* مالك عقار أكد عدم ممانعته بالحوار في الخرطوم إذا كانت الحكومة جادة * هناك خلافات بين مكونات (سائحون المتعددة) ولكنها صحية * لن نكون حزباً ولنا عبرة في الإصلاح ومع وحدة الإسلاميين وسنشارك في (الوثبة) * في انتظار الخطاب الرسمي من الحكومة للصليب الأحمر لبدء نقل الأسرى * غندور لم يقصد ذلك رغم محاصرة ضياء الدين بلال منذ أن أطلت برأسها في الساحة السياسية السودانية، ناتج تداعيات خلافات الإسلاميين، أبدت جماعة (السائحون) التي تضم في صفوفها (الوطنيين والشعبيين) ومن هم بالرصيف من الإسلاميين الذين آثروا الاعتزال بعد المفاصلة الشهيرة التي ضربت الحركة الإسلامية في السودان في نهاية التسعينات، أبدت (السائحون) نشاطاً ملحوظاً أدهش القوى السياسية التي كانت تنظر اليهم كمجرد (مقاتلين متطوعين) وأكدت بذلك بأن من حمل البندقية أيضاً يحمل في رأسه فكراً ورؤية سياسية ناضجة يمكن أن تسهم في التغيير المنشود. استطاعت (سائحون) التقاط القفاز عند موسم الهجرة الى أديس أبابا من قبل القوى السياسية للالتقاء بالحركات المسلحة على خلفية الدعوة للمؤتمر التحضيري بعد التوقيع على اتفاق برلين والتأييد الواسع للترويكا الغربية للحوار الشامل بواسطة الآلية الرفيعة بعد أن ابتدرته الحكومة الألمانية نيابة عن الاتحاد الأروبي، ولما كانت كل جهود القوى السياسية منصبة على تعزيز العلاقات مع المعارضة المسلحة، كانت رؤية (السائحون) مغايرة وتجاوزت رحاب السياسة الى قضية إنسانية وهي قضية الأسرى، ولما التمست الأطراف المعنية المتصارعة (الحكومة، قطاع الشمال) صدقية (سائحون) قبلت بوساطتهم ما أعاد الأمل من جديد لأسر أسرى الحرب التي سارعت بالتأمين على (سائحون) للقيام بهذا الدور.. ولما كان (السائحون) أول من طالب بالحوار الوطني تبقى مشاركتهم فيه بعد الإرهاصات بعودة انطلاقته واحدة من الأسئلة المهمة إضافة لموقف قضية الأسرى وغيرها من القضايا بالساحة السياسية التي دفعتنا للقاء المتحدث باسم (سائحون) علي عثمان (قبل ساعات من الدفع باستقالته لإتاحة الفرصة وتجديد الأجيال) والوقوف على رؤيتهم تجاهها فإلى مضابط الحوار: حوار/ أشرف عبدالعزيز *ماذا دار في اللقاء الذي جمع عقار وعرمان بالسائحين؟ اللقاء الذي تم في أديس أبابا بين (السائحون) والحركة الشعبية قطاع الشمال تم بطلب من الحركة الشعبية لاستكمال مبادرة الأسرى وتنفيذ الخطوات العملية المتعلقة بالإفراج عن العشرين أسيراً وقد كان لقاءً مثمراً وإيجابياً. *ما هو الموقف بالضبط (الحالي) فيما يتعلق بقضية الأسرى؟ أبدت الحكومة موافقتها على إذن عبور لطائرة الصليب الأحمر وعلى مسار الرحلة لإجلاء الأسرى من مناطق الحركة الشعبية ونحن في انتظار الخطاب الرسمي للحكومة لإرساله للصليب الأحمر والبدء فوراً في نقل الأسرى. *هل صحيح أن الحكومة تضع عراقيل فيما يتعلق بمسار نقل الأسرى؟ استجابت الحكومة للمبادرة منذ البداية كانت جيدة وتعاونت معنا في المبادرة بأريحية عالية، وكنا على تواصل مباشر مع مساعد الرئيس برفيسور غندور وقد أبدى الرجل مرونة عالية في التعامل وذلل الكثير من الصعاب، ولا توجد عراقيل من طرف الحكومة على حسب علمنا *لكن غندور في حوار بالإذاعة السودانية قال إنه لا يعترف ب(السائحون) لأنها كيان غير مسجل؟ أنا تابعت حوار غندور في التلفزيون والرجل لم يقل بذلك رغم إصرار الأخ ضياء الدين على انتزاع اعترافات من البرفيسور غندور بعدم مشروعية مبادرة السائحون، طبعاً أنت تعلم نحن لسنا بحزب سياسي حتى نحتاج الى اعتراف، نحن من أبناء السودان نسعى إلى نهضته وتطورها وقبلاً قدمنا أرواحنا فداء للوطن والآن نقدم أفكارنا مساهمة في نهضته وتنميته ولا يستطيع أحد منعنا من هذا السعي، وقد جلسنا مع غندور قبل الحلقة التلفزيونية وأشاد بمباردة السائحون وسعيها في حل مشاكل السوادن عبر طرح موضوعي ودعانا للمساهمة الإيجابية في الحوار الوطني ووعدناه بتقديم رؤية شاملة سنقدمه له في مقبل الأيام *يعني ذلك أنكم ستشاركون في حوار (الوثبة)؟ نحن لنا ادعاء عريض أن الحوار الوطني فكرة من أفكار مبادرة السائحون، فطبيعي بناء على هذا الادعاء أن نشارك في الحوار الوطني والذي نعتقد أنه الخيار الأفضل والأمثل للعبور بالوطن من أزماته المتطاولة. *أنتم خليط من الوطني والشعبي ومن هم في الرصيف كيف تتسق مواقفكم في الحوار؟ أصلاً مبادرة (السائحون) خروج على نمط التفكير الحزبي في النظر الى قضايا الوطن عبر منظار ضيق يعتمد على المنافسة والمعارضة السلبية ولذلك نحن اتخذنا مساراً بعيداً عن الأحزاب التي ننتمي اليها، لم ينقطع وصلنا بها بشكل نهائي، ولكن تقدمنا عليها في طرح توافقي ووطني يعلي من شأن الوطن. *هل ستظلون مجرد مبادرة أو جماعة ضغط فقط أم هناك طريق ثالث (تأسيس حزب) مثلاً؟ الاتجاه الى حزب سياسي ليس وارداً على الإطلاق في هذه المرحلة فدعوات الإصلاح أكبر من أن تختصر في كيان سياسي ولنا عبرة في حزب يسمى بالإصلاح تحول الى جماعات متصارعة ولذلك نحن أكثر حرصاً على تقديم مبادرات إصلاحية تتجاوز التكوينات السياسية وتنظر الى مستقبل السودان بعيداً عن التنافس الحزبي . *نعود بشكل أدق وبالتفصيل مادام الأمر كذلك.. ما هي رؤيتكم للقضية الوطنية.. وهل هناك أفق حل في ظل سيطرة الوطني؟ من حيث المبدأ نحن ضد الإقصاء لأي طرف في المشهد السياسي السوداني حتى ولو كان هذا الطرف المؤتمر الوطني ونعتقد أن معادلة الحل والتسوية السياسية الشاملة يجب أن تشمل كل الأطراف بلا إقصاء، ونعتقد أن الاستقطاب السياسي الحاد وغياب الأفق السياسي عند النخبة السياسية سبباً في ضياع فرص الحل السياسي ولذلك دعوتنا في (السائحون) تقوم على جلوس أطراف الصراع في طاولة حوار تنتهي بتسوية سياسية شاملة لقضايا السودان. *ماذا عن الصراع الداخلي بين تيارات (السائحون) ودور الأجهزة الأمنية.. شعبيون وطنيون رصيف؟ طبعاً يوجد صراع داخلي بين تيارات (السائحون) باعتبار أن انتماءتهم متعددة ولهم وجهات نظر مختلفة ولكن نحن متفقون على الحد الأدنى بأن هناك أزمة في السودان تستحق النظر اليها ولا يمكن دسها، وأن تجربتنا في الحكم بها أخطاء تستحق المراجعة والتصويب، ولكن أصدقك أن هذا الاختلاف كان إيجابياً، بعض المؤسسات الحكومية كانت تنظر الى تجربة (السائحون) بحذرٍِ وخوف وهذا الخوف ولد توهماً وهواجس عند الأجهزة الأمنية ولذلك السائحون في بداياتها مُورس عليها تضييق في مناشطها وبرنامجها ولكن هذا الخوف والحذر الآن في أدنى الدرجات. *الحوار الآن جارٍ بينكم والحركة الشعبية، كيف يسير مع اختلاف الرؤية (ياسر عرمان شيوعي جبان).. وهل مثل هذه الشعارات كانت دون وعي؟؟ وهل ساهمت في تعميق المشكلة الوطنية؟؟ نحن نملك صورة ذهنية لياسر عرمان، ومالك عقار فيها كثير من الغش بحكم تجارب الحرب وما تولده من كراهية وصراعات ولكن من خلال جلوسنا معهم في أديس أبابا تلمسنا صورة مختلفة، الشعارات التي كانت ترفع طبعاً ليست كلها صحيحة وأحياناً تقتضيها ضرورة الحرب، أكثر ما شدني أن ياسر عرمان في لحظات تجلي وصدق قال إنه يكن تقديراً واحتراماً كبيراً للشهيد علي عبدالفتاح واطلع على كل قصائده، ومازحته بهل قرأ (أيها الرعديد)، وقال إنه كذلك يكن احتراماً وتقديراً للشهيد محمود شريف ومعجب ببطولته ولعل هذه من أخلاق الفرسان، ونحن قلنا له نحن كذلك نكن تقديراً واحتراماً لجندي من جنود الحركة الشعبية لا نعرفه كان يوقظ المجاهدين لصلاة الصبح في الميل أربعين بصوت عالٍ ونكن تقديراً واحتراماً للراحل يوسف كوه بما سمعناه عنه من مواقف وصمود، نحن نحتاج إلى هذه الاعترافات الشجاعة لإزالة الاحتقان بين أبناء السودان. وبالمناسبة مالك عقار قال حديث له إنه مستعد للعودة للخرطوم إذا كانت هناك جدية في الحوار وقال إنه ضد إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي. *ماذا عن إمكانية تحالفكم مستقبلاً وتأسيس حزب مشترك؟ تحالفنا مع الحركة الشعبية غير وارد نحن ندعو الى مرجعية إسلامية في الحياة العامة كلها وهم يدعون الى علمانية رغم أن أصوات العلمانية وإبعاد الدين عن الحياة العامة تراجعت حتى في أوروبا، ولكن يمكن أن نتعايش في وطن واحد كل منا يدعو الى دعوته وفق إطار القانون والأخلاق وهذا النموذج يمكن أن يحقق الاستقرار والنهضة كما يحدث في تونس، سألنا أحد أعضاء وفد الحركة الشعبية عن هل بعد فشل تجربة الإسلاميين في الحكم (تخلينا) عن المرجعية الإسلامية وقلنا له نحن لا نتبول في الإناء الذي نأكل فيه صحيح تجربتنا بها أخطاء ولكن هذا لا يعني التخلي عن شعاراتنا الإسلامية. *ما هو موقفكم من دعوة الدكتور الترابي للتنظيم الخالف وتذويب الكيانات الإسلامية في حزب واحد؟ مبدأ دعوة توحد الكيانات السياسية في السودان دعوة مرحب بها وأعتقد أنها ستسهم في إعادة الأمل لدور الأحزاب في الحياة العامة بشكل أكثر تأثيراً، سنكون سعداء إذا توحد حزب الأمة والحزب الشيوعي والحزب الاتحادي وسنكون سعداء جداً إذا توحد الإسلاميين في كيان واحد، وهذه واحدة من أهداف السائحون الكلية (وحدة الصف الإسلامي) وإذا تم ذلك فأعتقد أن السائحون ستكون جزءاً من هذا الكيان العريض ولكن يجب أن تقوم هذه الوحدة على أصول الحرية والعدالة. *ما ردكم على قول أمين الحركة الإسلامية إن (السائحون) لا علاقة لهم بالحركة؟ قبل أيام كنا في مناسبة عزاء لأحد الإخوان الذين استشهدوا في سوريا وكان الأخ الزبير حضوراً ومتحدثاً وأشاد (بالسائحون) ومجاهداتهم، بعض الإخوة من قادة الحركة الإسلامية أمثال الزبير يتحدثون بناءً على معلومات مغلوطة فيها أهواء ومواجع شخصية ولذلك تكون إفادتهم مخجلة وتجلب عليهم السخرية والضحك. *هل هناك خلاف في منصة (سائحون).. وهل هي معزولة عن القاعدة؟ منصة (السائحون) تعيش أزهى أيامها وهناك التفاف حولها لم يحدث لها منذ تكوينها ولا يوجد اختلاف بين قيادتها، هناك بعض الملفات ذات طبيعة خاصة تقتضي أحياناً التحفظ وبعض عضوية (السائحون) يريدون كل الملفات على الطاولة وهذا صعب جداً تحديداً في هذه المرحلة ووضع هذه الملفات على الطاولة مباشرة يفسد الجهود المبذولة في حلها والوصل الى نهايات جيدة.