أعلن المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان برينستون ليمان، أمس، أن المفاوضات الجارية حاليا بين شمال السودان وجنوبه حول منطقة آبيي المتنازع عليها والتي تشهد حاليا وضعا «متوترا جدا»، لم تحرز «تقدما كبيرا». وقال ليمان، الذي يشارك في المفاوضات بين حكومتي شمال السودان وجنوبه الجارية بإشراف الاتحاد الأفريقي وبحضور ممثلين للأمم المتحدة في أديس أبابا، «بشأن آبيي، لم يحصل تقدم كبير». وأضاف «انه موضوع استثمر فيه الجانبان إلى حد كبير. إيجاد اتفاق حول آبيي أمر صعب جدا». واعتبر ليمان أن «آبيي هي المشكلة الأكثر خطورة» التي تستوجب حلا قبل الانفصال الرسمي لجنوب السودان في 9 تموز المقبل، مشيرا إلى أن الوضع على الأرض حاليا «متوتر جدا». وكان من المقرر أن يجري استفتاء في آبيي بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان لتحديد انضمامها إلى الشمال أو الجنوب، إلا أنه أرجئ إلى أجل غير مسمى. وأوضح ليمان أن الطرفين وافقا على سحب القوات التي نشرت مؤخرا كتعزيزات عسكرية في المنطقة، لكنه تدارك أن «هذا القرار لم ينفذ. إذاً لا أرى بصراحة حلا سريعا» في الأفق. وبالنظر إلى انعدام الثقة السائد حاليا بين الشمال والجنوب، قال ليمان «ليس هناك حتى الآن التزام سياسي» لدى الجانبين. ورأى أن «الخطر يكمن في تفاقم أي مواجهة في بعض الأماكن مثل آبيي». ولاحظ «تقدما» في المفاوضات حول المسائل الاقتصادية مثل البدء باستخدام العملة المقبلة، لكنه لفت إلى أن المسائل التقنية المرتبطة بتقاسم الموارد النفطية «لا تزال معقدة» لأنها تتطلب «قرارات على المستوى السياسي». من جهة أخرى، أكدت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في بيان، وقوفها إلى جانب الخرطوم في كل التدابير التي ستتخذها لحفظ حقوقها وصون سيادتها وحماية مواطنيها، بعد الغارة الإسرائيلية على بور سودان. من جهة ثانية، قال وزير المعادن السوداني عبد الباقي الجيلاني أحمد إن السودان قد ينتج ما يصل إلى 74 طنا من الذهب هذا العام، متجاوزاً بكثير تقديرات الصناعة، إذ ان معظم الإنتاج يجري بشكل غير رسمي من خلال شركات تعدين صغيرة. وكثفت الحكومة السودانية مؤخرا تركيزها على قطاع الذهب في محاولة لتنويع موارد الاقتصاد، في الوقت الذي يستعد فيه الجنوب المنتج للنفط للانفصال. وقال أحمد إن إنتاج السودان من الذهب بلغ 36 طنا العام الماضي وفقا للتقديرات الرسمية، لكن الإنتاج الإجمالي قد يتجاوز السبعين طنا إذا تم احتساب الكميات التي هربت خارج البلاد عن طريق قطاع التنقيب «الأهلي» غير الرسمي. وأشار إلى أن الحكومة تعد الآن برنامج تحفيز للمنقبين المحليين للحد من تهريب المعدن وبيعه في أماكن مثل دبي وبيروت.