اجرى الناطق الرسمي بإسم حركة الإصلاح الآن/ يوسف عمارة أبوسن حوارا صحفيا مختصرا مع الدكتور/ غازي صلاح الدين العتباني رئيس الحركة على خلفية التصريح الصادر حول مشاركة الإصلاح الآن في الحوار الوطني : ------------- الناطق الرسمي: هل يمكن اعتبار ان الحركة خرجت الآن من الحوار؟؟ د.غازي: نحن جددنا التزامنا بالحوار، وذلك يعني أننا نؤيد الحلول السياسية لمشاكل السودان، المشكلة هي في تعريف مشترك متفق عليه حول الحوار، ما يفعله ويقوله الجانب الحكومي لا يَصب في تعريف الحوار المتفق عليه، وبالتالي يثير تساؤلا حول جدوى النتائج .. ------------- الناطق: ولكن لا جدوى من حوار من دون الحكومة؟ د.غازي: هذا صحيح.. الحوار هو في معظمه مع الحكومة، لكن هذا لا يعطيها حق احتكار الحوار وتعريفه وفق منظورها، هناك خطأ جوهري في الحوار السابق وهو ان الحكومة كانت تحتل مجلس الخصم والحكم في ذات الوقت، ومن الضروري تصحيح الخطأ .. ------------- الناطق: وما الذي يجبر الحكومة على التنازل من موقعها، وهي تبدو مالكة لكل أوراق اللعبة؟؟ د.غازي: لا شيء يجبرها سوى التزامها بحوار حقيقي، اذا لم تتنازل عن موقع الخصم والحكم فهذا يعني عدم جدوى الحوار، وعدم جدوى الحوار يعني استمرار الأزمات، يعني استمرار الأزمة الاقتصادية وأزمة العلاقات الخارجية، وأزمة الحرب في بعض مناطق السودان، بمقابل ذلك إذا قام حوار ناجح يؤدي إلى جبهة داخلية موحدة وفي ظل سلام، لا ظل حرب، يمكن معالجة تلك الازمات بارادة وطنية واحدة، انظر الى الحدث المحرج الذي جرى في جنوب افريقيا مؤخرا، انظر ايضا الى الأزمة القائمة مع الاممالمتحدة حول قوات يوناميد في دارفور، كيف نخرج من مثل هذه المآزق في المستقبل إذا لم نعالج أزمة العلاقات الخارجية التي تمثل أخطر أزماتنا.. ------------- الناطق: دعوتم الى إدارة الحوار بآلية محايدة، هل تشيرون الى جهة خارجية؟؟ د.غازي: لا .. وانما المقصود هو جهة سودانية وطنية متفق عليها، في الغالب من شخصيات موثوقة ومقبولة من كل الأطراف.. ------------- الناطق: وماذا عن الآلية الافريقية برئاسة الرئيس ثابو امبيكي؟؟ د.غازي: هذه تبقى تعمل في إطار تفويضها كجهة مسهلة للحوار، ومن اهم وظائفها هي أنها الرابط الرسمي بين الحكومة السودانية وأطراف الصراع من ناحية، والمؤسسات الإقليمية والدولية من ناحية أخرى، ودورها الرئيس سيتضح في معالجة أزمات السودان مع بعض القوى الدولية، مثلا إذا توصل الحوار الى معالجات متفق عليها، حزمة سياسية يعني، فسيكون دور الآلية التقرير عن ذلك والتوصية بتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية، ومعالجة الأزمات الاخرى كذلك مثل موضوع محكمة الجنايات الدولية.. ------------- الناطق: هل اجرت حركة الاصلاح إي تفاهم حول هذه النقاط مع قوى المعارضة الأخرى؟؟ د.غازي: بدأنا بعض الإتصالات، ولكن الموضوع سيكون مطروحا للنقاش والتعديل حتى نتوصل الى صيغة مقبولة لحوار هادف .. ------------- الناطق: ما الذي تكسبه المعارضة من إبداء الجدية والالتزام من طرفها بهذه الأفكار الأولية؟؟ د.غازي: المعارضة ليس لديها ما تخسره على كل حال، الحوار بصورته الراهنة لن يؤدي الى نتائج طموحة كما ذكرنا، وإذا قبلت الحكومة بهذه المقترحات فسنكون قد تقدمنا شوطا نحو الحلول.. ------------- الناطق: ما هي الضمانات للحكومة اذا قبلت هذا العرض؟ د.غازي: هناك أدوات تفاوضية تستخدم في مثل هذه الحالات يعرفها خبراء التفاوض، مثلا يمكن أن يكون لأي طرف مشارك حق النقض، بمعنى ان الاتفاق لا يكون نهائيا وملزما الا إذا وافقت عليه جميع الأطراف بصورة نهائية، وهناك أسلوب "التقويس" أي وضع أقواس على المواد المختلف حولها وإرجائها الى المراحل النهائية، لأنه يحدث أحيانا ان يكون الطرف المفاوض أكثر استعدادا للتنازل في نهاية الشوط بعد ان يحصل بعض المكاسب الأساسية له.. ------------- الناطق: ماذا إذا فشلت كل محاولات الحوار الجاد؟؟ د.غازي: إذا اقتحمت الحكومة المياه وحدها فهي تتحمل مسئولية الغرق، وإذا رفضت الحكومة الحوار المجدي فعليها أن تتيح كل أدوات العمل السياسي الدستورية للمعارضة، وإذا فشلت الحكومة في أداء وظائفها ومواجهة أزماتها، واختارت في نفس الوقت قمع المعارضة فهي بلا شك تعد البلاد لاختلال أمني كبير.. .. يوسف عمارة أبوسن الناطق الرسمي