجمهورية وفي نهايتها (أضربوا الخونة بيد من حديد). أما وراء الكواليس فستنهال الشتائم،علي مقاولي الأنفار،الذين قبضوا القروش ولم يجلبوا أي نفر،وسيطلع الرسميون علي التقارير الحقيقية،عن الأصوات والناخبين،ثم يمزقونها ويرمونها في سلة المهملات،ويتحكرون في كراسيهم ثم يتصلون بالإذاعات والتلفزيونات،ليقولوا أي كلام فارغ عن الإستحقاق الدستوري،والمطلوبات،ثم يتفرغون إلي نهبهم والبنوك والصرافات،هذه هي المعادلات التي تغيرها الثورات والإنتفاضات. [email protected]