حضارة وسجن و"فرخة"، أصبحت هذه أبرز معالم مدينة تدمر السورية بعدما استنفر تويتر للبحث عن زنوبيا التي اختفت في ظروف غامضة. العرب رثاء حضارة تدمر السورية على الشبكات الاجتماعية تحول إلى رثاء طائر تدمر (سوريا) – فيما بدأت مساعي البحث عن زنوبيا في تدمر السورية، ليست الملكة طبعا، لكنها طائر من فصيلة أبومنجل انتشرت سخرية مرة على الشبكات الاجتماعية بسبب ما سماه مغردون "تعظيم قدر طائر" على حساب بشر يقتلون على يدي نظام الأسد وتنظيم داعش منذ أربع سنوات. وكان الإعلام العالمي والعربي ضج بتقرير صحفي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مفاده أن طائر أبومنجل الأصلع الشمالي، مُهدد بالانقراض بسبب سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر. ونقل التقرير "قلق" العلماء بخصوص الطائر الذي يمتلك مستعمرة تكاثر صغيرة بالقرب من المدينة، وخصوصا بعد إطلاق سراح 3 طيور من ذلك النوع جراء هرب حراسها نتيجة المعارك العنيفة، فيما اختفى طائر رابع بشكل مجهول. جمعية حماية الطبيعة اللبنانية قالت إن العثور على تلك الطيور "هام للغاية" فيما عرض المسؤولون مكافأة ب1000 دولار لمن يُدلي بمعلومات عن مكان وجود الطائر الرابع. الطائر المُختفي بشكل مجهول، أنثى، تُسمي "زنوبيا"، يبقي العثور عليها أملا في منع طائر أبومنجل من الانقراض، حيث أنها هي الأنثى الوحيدة التي تعرف مسارات الهجرة إلى المناطق الشتوية في إثيوبيا، ومن دونها، لا يُمكن إطلاق سراح بقية الطيور. وأطلق مغردون على تويتر عدة هاشتاغات ساخرة على موقع تويتر على غرار #أبومنجل يذبح بصمت #كلنا أبومنجل الأصلع. وناقش مغردون اهتمام الإعلام العالمي "المبالغ فيه" بالطائر وقال معلق "عندما يصل الإعلام إلى هذا المستوى فلا تلومني عندما أصفه بالكاذب، طير أبومنجل مهدد أكثر من سكان مدينة تدمر!!". وقال مغرد "هل تخافون على طائر أبومنجل ولا تخافون على المواطن السوري الذي أباده بشار الأسد بالسلاح الكيماوي المحرم دوليا!". وسخر مغردون "الأمر شبيه بمؤامرة السمكة في الصحراء". وكانت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية ضجت نهاية مارس الماضي بما سمي ب"الخطة الاستراتيجية الجديدة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروفة باسم السمكة في الصحراء". وتلقف الصحفيون الصورة صانعين منها خبرا صحفيا نقلته أهم الصحف والقنوات العربية، ليتبن فيما بعد أن من قام بتصميم الصورة مغردة مناصرة لتنظيم داعش تكتب على موقع تويتر باسم "السمكة في الصحراء". وجمعت "السمكة في الصحراء" أسماء "الولايات" التي أعلن تنظيم داعش أنها ضمن دولته موقعة الصورة باسمها. من جانب آخر قال ناشط "المدينة التي كانت رمزا للحضارة شيّد فيها نظام البعث أفظع سجونه، وأصبح لها رمز جديد؛ طائر أبومنجل". وكتب مغرد آخر "تحولت الصرخات المطالبة بإنقاذ الملكة زنوبيا إلى صرخات مطالبة بإنقاذ الطائر زنوبيا". أنصار داعش شاركوا في الهاشتاغات الساخرة مؤكدين أن لحم أبومنجل لا يستهويهم وسخر مغرد "منذ أمس وأنا أنتظر تصريح بان كي مون حول الطائر الأصلع! على الأقل يقول: أنا قلق؛ كعادته في القلق!!". وأثار بعضهم موضوع سجن تدمر الذي يعتبر من ضمن أخطر عشرة سجون في العالم. وكتب مغرد "الإعلام ركز على آثار تدمر ومخاوف من انقراض أبومنجل لكن لم يهتموا لحال ووضع ومصير السجناء! أين سجناء تدمر ماهو مصيرهم؟". ولم تغب السخرية عن الموضوع، فقد انتشرت عديد الصور الكاريكاتورية والمركبة بالفوتشوب على غرار مسلح من داعش يقوم بذبح رجل برأس طائر أبومنجل ونشر أحدهم "صورة حصرية" لأحد قادة أبومنجل بعد قطع رأسه على يد تنظيم داعش. وانتشرت صور أخرى لطيور أبومنجل هائمة مشردة بلا مأوى في تركيا. وعلق مغرد "أنباء عن نزوح أعداد كبيرة من صلعان أبومنجل عن تدمر وهي الآن يفترش الأرض في ظروف مأساوية صعبة #كلنا أبومنجل الأصلع". واعتبر مغرد "هذه مؤامرة داعشية مع النظام لتسليم مناطق أبومنجل". وقال مغرد "هل من جديد عن طائر أبومنجل الأصلع الشمالي المهدد بالانقراض الذي هرب من تدمر؟ لا أستطيع النوم وأنا أفكّر فيه!". ونشر بعضهم أخبارا ساخرة على غرار "طائر أبومنجل ينظم تظاهرات مليونية بسبب استهدافه من قبل الإرهاب" و"أبومنجل الأصلع يعلن عن تشكيل فرقة عسكرية لقتال الدواعش الذين هددوه بالانقراض". وتساءل بعضهم "هل #أبومنجل سيسقط الأسد قبل رمضان"، على غرار التساؤلات التي تنتشر في كل عام في هذا التوقيت. وذهب بعضهم إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي لبحث قضية أبومنجل الأصلع. وقال آخرون "أعلن رجال دين عن فتح باب التبرع للطائر أبومنجل لحمايته من الدواعش". وسخر مغرد بالقول "سوف تقبض عليه دولتنا، وتنتف ريشه، وتضعه في قفص؛ عبرة لكل معتبر". وقال مغرد "أطَمْئن علماء الحيوان؟ فرصة الحفاظ على طائر أبومنجل من الانقراض أكثر بكثير من حمار الأسفار، والتيس أبولحية، والثور أبوصحوة، وفئران التجارب". المثير للسخرية دخول أنصار داعش على الخط حينما أكدوا أن لحمه لا يستهويهم، مطمئنين علماء الحيوان "كبسة مطعم علولو والمدينة تكفينا". ليسخر معلقون "أبومنجل باق ويتمدد". وكان تنظيم الدولة قد سيطر على تدمر، الأربعاء الماضي، بعد انسحاب قوات النظام منها، إثر اشتباكات دامت سبعة أيام.