وزير الخارجية المصري يصل بورتسودان    محمد حامد جمعة نوار يكتب: نواطير    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي يجاهد لتفادي مصير مبارك وبن علي وصدام حسين..وزير الخارجية الليبي: مستقبل القذافي يقرره 6 ملايين ليبي
نشر في الراكوبة يوم 23 - 04 - 2011

بينما تتصاعد العزلة الدولية والمحنة الداخلية لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي، فإن النظام استعد جيدا لمعركة طويلة ضد الثوار المناوئين له، على الرغم من تصاعد حدة القصف الجوي والصاروخي الذي تتعرض له القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي منذ الشهر الماضي.
وبينما تقول تقارير استخباراتية إن القذافي قد حصل مؤخرا على كميات جديدة غير محددة من العتاد العسكري والذخيرة، كشفت مصادر المجلس العسكري للثوار ل«الشرق الأوسط» عن حصول المقاتلين في صفوف جيش ليبيا الحرة على عتاد عسكري حديث لمواجهة قوات القذافي. وأوضحت أن الثوار تسلموا مؤخرا شحنة لصواريخ ال«آر بي جي» والقاذفات القادرة على ردع أي تقدم لقوات القذافي.
في المقابل، نقلت هذه القوات عددا من صواريخ الإسكود التي يتراوح مداها ما بين 150 كيلو و200 كيلومتر من منطقة الجفرة جنوبا إلى مدينة سرت، حيث مسقط رأس القذافي وعاصمة حكمه السياسية. بيد أن محاولة القذافي استخدام هذه الصواريخ لترويع الثوار في مصراتة وإجدابيا لم تسفر عن أي نجاح يذكر، حيث سقط صاروخان على بعد عن هاتين المدينتين ولم يسفرا عن سقوط أي ضحايا أو خسائر مادية.
وقالت المصادر «هذه محاولة يائسة، تعبر بالأساس عن ضعف القدرات العسكرية لنظام القذافي، إنه يستخدم الصواريخ بعيدة المدى، هذه أوراقه الأخيرة على ما يبدو». وقال سكان محليون في مصراتة ل«الشرق الأوسط» إنه كان بالإمكان سماع صوت التفجيرات بفعل الصاروخين من على بعد كبير، كما أدى سقوطهما إلى إحداث فجوة بعمق خمسة أمتار وقطر 15 مترا.
ولا يلوح في الأفق أي حل سياسي بإمكانه إقناع القذافي بالتخلي طواعية عن السلطة والقبول بالعرض المغرى الذي قدمه المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الوطني الممثل للثوار في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بمنح القذافي وأسرته عفوا عاما إذا ما تركوا الحكم والبلاد حقنا للدماء. لكن مصادر مقربة من المجلس الانتقالي قالت ل«الشرق الأوسط» إن إعلان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، أول من أمس، عن مبادرة جديدة للتحاور مع الثوار وبحث مستقبل القذافي نفسه ربما تشي بقرب نهاية النظام.
وقال عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس لدى الجامعة العربية ل«الشرق الأوسط»: «ما كان العبيدي ليجرؤ على طرح هذه المبادرة وأن يتكلم علانية عن مستقبل القذافي لو أنه لم يحصل على ضوء أخضر من القذافي أو يتشاور معه مسبقا».
وأضاف: «هو (القذافي) يسعى للخلاص، هو يدرك جيدا أن كل يوم ليس في صالحه، إنه يخسر مسؤولي النظام الذين يواصلون الانشقاق عنه ومواقع وقيادات عسكرية يوميا، في النهاية سيكتشف أنه يقاتل بمفرده».
وفى محاولة للتلويح بإصلاح يراه المعارضون متأخرا للغاية، التقى القذافي، أول من أمس، الزناتي محمد الزناتي، منسق القيادات الاجتماعية الشعبية الليبية، في وقت عقدت فيه أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) اجتماعها العادي السابع لهذا العام وسط تسريبات بأن البرلمان سيجتمع قريبا لتمرير مشروع الدستور الجديد الذي أعلن عنه سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي. وقال ناطق باسم الثوار ل«الشرق الأوسط»: «هذه كلها حيل لن تنطلي على أحد، على هذا النظام أن يذهب، لن نتحاور معه، ولن نقبل أي وجود للقذافي وأسرته، نتكلم عن ليبيا ليس فيها القذافي وعليه أن يفهم ذلك جيدا».
ومنذ اندلاع الثورة الشعبية ضده في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، أبدى القذافي صمودا غير متوقع في مواجهة مناوئيه وخصومه السياسيين، مقارنة بانهيار نظام حليفه الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في أقل من يومين ونظام حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك في غضون 18 يوما فقط. وبينما يتساءل العالم عن سر هذه القوة التي تدفع القذافي إلى التشبث بكرسي الحكم رغم سقوط آلاف القتلى والجرحى في المعارك الحامية الوطيس التي تخوضها قواته ضد الثوار المناوئين له، يعتقد الهوني وهو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في ليبيا عام 1969، أن القذافي كان يستعد منذ اليوم الأول لنجاح الانقلاب العسكري على الملك الراحل السنوسي لمثل هذا اليوم.
وقال الهوني الذي ترأس المعارضة الليبية على مدى نحو ربع قرن، قبل أن يتصالح بوساطة مصرية مع القذافي، ثم ليعود ينشق عليه مع بداية الثورة الشعبية، ل«الشرق الأوسط»: «كانت هناك شواهد كثيرة على أن هذا الرجل (القذافي) ليس مستعدا للتنازل عن السلطة والحكم بسهولة، على مدى أربعة عقود تخلص فيها من كل معارضيه إما بالقتل وإما بالسجن، كما طاردهم بضراوة في كل بقاع المعمورة».
وداخل مقره الحصين في ثكنة باب العزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس يدير القذافي معركته العسكرية والسياسية الأخيرة ضد خصومه المدعومين هذه المرة بطائرات حلف شمال الأطلسي وثقة أبرز الحكومات الغربية والإدارة الأميركية. وتتحدث مصادر ليبية رفيعة المستوى من قلب مقر إقامة القذافي في طرابلس، عن حلقة ضيقة للغاية تتولى مساعدة القذافي في إدارة الأزمة على المستويات السياسية والعسكرية الاستخباراتية والأمنية، مشيرة إلى أن هذه المجموعة الصغيرة تضم أبرز وأقرب المقربين من القذافي وتضم نحو عشرين مسؤولا أمنيا وعسكريا، بالإضافة إلى أبنائه محمد والساعدي والمستعصم وسيف الإسلام. ويستعين القذافي معظم الوقت بأقاربه وأصهاره مثل عبد الله منصور وصهره البارز عبد الله السنوسي لقيادة العمليات الأمنية وتأمينه الشخصي، وقريبه أحمد إبراهيم للدعاية السياسية.
وبالإضافة إلى هؤلاء يوجد في الظل وبعيدا عن الأضواء، حول القذافي مجموعة من مساعديه الذين تولوا في السابق مهام عسكرية وأمنية. وقال دبلوماسي عربي في طرابلس ل«الشرق الأوسط»: «ربما تكون هذه بالفعل آخر معركة عسكرية للقذافي، لا أظنه سيتسلم على الإطلاق، انظر إلى كلماته وتصريحاته، هذا الرجل سيموت مكانه، ولن يهرب، لقد نجح في الخروج من كل أزماته الإقليمية والدولية منتصرا، وجميع زعماء العالم دخلوا إلى خيمته البدوية الشهيرة طلبا لصداقته وللحصول على صفقات اقتصادية ضخمة».
لكن هذه المرة فإن قدرة القذافي السياسية والحنكة التي اكتسبها بعد مرور 42 عاما على توليه السلطة في ليبيا، تبدو مختلفة تماما، فمعارضوه أتوا مجددا تسبقهم صواريخ وطائرات حلف الناتو، والأهم أن لديهم رصيدا من الشعبية والتعاطف داخل ليبيا. وقال مسؤول حكومي ليبي ل«الشرق الأوسط» بنبرة صوت واثقة عبر الهاتف من طرابلس «الخيارات باتت معدومة إن لم تكن محدودة للغاية، القذافي سيبقى في مكانه، هو لن يرحل، خصومه سيرحبون في نهاية المطاف».
وقال دبلوماسي غربي في طرابلس ل«الشرق الأوسط»: «بالطبع (القذافي) لن يسمح لأحد بأن يعتقله أو يحاكمه، ينتظره مصير مجهول، لا أظن أن أحدا لديه أدنى فكرة عما يكون». وربما لهذا يروج خصوم القذافي على سبيل السخرية لجوءه إلى السحرة والمشعوذين لحماية نظامه من السقوط المحتوم في نهاية المطاف. بيد أن دبلوماسيا أفريقيا عاد لتوه من ليبيا والتقته «الشرق الأوسط» في القاهرة، أمس، قال في المقابل: «القذافي طوال حكمه كان واضحا للغاية في هذه المسألة، لا تنسوا أنه نصح الشعوب الأفريقية بالتمديد لحكامها الديكتاتوريين، من هنا فإنه لن يغادر ليبيا حيا».
ومع ذلك أضاف: «يبدو الحديث عن توفير ممر آمن لخروج القذافي وأسرته سالمين من ليبيا، شريطة حصوله على ضمانات قانونية بعدم ملاحقته، أمرا قد تجاوزته الأحداث بفعل المعارك الدائرة على الأرض، قناعتي الشخصية أنه سيقاتل إلى أن يقتل». وتبدو مراهنة الثوار والمعارضة على تعرض القذافي لانقلاب داخلي أو عملية اغتيال من بعض حراسه أو المقربين منه، واردة في أي وقت، لكنها في كل الأحوال تعكس التمنيات أكثر منها التعبير عن الحقائق الملموسة.
وبينما يترأس القذافي الدورة الحالية للقمة العربية التي تأجلت عدة مرات بسبب تطورات الوضع في ليبيا، فإن العقيد العميد يسابق الزمن مجددا رغم عمره البالغ 69 عاما، ليس فقط لتجنب مصير السقوط المدوي كما جرى في مصر وتونس مؤخرا، بل أيضا لتفادي مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وزير الخارجية الليبي: مستقبل القذافي يقرره 6 ملايين ليبي
قال عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة إن مصير ومستقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يقرره الشعب الليبي وليس فقط أعضاء المجلس الانتقالي المناوئ للقذافي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وكشف العبيدي النقاب عن أن المبادرة التي طرحها الاتحاد الأفريقي مؤخرا للوساطة بين القذافي ومناوئيه ورفضها المجلس الوطني الانتقالي، لا تتضمن الحديث عن موقع ومكان القذافي في أية ترتيبات مستقبلية لتسوية الأزمة الليبية. ونفى العبيدي وجود أي وساطة مغربية بين حكومة بلاده والمناوئين لها، وأكد أنه لا علم له بما أشيع أمس نقلا عن مصدر مغربي في الرباط بشأن لقاءات عقدها مسؤولون مغاربة مع ممثلين عن الحكومة الليبية والمعارضة المناوئة لها.
وانتقد العبيدي الزيارة التي قام بها السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين إلى معقل الثوار المناهضين لنظام القذافي في مدينة بنغازي، كما انتقد موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الأزمة الليبية. وأبلغ العبيدي «الشرق الأوسط» في حوار خاص عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس أن قيام قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أول من أمس بتوقيف ناقلة نفط ليبية وتفتيشها يمثل تجاوزا وانتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن فرض حظر الطيران على ليبيا. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية، ما هو تعليقك على زيارة السيناتور الأميركي جون ماكين إلى بنغازي دون المرور بطرابلس؟
- أنت تعرف موقف جون ماكين من التحريض على الدفع بالمواجهات العسكرية ودفع الحكومات للمساعدات العسكرية وهذا يطيل النزاع بيننا وبين إخواننا في بنغازي. وتحركاته لا تفيد. وهو لا يقوم بعمل جاد مثل المصالحة الوطنية والحوار.
* ما تقييمك بشكل عام لموقف الولايات المتحدة تجاه ما يحدث؟
- موقفهم واضح مثلما أعلنوا أمس أنهم سيقومون باستخدام طائرات من دون طيار، هذا تكرار لما يحدث في مناطق أخرى مثل أفغانستان وقتل الأبرياء وجرائم الحرب وبالتالي هم لا يساعدون، فلو تركوا الأمور لنا كليبيين واتحاد أفريقي ودول مثل تركيا نستطيع أن نصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
* تحدثت في تصريحات عن أن مستقبل العقيد القذافي مطروح للنقاش؟
- هذا استنتاج، ولكن الشعب الليبي هو من يحدد هذا، وكما قلنا توجد انتخابات والشعب هو من يحدد.
* تريد أن تقول إن مصير النظام هو بيد الشعب الليبي في الأول والأخير؟
- نعم، وهذا هو ما يحدث في أي دولة أخرى، الشعب وحده هو من يقرر من يحكمه.
* لكن المجلس الانتقالي في بنغازي يقول لا مفاوضات إلا إذا تنحى القذافي؟
- هذا ليس منطقا، فعندما تجلس الأطراف مع بعضها البعض بشرط وجود وقف إطلاق النار ووقف القصف الأطلسي نحكي على مطالب الشعب الليبي بصفة عامة فالشعب الليبي (6 ملايين نسمة) لا ينحصر في بنغازي فقط وهناك قبائل وليس عددا محدودا.
* أنتم تتحدثون عن وقف إطلاق النار وما زالت قواتكم تقصف مصراتة وإجدابيا؟
- بنغازي لا يوجد بها قصف وتوجد عدة مواجهات في مدن أخرى، وحتى هذه يمكن، لو توقف القصف، أن نصل لاتفاق وفقا لخارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي التي هي محل نقاش.
* لكن هذه المبادرة قال عنها مثلا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي قد تجاوزها الزمن؟
- هذه مبادرة طرحت من مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي، وحتى على مستوى دولي، وحضرتها هناك مع ممثلين من الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي وممثلين لمجلس الأمن، فلا أعتقد أنها تجاوزها الزمن، على العكس المبادرة ما زالت مطروحة والأوروبيون ينظرون فيها.
* لماذا قلت إن الحكومة الليبية مستعدة أن تأخذ بعين الاعتبار تشكيل حكومة انتقالية وطنية قبل إجراء الانتخابات؟
- هذه في خارطة الطريق، فترة انتقالية وحكومة مؤقتة ودستور وانتخابات كلها ضمن خارطة الطريق.
* لكن السؤال الأهم في هذه الخريطة: ما هو مكان القذافي؟
- هذه الخريطة لا تتحدث عن مكانه، فالقائد مكانه يحدده شعبه.
* هل تقصد مثلا أن تجرى انتخابات أو استفتاء حتى يقرر مصير القذافي؟
- الخريطة كلها على بعض محل نقاش.
* الناتو أعلن أمس عن قيامه بتوقيف ناقلة نفط ليبية وتفتيشها ما تعليقك على هذا؟
- كل هذا تجاوز لقرارات مجلس الأمن التي تتحدث عن منع الضروريات مثل النفط والوقود والأغذية والمواد الضرورية وهذا نوع من أنواع الحصار البحري والجوي للضغط على الشعب الليبي كله.
* لقد قمت بجولتين في بعض دول أوروبا ما الذي لمسته خلال هذه المحادثات إجمالا؟
- لمست من الجميع ما يؤكد على وقف إطلاق النار وعمل إنساني وسياسي، وهذا ما نقوم به نحن. ونحن نقدم مساعدات من خلال الصليب الأحمر واستقبلنا مساعد الأمين العام للمساعدات الإنسانية ووقعنا اتفاقا.
* كيف تقيم الموقف العربي تجاه ما يحدث في ليبيا وبالذات موقف قطر والإمارات وموقف الجامعة العربية؟
- للأسف موقف العالم العربي كان مخالفا لأي تضامن عربي أو جامعة عربية، ومجلس الأمن بنى قراره الأول على قرار الجامعة العربية. أما الإخوة في قطر فماذا أقول: أخوك يقصف فيك بالطيران مع أعداء الأمة العربية، وقطر دون مبرر.. لم يحدث تجاهها منا إلا كل خير.
* كيف تتوقع نهاية هذا المشهد المؤسف.. هل ليبيا بصدد أن تقسم إلى دولتين ؟
- من مصلحة الدول الغربية تقسيمها حتى إلى أكثر من دولتين والسيطرة على النفط الليبي ومحاولة إعادة سيناريو العراق وهذا واضح، ولكن نتمنى أن نتوقف عن هذا القتال ونتحاور ونتشاور للوصول إلى موقف ويتطلب هذا المخلصين وبعض المواقف العربية مثل الموقف المصري العقلاني.
* ما الجديد في المبادرة الأفريقية؟
- هناك اجتماع قادم لمجلس السلم والأمن الأفريقي في (العاصمة الإثيوبية) أديس أبابا يوم 26 من الشهر الحالي، وأنا سأقوم بتمثيل ليبيا في هذا الاجتماع.
* هل تتوقع أن يقوم المجلس الانتقالي بإرسال أحد؟
- لا أعلم.
* هل تعلم أي شيء عن الوساطة المغربية.. بعد ما أعلن في الرباط عن محادثات تمت مع مسؤولين في الحكومة الليبية ومعارضين آخرين؟ - لا علم لي بذلك.
* هل يمكن أن تجرى مثل هذه المحادثات دون علمك؟
- لو في شيء أكيد يوصل.
* أنت قضيت سنوات طويلة في العمل الدبلوماسي، ما هو شعورك وأنت تتولى منصبك في هذا التوقيت؟
- الوطن يقدم خدمات لنا، فرغم الصعوبة لا بد أن نقوم بخدمة وطننا والشعب.
* البعض يستغرب أن أحدا مثلك مخضرما يتعاطف مع نظام القذافي وهو يده ملطخة بالدماء؟
- لا نتحدث عن هذا الكلام، والمخلص هو من يخدم وطنه ولا يخدم أحدا بعينه، نحن نخدم وطننا وفقا لما نراه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.