خبراء الصحة والتغذية يحذرون من انعدام الثقافة الصحية عند شريحة واسعة من الناس تبنوا عادات مغلوطة في حياتهم اليومية مشددين على أهمية التوعية الطبية واللجوء إلى المختصين لأن حياة البشر ليست حقلا للتجارب. تناولت الكثير من الدراسات الانعكاسات السلبية لجملة من الممارسات اليومية التي أثبت العلم خطورتها على الجسم، ومن تلك العادات الخاطئة، استسهال نزيف اللثة. يتفاقم النزيف عند المبالغة في استخدام الأدوية والأعشاب مع التنظيف الشديد للثة، بالفرشاة أو الخيط. أثبت الباحثون أن نزيف اللثة بشكل متكرر يعتبر مؤشرا على أمراض التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان، وهو التهاب يصيب اللثة بسبب تراكم البلاك. وينصح أطباء الأسنان بضرورة استشارة أخصائي جراحة الفم والأسنان، والحرص على علاج مشاكل اللثة والنزيف عن طريق إزالة البلاك لمنع تآكل نسيج اللثة الذي يؤدي إلى سقوط الأسنان. وأظهرت الأبحاث، أن هناك علاقة بين مرض اللثة والإصابة بأمراض السكري والقلب. ومن الأمثلة المغلوطة أيضا، هناك من يقول "إذا لم تكن قادرا على الإقلاع عن التدخين نهائيا فإن تخفيفه أفضل"، لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن تدخين سيجارة واحدة في اليوم مضر جدا للصحة. وهناك دراسة أثبتت أن النساء اللاتي يدخن مقدار ثلاثة غرامات فقط من التبغ يوميا، أكثر عرضه لخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وأظهرت دراسة أخري بعنوان "علم الأوبئة" نشرتها مجلة أميركية، أن تخفيف عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا لا يؤدي إلى خفض خطر إصابة المدخن بأمراض مميتة مرتبطة بالتدخين، مثل سرطان الرئة. ومن العادات الخاطئة أيضا، مقولة "بمجرد بلوغ الشخص سن الثلاثين لا فائدة من تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكالسيوم لأن الجسم يتوقف عن بناء العظام". الحقيقة العلمية تؤكد أن الجسم في حاجة مستمرة لجميع المعادن والفيتامينات، ومنها الكالسيوم للحفاظ على كثافة العظام وقوتها. أما بشأن الإصابة بسرطان الثدي، فقد تتجاهل الكثيرات الاهتمام بأعراضه في مراحلها الأولى، لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن التاريخ العائلي يمكن أن يشكل سببا مباشرا للإصابة بسرطان الثدي، ذلك أن الإحصائيات كشفت أن نسبة 10 بالمئة من الإصابات تكون حالات وراثية. وهناك أيضا من يزعم أنه كلما ازداد التعرق أثناء ممارسة الرياضة تحرق الكثير من الوحدات الحرارية داخل الجسم، ولكن الحقيقة أن كمية العرق التي يفرزها الجسم لا تعني إحراق وحدات حرارية إضافية. ويزعم البعض أن ممارسة الرياضة في الصباح تؤدي إلى التخلص من نسبة أكبر من الدهون، ولكن الحقيقة أن حرق الدهون لا يكون في أوقات معينة من اليوم، وإنما عن طريق الجهد الذي يبذله الشخص في التمارين الرياضية. أيضا لا يعتبر الامتناع عن الطعام طريقة مثلى لمواجهة الإفراط في تناول الطعام، ولكن من الضروري اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة بانتظام في الأيام التي يشعر فيها الشخص أنه مفرط في الطعام. ويعتبر الإسراف في تناول الإفطار من الأخطاء التي ينبغي العدول عنها. فقد يؤدي تناول كميات كبيرة من الطعام، خلال وجبة الإفطار بعد ليل طويل بدون طعام ، إلى التخمة. الوجبة قد تشمل الحليب كامل الدسم، كمية من البيض المسلوق بدلا من حبة واحدة، السلطات بكميات كبيرة، القهوة بحليب وسكر، العصائر بكميات كبيرة، حبات من الفاكهة الغنية بالسكر، ملاعق متعددة من السكر وعسل النحل. كل هذا يشكل خطرا على الصحة والحياة ويؤثر على سلامة الجهاز الهضمي. يوصي الأطباء بتفادي تناول كميات كبيرة من المياه بعد الأكل، حيث أن تناول المياه على دفعات متفاوتة بين الإفطار والغداء والعشاء هو العادة الغذائية الصحيحة. فشرب كمية كبيرة من المياه على دفعة واحدة سيؤدي إلى مشاكل في الهضم. والاعتدال بشرب المياه على دفعات هي الطريقة التي ستساعد في القضاء على مشكلة الهضم، إذ ينبغي شرب 8 أكواب يوميا على الأقل. من العادات الخاطئة التخفيف من تناول المواد الغنية بالكالسيوم بعد الثلاثين بدعوى توقف الجسم عن بناء العظام ويقول د. أسامة الدسوقي، استشاري التغذية العلاجية، إن الموروثات الخاطئة وراء تدمير صحة الشخص، على سبيل المثال، هناك خطأ شاسع عند غالبية المصريين، وهو تناول المضادات الحيوية في حال تعرض الشخص لأي مكروه جسدي، سواء في الجروح أو عند ارتفاع درجة حرارة الجسم. ويؤكد أن تناول المضادات الحيوية بشكل غير منتظم وبعيدا عن إشراف الطبيب يؤدي إلى مشاكل كثيرة على صحة الإنسان. ويشدد على أهمية الكشف الدوري على الجسم وإجراء التحاليل الطبية اللازمة كل ستة أشهر، للاطمئنان على عمل الأعضاء بشكل منتظم، ومعالجة المرض فور ظهوره. ومن جانبها تضيف د. مروى شكري أخصائية العلاج الطبيعي والتخسيس، أن انعدام الثقافة الطبية وراء ظهور الكثير من الحالات المرضية وخاصة عند السيدات، وهناك الكثيرات يخضعن إلى جلسات تخسيس عند غير المتخصصين لإزالة الدهون وتقليل الوزن. ليس هذا فحسب، بل هناك بعض السيدات يلجأن إلى العطارين لشراء أعشاب بديلة بهدف العلاج من الأمراض، مثل السكر والضغط وغيرها. وتشدد على أهمية التوعية الطبية واللجوء إلى الطبيب المختص، لأن أعضاء الجسم ليست للتجريب. يحذر د. رفيق الشيخ، استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي، من لجوء الشخص إلى تناول المسكنات أو الأسبرين، فور شعوره بالصداع أو ألم في جسده. ويرى أن مثل هذه المسكنات قد تكون سببا في تدمير الجسد. ودلل على كلامه، بأن الزائدة الدودية أو المرارة قد تكون ملتهبة في الجسم، وفور شعور الشخص بالألم يتناول مسكن لتخفيف الأعراض ولا يدري أنها تحتاج إلى جراحة عاجلة.