BBC - أعرب اولوسيغون اوباسانجو، رئيس فريق مراقبي الاتحاد الافريقي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان، عن اعتقاده بأن ثلث الناخبين المسجلين فقط أدلوا بأصواتهم. وتضم السجلات الانتخابية نحو 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت، لكن مراكز الاقتراع شهدت ضعفا واضحا في الإقبال على الاقتراع. وأوضح اوباسانجو - رئيس نيجيريا الأسبق - أن أحد أسباب انخفاض نسبة المشاركة قد يكون أن الناس شعروا أن النتيجة محسومة سلفا. وأشار اوباسانجو إلى أن منح الشعب السوداني المزيد من الحريات كان من شأنه تحسين مصداقية الانتخابات. ومن شبه المؤكد أن يمدد الرئيس المنتهية ولايته، عمر حسن البشير، فترة حكمه الممتدة منذ 25 عاما، وذلك بعدما قاطعت غالبية أحزاب المعارضة الانتخابات. وكان من المقرر أن يستغرق التصويت ثلاثة أيام، تنتهي مساء الأربعاء. لكن المفوضية القومية للانتخابات قررت تمديد التصويت يوما إضافيا لتنتهي عملية الاقتراع يوم الخميس. ويرى مراقبون أن تمديد فترة الاقتراع جاء كمحاولة لزيادة المشاركة ودعم شرعية البشير، وهو الرئيس الوحيد في العالم الذي يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية وهو مازال في منصبه. الحكومة راضية وعقب إغلاق مراكز الاقتراع، صرح إبراهيم غندور، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بأن الحكومة راضية عن أعداد الناخبين الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع. وقال غندور "نستطيع التأكيد على أننا راضون بمشاركة الناس. وبالنسبة لمن يتحدثون عن مشاركة منخفضة، فهم ليسوا على دراية بما يحدث، أو يتعمدون الحديث عن مشاركة منخفضة." وفي وقت سابق، توقع رئيس المفوضية القومية للانتخابات أن تتراوح نسبة المشاركة في الاقتراع بين 15 في المئة و45 في المئة. وقد خاض المنافسة على مقعد الرئاسة 15 مرشحا لا يتمتعون بشهرة كبيرة كالبشير. وتقول أحزاب المعارضة إنها قاطعت الانتخابات بسبب "القمع السياسي" في البلاد. وتتحدث عن "إجراءات قمعية" ضد المعارضة ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني. كما وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات للمناخ السياسي الذي سبق عملية الاقتراع. وزعمت حكومات عدة دول غربية أن الانتخابات لن تكون نزيهة أو عادلة. وهذه هي أول انتخابات تُجرى في البلد منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011. ومن المتوقع إعلان نتائج الانتخابات يوم 27 ابريل/ نيسان الجاري. البيان : ضعف الاقبال يلاحق انتخابات السودان الخرطوم طارق عثمان والوكالات أغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات العامة السودانية أبوابها أمس وسط تقديرات بأن لا تتعدى نسبة المشاركة 15 %، بينما يبدأ المقيمون في الخارج التصويت اليوم. وبدا آخر يوم من الانتخابات العامة بعد تمديدها 24 ساعة إضافية كسابقاته من حيث غياب الناخبين عن مراكز. وكشفت جولة ل«البيان» على عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة الخرطوم عن ضعف بائن للاقتراع، حيث خلت الكثير من المراكز من الناخبين تماما عدا موظفي المفوضية ولجان الامن. واكد عدد من رؤساء مراكز الاقتراع أن نسب المشاركة لم تتجاوز ال10 إلى 15% على اعلى تقدير. وقال رئيس مركز مدرسة الرياض (وسط الخرطوم) يوسف محمد ابراهيم ابو سن إن عدد المسجلين في المركز يبلغ 4 آلاف ولم يتجاوز عدد الذين ادلوا بأصواتهم ال(600) ناخب، حيث انتخب في اليوم الاول 242 ناخبا بينما ادلى في ثاني ايام الاقتراع 161 فيما بلغ عدد الناخبين لليوم الثالث امس 171، وقال إن الاقبال ضعيف. بدورها، قالت فتحية أحمد مشرفة انتخابية في مركز بري الدرايسة إن نسبة الاقتراع في المركز لم تتجاوز في يومها الثالث ال(15 %) فقط، واضافت ان الاقبال ضعيف.. فيما قالت رئيس مركز الشارقة الانقاذ والازهري مركز 41 ولاية الخرطوم سكينة محجوب آدم إن عدد المسجلين 2899 ناخبا، أدلى منهم في اليوم الاول 136 ناخبا فيما ادلى في اليوم الثاني 140، وشهد اليوم الثالث اقبال 106. وقالت إن الاقبال بالنسبة المئوية لا يتجاوز 11 %. ويبدأ اليوم الجمعة تصويت السودانيين المقيمين في الخارج. غير أن نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور قال في مؤتمر صحافي في الخرطوم ان الحزب راض عن نسبة المشاركة في الانتخابات حتى الآن. واوضح انه ظهر حتى الآن ما يؤكد ان العملية تسير سيرا حسنا ولاحظنا مشاركة معقولة لا نستطيع ان نقيمها بالأرقام الآن، بانتظار ظهور النتائج من قبل مفوضية الانتخابات. واوضح انه في انتخابات العام 2010 جرى تمديد الانتخابات يومين. وتابع انه بحسب المفوضية فإن التمديد جاء لاتاحة المجال امام الناخبين للتصويت، ما يعني ان هناك نسبة مشاركة جيدة. واكد ان حزب المؤتمر لم يكن طرفا في قرار تمديد فترة الاقتراع، بل ان ذلك يعود بالتكلفة المالية عليه. وتشمل الانتخابات اضافة الى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضوا في البرلمان واعضاء مجالس الولايات. وينافس 15 مرشحا ليسوا معروفين الرئيس عمر البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاما في الحكم ومن المرجح ان يفوز فيها بسهولة. ومن المتوقع ايضا ان يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية. وكانت المفوضية القومية للانتخابات في السودان قررت الأربعاء تمديد الاقتراع بولاية الجزيرة يومين إضافيين. وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها السودان انتخابات رئاسية منذ انفصال الجنوب الغني بالنفط وفقدان الخرطوم ثلثي الميزانية، وسيتم خلالها انتخاب رئيس للبلاد وأعضاء البرلمان ومجالس الولايات، وقد أعلن 76 تشكيلاً سياسياً سودانياً مقاطعتها لهذا الاستحقاق الانتخابي.