الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    البرهان : " لايمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها "    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي يجاهد لتفادي مصير مبارك وبن علي وصدام حسين..وزير الخارجية الليبي: مستقبل القذافي يقرره 6 ملايين ليبي
نشر في الراكوبة يوم 23 - 04 - 2011

بينما تتصاعد العزلة الدولية والمحنة الداخلية لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي، فإن النظام استعد جيدا لمعركة طويلة ضد الثوار المناوئين له، على الرغم من تصاعد حدة القصف الجوي والصاروخي الذي تتعرض له القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي منذ الشهر الماضي.
وبينما تقول تقارير استخباراتية إن القذافي قد حصل مؤخرا على كميات جديدة غير محددة من العتاد العسكري والذخيرة، كشفت مصادر المجلس العسكري للثوار ل«الشرق الأوسط» عن حصول المقاتلين في صفوف جيش ليبيا الحرة على عتاد عسكري حديث لمواجهة قوات القذافي. وأوضحت أن الثوار تسلموا مؤخرا شحنة لصواريخ ال«آر بي جي» والقاذفات القادرة على ردع أي تقدم لقوات القذافي.
في المقابل، نقلت هذه القوات عددا من صواريخ الإسكود التي يتراوح مداها ما بين 150 كيلو و200 كيلومتر من منطقة الجفرة جنوبا إلى مدينة سرت، حيث مسقط رأس القذافي وعاصمة حكمه السياسية. بيد أن محاولة القذافي استخدام هذه الصواريخ لترويع الثوار في مصراتة وإجدابيا لم تسفر عن أي نجاح يذكر، حيث سقط صاروخان على بعد عن هاتين المدينتين ولم يسفرا عن سقوط أي ضحايا أو خسائر مادية.
وقالت المصادر «هذه محاولة يائسة، تعبر بالأساس عن ضعف القدرات العسكرية لنظام القذافي، إنه يستخدم الصواريخ بعيدة المدى، هذه أوراقه الأخيرة على ما يبدو». وقال سكان محليون في مصراتة ل«الشرق الأوسط» إنه كان بالإمكان سماع صوت التفجيرات بفعل الصاروخين من على بعد كبير، كما أدى سقوطهما إلى إحداث فجوة بعمق خمسة أمتار وقطر 15 مترا.
ولا يلوح في الأفق أي حل سياسي بإمكانه إقناع القذافي بالتخلي طواعية عن السلطة والقبول بالعرض المغرى الذي قدمه المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الوطني الممثل للثوار في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بمنح القذافي وأسرته عفوا عاما إذا ما تركوا الحكم والبلاد حقنا للدماء. لكن مصادر مقربة من المجلس الانتقالي قالت ل«الشرق الأوسط» إن إعلان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، أول من أمس، عن مبادرة جديدة للتحاور مع الثوار وبحث مستقبل القذافي نفسه ربما تشي بقرب نهاية النظام.
وقال عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس لدى الجامعة العربية ل«الشرق الأوسط»: «ما كان العبيدي ليجرؤ على طرح هذه المبادرة وأن يتكلم علانية عن مستقبل القذافي لو أنه لم يحصل على ضوء أخضر من القذافي أو يتشاور معه مسبقا».
وأضاف: «هو (القذافي) يسعى للخلاص، هو يدرك جيدا أن كل يوم ليس في صالحه، إنه يخسر مسؤولي النظام الذين يواصلون الانشقاق عنه ومواقع وقيادات عسكرية يوميا، في النهاية سيكتشف أنه يقاتل بمفرده».
وفى محاولة للتلويح بإصلاح يراه المعارضون متأخرا للغاية، التقى القذافي، أول من أمس، الزناتي محمد الزناتي، منسق القيادات الاجتماعية الشعبية الليبية، في وقت عقدت فيه أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) اجتماعها العادي السابع لهذا العام وسط تسريبات بأن البرلمان سيجتمع قريبا لتمرير مشروع الدستور الجديد الذي أعلن عنه سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي. وقال ناطق باسم الثوار ل«الشرق الأوسط»: «هذه كلها حيل لن تنطلي على أحد، على هذا النظام أن يذهب، لن نتحاور معه، ولن نقبل أي وجود للقذافي وأسرته، نتكلم عن ليبيا ليس فيها القذافي وعليه أن يفهم ذلك جيدا».
ومنذ اندلاع الثورة الشعبية ضده في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، أبدى القذافي صمودا غير متوقع في مواجهة مناوئيه وخصومه السياسيين، مقارنة بانهيار نظام حليفه الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في أقل من يومين ونظام حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك في غضون 18 يوما فقط. وبينما يتساءل العالم عن سر هذه القوة التي تدفع القذافي إلى التشبث بكرسي الحكم رغم سقوط آلاف القتلى والجرحى في المعارك الحامية الوطيس التي تخوضها قواته ضد الثوار المناوئين له، يعتقد الهوني وهو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في ليبيا عام 1969، أن القذافي كان يستعد منذ اليوم الأول لنجاح الانقلاب العسكري على الملك الراحل السنوسي لمثل هذا اليوم.
وقال الهوني الذي ترأس المعارضة الليبية على مدى نحو ربع قرن، قبل أن يتصالح بوساطة مصرية مع القذافي، ثم ليعود ينشق عليه مع بداية الثورة الشعبية، ل«الشرق الأوسط»: «كانت هناك شواهد كثيرة على أن هذا الرجل (القذافي) ليس مستعدا للتنازل عن السلطة والحكم بسهولة، على مدى أربعة عقود تخلص فيها من كل معارضيه إما بالقتل وإما بالسجن، كما طاردهم بضراوة في كل بقاع المعمورة».
وداخل مقره الحصين في ثكنة باب العزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس يدير القذافي معركته العسكرية والسياسية الأخيرة ضد خصومه المدعومين هذه المرة بطائرات حلف شمال الأطلسي وثقة أبرز الحكومات الغربية والإدارة الأميركية. وتتحدث مصادر ليبية رفيعة المستوى من قلب مقر إقامة القذافي في طرابلس، عن حلقة ضيقة للغاية تتولى مساعدة القذافي في إدارة الأزمة على المستويات السياسية والعسكرية الاستخباراتية والأمنية، مشيرة إلى أن هذه المجموعة الصغيرة تضم أبرز وأقرب المقربين من القذافي وتضم نحو عشرين مسؤولا أمنيا وعسكريا، بالإضافة إلى أبنائه محمد والساعدي والمستعصم وسيف الإسلام. ويستعين القذافي معظم الوقت بأقاربه وأصهاره مثل عبد الله منصور وصهره البارز عبد الله السنوسي لقيادة العمليات الأمنية وتأمينه الشخصي، وقريبه أحمد إبراهيم للدعاية السياسية.
وبالإضافة إلى هؤلاء يوجد في الظل وبعيدا عن الأضواء، حول القذافي مجموعة من مساعديه الذين تولوا في السابق مهام عسكرية وأمنية. وقال دبلوماسي عربي في طرابلس ل«الشرق الأوسط»: «ربما تكون هذه بالفعل آخر معركة عسكرية للقذافي، لا أظنه سيتسلم على الإطلاق، انظر إلى كلماته وتصريحاته، هذا الرجل سيموت مكانه، ولن يهرب، لقد نجح في الخروج من كل أزماته الإقليمية والدولية منتصرا، وجميع زعماء العالم دخلوا إلى خيمته البدوية الشهيرة طلبا لصداقته وللحصول على صفقات اقتصادية ضخمة».
لكن هذه المرة فإن قدرة القذافي السياسية والحنكة التي اكتسبها بعد مرور 42 عاما على توليه السلطة في ليبيا، تبدو مختلفة تماما، فمعارضوه أتوا مجددا تسبقهم صواريخ وطائرات حلف الناتو، والأهم أن لديهم رصيدا من الشعبية والتعاطف داخل ليبيا. وقال مسؤول حكومي ليبي ل«الشرق الأوسط» بنبرة صوت واثقة عبر الهاتف من طرابلس «الخيارات باتت معدومة إن لم تكن محدودة للغاية، القذافي سيبقى في مكانه، هو لن يرحل، خصومه سيرحبون في نهاية المطاف».
وقال دبلوماسي غربي في طرابلس ل«الشرق الأوسط»: «بالطبع (القذافي) لن يسمح لأحد بأن يعتقله أو يحاكمه، ينتظره مصير مجهول، لا أظن أن أحدا لديه أدنى فكرة عما يكون». وربما لهذا يروج خصوم القذافي على سبيل السخرية لجوءه إلى السحرة والمشعوذين لحماية نظامه من السقوط المحتوم في نهاية المطاف. بيد أن دبلوماسيا أفريقيا عاد لتوه من ليبيا والتقته «الشرق الأوسط» في القاهرة، أمس، قال في المقابل: «القذافي طوال حكمه كان واضحا للغاية في هذه المسألة، لا تنسوا أنه نصح الشعوب الأفريقية بالتمديد لحكامها الديكتاتوريين، من هنا فإنه لن يغادر ليبيا حيا».
ومع ذلك أضاف: «يبدو الحديث عن توفير ممر آمن لخروج القذافي وأسرته سالمين من ليبيا، شريطة حصوله على ضمانات قانونية بعدم ملاحقته، أمرا قد تجاوزته الأحداث بفعل المعارك الدائرة على الأرض، قناعتي الشخصية أنه سيقاتل إلى أن يقتل». وتبدو مراهنة الثوار والمعارضة على تعرض القذافي لانقلاب داخلي أو عملية اغتيال من بعض حراسه أو المقربين منه، واردة في أي وقت، لكنها في كل الأحوال تعكس التمنيات أكثر منها التعبير عن الحقائق الملموسة.
وبينما يترأس القذافي الدورة الحالية للقمة العربية التي تأجلت عدة مرات بسبب تطورات الوضع في ليبيا، فإن العقيد العميد يسابق الزمن مجددا رغم عمره البالغ 69 عاما، ليس فقط لتجنب مصير السقوط المدوي كما جرى في مصر وتونس مؤخرا، بل أيضا لتفادي مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وزير الخارجية الليبي: مستقبل القذافي يقرره 6 ملايين ليبي
قال عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة إن مصير ومستقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يقرره الشعب الليبي وليس فقط أعضاء المجلس الانتقالي المناوئ للقذافي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وكشف العبيدي النقاب عن أن المبادرة التي طرحها الاتحاد الأفريقي مؤخرا للوساطة بين القذافي ومناوئيه ورفضها المجلس الوطني الانتقالي، لا تتضمن الحديث عن موقع ومكان القذافي في أية ترتيبات مستقبلية لتسوية الأزمة الليبية. ونفى العبيدي وجود أي وساطة مغربية بين حكومة بلاده والمناوئين لها، وأكد أنه لا علم له بما أشيع أمس نقلا عن مصدر مغربي في الرباط بشأن لقاءات عقدها مسؤولون مغاربة مع ممثلين عن الحكومة الليبية والمعارضة المناوئة لها.
وانتقد العبيدي الزيارة التي قام بها السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين إلى معقل الثوار المناهضين لنظام القذافي في مدينة بنغازي، كما انتقد موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الأزمة الليبية. وأبلغ العبيدي «الشرق الأوسط» في حوار خاص عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس أن قيام قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أول من أمس بتوقيف ناقلة نفط ليبية وتفتيشها يمثل تجاوزا وانتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن فرض حظر الطيران على ليبيا. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية، ما هو تعليقك على زيارة السيناتور الأميركي جون ماكين إلى بنغازي دون المرور بطرابلس؟
- أنت تعرف موقف جون ماكين من التحريض على الدفع بالمواجهات العسكرية ودفع الحكومات للمساعدات العسكرية وهذا يطيل النزاع بيننا وبين إخواننا في بنغازي. وتحركاته لا تفيد. وهو لا يقوم بعمل جاد مثل المصالحة الوطنية والحوار.
* ما تقييمك بشكل عام لموقف الولايات المتحدة تجاه ما يحدث؟
- موقفهم واضح مثلما أعلنوا أمس أنهم سيقومون باستخدام طائرات من دون طيار، هذا تكرار لما يحدث في مناطق أخرى مثل أفغانستان وقتل الأبرياء وجرائم الحرب وبالتالي هم لا يساعدون، فلو تركوا الأمور لنا كليبيين واتحاد أفريقي ودول مثل تركيا نستطيع أن نصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
* تحدثت في تصريحات عن أن مستقبل العقيد القذافي مطروح للنقاش؟
- هذا استنتاج، ولكن الشعب الليبي هو من يحدد هذا، وكما قلنا توجد انتخابات والشعب هو من يحدد.
* تريد أن تقول إن مصير النظام هو بيد الشعب الليبي في الأول والأخير؟
- نعم، وهذا هو ما يحدث في أي دولة أخرى، الشعب وحده هو من يقرر من يحكمه.
* لكن المجلس الانتقالي في بنغازي يقول لا مفاوضات إلا إذا تنحى القذافي؟
- هذا ليس منطقا، فعندما تجلس الأطراف مع بعضها البعض بشرط وجود وقف إطلاق النار ووقف القصف الأطلسي نحكي على مطالب الشعب الليبي بصفة عامة فالشعب الليبي (6 ملايين نسمة) لا ينحصر في بنغازي فقط وهناك قبائل وليس عددا محدودا.
* أنتم تتحدثون عن وقف إطلاق النار وما زالت قواتكم تقصف مصراتة وإجدابيا؟
- بنغازي لا يوجد بها قصف وتوجد عدة مواجهات في مدن أخرى، وحتى هذه يمكن، لو توقف القصف، أن نصل لاتفاق وفقا لخارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي التي هي محل نقاش.
* لكن هذه المبادرة قال عنها مثلا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي قد تجاوزها الزمن؟
- هذه مبادرة طرحت من مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي، وحتى على مستوى دولي، وحضرتها هناك مع ممثلين من الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي وممثلين لمجلس الأمن، فلا أعتقد أنها تجاوزها الزمن، على العكس المبادرة ما زالت مطروحة والأوروبيون ينظرون فيها.
* لماذا قلت إن الحكومة الليبية مستعدة أن تأخذ بعين الاعتبار تشكيل حكومة انتقالية وطنية قبل إجراء الانتخابات؟
- هذه في خارطة الطريق، فترة انتقالية وحكومة مؤقتة ودستور وانتخابات كلها ضمن خارطة الطريق.
* لكن السؤال الأهم في هذه الخريطة: ما هو مكان القذافي؟
- هذه الخريطة لا تتحدث عن مكانه، فالقائد مكانه يحدده شعبه.
* هل تقصد مثلا أن تجرى انتخابات أو استفتاء حتى يقرر مصير القذافي؟
- الخريطة كلها على بعض محل نقاش.
* الناتو أعلن أمس عن قيامه بتوقيف ناقلة نفط ليبية وتفتيشها ما تعليقك على هذا؟
- كل هذا تجاوز لقرارات مجلس الأمن التي تتحدث عن منع الضروريات مثل النفط والوقود والأغذية والمواد الضرورية وهذا نوع من أنواع الحصار البحري والجوي للضغط على الشعب الليبي كله.
* لقد قمت بجولتين في بعض دول أوروبا ما الذي لمسته خلال هذه المحادثات إجمالا؟
- لمست من الجميع ما يؤكد على وقف إطلاق النار وعمل إنساني وسياسي، وهذا ما نقوم به نحن. ونحن نقدم مساعدات من خلال الصليب الأحمر واستقبلنا مساعد الأمين العام للمساعدات الإنسانية ووقعنا اتفاقا.
* كيف تقيم الموقف العربي تجاه ما يحدث في ليبيا وبالذات موقف قطر والإمارات وموقف الجامعة العربية؟
- للأسف موقف العالم العربي كان مخالفا لأي تضامن عربي أو جامعة عربية، ومجلس الأمن بنى قراره الأول على قرار الجامعة العربية. أما الإخوة في قطر فماذا أقول: أخوك يقصف فيك بالطيران مع أعداء الأمة العربية، وقطر دون مبرر.. لم يحدث تجاهها منا إلا كل خير.
* كيف تتوقع نهاية هذا المشهد المؤسف.. هل ليبيا بصدد أن تقسم إلى دولتين ؟
- من مصلحة الدول الغربية تقسيمها حتى إلى أكثر من دولتين والسيطرة على النفط الليبي ومحاولة إعادة سيناريو العراق وهذا واضح، ولكن نتمنى أن نتوقف عن هذا القتال ونتحاور ونتشاور للوصول إلى موقف ويتطلب هذا المخلصين وبعض المواقف العربية مثل الموقف المصري العقلاني.
* ما الجديد في المبادرة الأفريقية؟
- هناك اجتماع قادم لمجلس السلم والأمن الأفريقي في (العاصمة الإثيوبية) أديس أبابا يوم 26 من الشهر الحالي، وأنا سأقوم بتمثيل ليبيا في هذا الاجتماع.
* هل تتوقع أن يقوم المجلس الانتقالي بإرسال أحد؟
- لا أعلم.
* هل تعلم أي شيء عن الوساطة المغربية.. بعد ما أعلن في الرباط عن محادثات تمت مع مسؤولين في الحكومة الليبية ومعارضين آخرين؟ - لا علم لي بذلك.
* هل يمكن أن تجرى مثل هذه المحادثات دون علمك؟
- لو في شيء أكيد يوصل.
* أنت قضيت سنوات طويلة في العمل الدبلوماسي، ما هو شعورك وأنت تتولى منصبك في هذا التوقيت؟
- الوطن يقدم خدمات لنا، فرغم الصعوبة لا بد أن نقوم بخدمة وطننا والشعب.
* البعض يستغرب أن أحدا مثلك مخضرما يتعاطف مع نظام القذافي وهو يده ملطخة بالدماء؟
- لا نتحدث عن هذا الكلام، والمخلص هو من يخدم وطنه ولا يخدم أحدا بعينه، نحن نخدم وطننا وفقا لما نراه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.