لدي اقتراح أرجو أن يجد القبول لدى أهلي شعب السودان الطيب الصابر.. ولكن قبل طرحه لدي عدة أسئلة أرجو أن يجيب عنها كل فرد.. السؤال الأول: هل يوجد داخل كل منكم حب وولاء لهذا الوطن..؟؟ هل لدى أي منكم رغبة في المشاركة في إنقاذ الوطن..؟؟ هل حدّث أي منكم نفسه في كيف يشارك في إنقاذ الوطن..؟؟ هل لديكم الاستعداد للخروج من حالة السلبية والتعبير عن رفضكم لما يحدث في وطنكم..؟؟ هل تملكون الإرادة المطلوبة لصنع مستقبل أفضل لأبنائكم..؟؟ إذا كانت الأجوبة على هذه الأسئلة (بنعم) فأنتم جاهزون لإحداث التغيير وتفتقدون لأول الطريق.. سأطرح مقترحي من وجهة نظري الذي يمكنه أن يكون فاعلاً ويمكن غير ذلك.. ولكنه في نهاية الأمر باب يفتح الطريق أمام طرق أخرى يمكن سلكها في طريق استنهاض همة الشعب وطرد التراخي الذي يضع قضية الوطن في حقيبة المعارضة التي تمتلئ بأجندة أخرى غير أجندة الوطن والشعب. المقترح يدعو إلى الانتقال إلى المربع الإيجابي.. نستلف تفكير الشعوب المتقدمة في الدفاع عن حقوقها والتعبير عن قضاياها بصورة حضارية وفاعلة جداً يمكنها أن تتحور وتتعدل جينياً لتصنع التغيير المطلوب.! المقترح يقوم على أن يعبر كل بيت عن ما يحدث الآن في البلاد من حروب وقتال وفساد وتمزق وتردي الأوضاع المعيشية وانهيار مؤسسات الدولة وتفكك المجتمع وغيرها من الأوضاع التي تعيشها البلاد.. ويكون ذلك عبر لافتات ورقية بأحجام مناسبة تكتب بصورة يومية وتلصق أمام المنازل والمتاجر والمساجد والمدارس وغيرها من المواقع تحمل تعابير وشعارات تندد بالأوضاع الحالية وتطالب بالتغيير.. وفي يوم الجمعة والسبت من كل أسبوع تنتقل هذه اللافتات إلى الميادين في الأحياء في تلاحم ثوري هادئ يصنع أركان نقاش سياسي تزينها هذه الشعارات المعبرة عن إرادة المواطنين.. وفي ذات الوقت تخلق تجمع ترفيهي وتواصل اجتماعي.. ثم تتطور الفكرة لتنتقل بهذا التجمع إلى ميادين المحليات الكبرى كل محلية قائمة بذاتها.. نوع من الاحتجاج المتحضر (الفاعل) الذي يرتفع بالوعي السياسي والمجتمعي لدى المواطنين ويعمل على التعبئة الوطنية والشحن المعنوي بشكل كبير.. ويمكنه أن يصنع رأي عام قوي تجاه الأوضاع في البلاد.. دعونا نطلق على هذا المشروع الوطني شعار (أرفع صوتك).. يخرج فيه كل مواطن من منطقة الإحساس بالسلبية والعجز والضعف.. إلى الطور الإيجابي الذي يتيح الفرصة لكل فرد في هذا الوطن حتى الأطفال من المشاركة في إنقاذ الوطن وإحداث التغيير المطلوب بوقف نزيف الحروب ودمار الوطن.. صدقوني يمكنكم فعل ما عجزت عنه الحكومة والمعارضة إن أدركتم أن دفاعكم عن وطنكم هو دفاعكم عن بيوتكم الصغيرة وعن مستقبل أبنائكم.. وإن سلّمتم بأن إنقاذ هذا الوطن مسؤوليتكم.. يمكنكم فعلها إذا طردتم الخوف والخضوع والسلبية.. لا تتركوا شبح الخوف يسيطر عليكم.. قوتكم في اتحادكم.. ارفعوا أصواتكم عالية.. فإما العيش بكرامة وإما الموت دونها. الجريدة