العلاقة بين السمنة وداء السكري وثيقة لدرجة كبيرة حيث تعتبر السمنة البوابة لكثير من الأمراض الخطيرة، يأتي في أولها داء السكري بمضاعفاته المختلفة. ويقع الكثيرون ممن يعانون من المرضين معا في آن واحد، السمنة والسكري، في أخطاء متتالية خلال مراحل العلاج مما يترتب عليه في كثير من الأحيان تردي الحالة الصحية وتدهورها. الاجتماع العلمي السنوي للجمعية الأميركية لداء السكري ADA American Diabetes Association،، والذي عقد في مدينة بوسطن الأميركية في بداية شهر يونيو (حزيران) الحالي، كان حافلا بالدراسات والأبحاث في مجال برامج تخفيف الوزن ومدى تأثيره على مستوى سكر الدم عند المصابين به، وأنه من الممكن الحفاظ على خفض مقدار كبير من الوزن عند المرضى الذين يعانون من داء السكري لمدة خمس سنوات. ووفقا لدراسة حديثة قدمت في إحدى الجلسات العلمية للجمعية ADA، فإن من المتوقع من خلال الممارسة السريرية القدرة على الحفاظ على ما يزيد على 7٪ من خفض الوزن في سنة واحدة. لقد قام باحثون من مركز جوسلين للسكري Joslin Diabetes Center في بوسطن بتقييم 129 مريضا يعانون من السمنة المفرطة وفي نفس الوقت هم مصابون بداء السكري ومسجلون في برنامج «إنجاز الوزن والعلاج المكثف Weight Achievement and Intensive Treatment، WAIT program»، وهو برنامج لأسلوب نموذجي للحياة الصحية مصمم للممارسة السريرية مدته 12 أسبوعا. في نهاية السنة الأولى، قسم الباحثون المشاركين إلى فئتين وفقا لنسبة فقدان الوزن لديهم. المجموعة (أ)، يمثلون الذين فشلوا في الحفاظ على 7٪ من خفض الوزن وكانت نسبتهم 47.3 في المائة (61 مريضا). المجموعة (ب)، هم الذين حافظوا على 7٪ فقدان للوزن وكانت نسبتهم 52.7٪ (68 مريضا). ثم واصل الباحثون متابعة الفئتين لمدة خمس سنوات مستقبلية. في البداية، فقد جميع المشاركين من أوزانهم ما معدله 23.8 رطل يمثل (- 9.7٪) واستطاعوا الحفاظ على ما معدله 16.2 رطل (- 6.4٪) بعد خمس سنوات. المجموعة (أ)، تمكن أعضاؤها من المحافظة على مستوى 8.4 رطل (- 3.5٪) أما المجموعة (ب) فقد نجح أعضاؤها من الحفاظ على فقدان 23 رطل من أوزانهم ((- 9.0 في المائة في خمس سنوات. وبالنسبة لانخفاض معدل السكر التراكمي A1C عند الفئتين فقد كان كالتالي: المجموعة (أ)، انخفضت لديهم النسبة من 7.5٪ إلى 6.7٪ في نهاية الأسبوع 12 ولكنها ما لبثت أن ارتفعت ثانية إلى 7.7٪ في نهاية العام الأول. المجموعة الثانية (ب)، انخفضت نسبة السكر التراكمي لديهم من 7.4٪ إلى 6.4٪ في 12 أسبوعا، لكنه عاد وارتفع إلى 6.8٪ في نهاية السنة الأولى ووصل إلى 7.3٪ في نهاية السنة الخامسة. مع نهاية الفترة المحددة للدراسة، وجد الباحثون أن المجموعة الأولى (أ) حققت تحسنا كبيرا في نسب الكولسترول الحميد والضار (LDL، HDL)، أما قياس ضغط الدم BP فلم يطرأ عليه أي تغيير، وحدث لديهم تدهور في معدلات الدهون الثلاثية في الدم serum triglycerides. أما عن المجموعة الثانية (ب)، فقد حققت نفس التحسن في مستوى الدهون في الدم لمدة خمس سنوات مثل المجموعة (أ) إضافة إلى انخفاض في قياس ضغط الدم في الشهور ال18 الأولى. ووفقا لفريق البحث في مركز جوسلين، فيمكن الاستنتاج بأن معدل السكر التراكمي A1C والدهون الثلاثية هي عوامل الخطر الأولى للتدهور المرتبط ببرامج تنظيم الوزن، وأن فقدان الوزن المتواصل مع انخفاض مستوى السكر التراكمي في الدم لمدة خمس سنوات والنجاح في خفض معدل قياس ضغط الدم للأشهر ال18 الأولى علامات جيدة وإيجابية. فقدان الأسنان ومخاطر أمراض القلب من الأخطاء الشائعة عدم الاهتمام بما يطرأ على صحة جسم الإنسان من تغيرات خلال مراحل الحياة كفقدان الأسنان مثلا، واحتمالات أن يكون لذلك أي ارتباط بالإصابة بأمراض أخرى في الجسم كأمراض القلب وسواها. ووفقا لدراسة فنلندية حديثة نشرت في «مجلة أبحاث طب الأسنان Journal of Dental Research»، فقد وجد فريق الدراسة أن الاستمرار في فقدان الأسنان يمكن أن يكون مؤشرا لأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، إضافة إلى ارتباطه أيضا مع خطر الإصابة بمرض السكري. قام باحثون من جامعة هلسنكي بتحليل بيانات عدد 8446 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاما، وكانوا قد أكملوا الاستبيان الصحي الشامل وخضعوا للفحوص السريرية المطلوبة للدراسة. بعد ذلك تم تسجيل عدد الأسنان المفقودة في الأساس، ثم خلال فترة الدراسة التي وصلت إلى 13 عاما، جمع العلماء خلالها معلومات عن حالات الأمراض والوفيات. كشفت نتائج هذه الدراسة أن فقدان أكثر من خمس أسنان يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية واحتشاء عضلة القلب بنسبة 140 في المائة، وأن فقدان أكثر من تسع أسنان يرفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 51 في المائة واحتمالات الإصابة بمرض السكري بنسبة 31 في المائة، وخطر التعرض للموت بنسبة 37 في المائة. وتراوحت المخاطر المقابلة ما بين 40 إلى 68 في المائة لدى الأشخاص عديمي الأسنان. إن إضافة مثل هذه المعلومات عن عدد الأسنان المفقودة إلى عوامل الخطر على الصحة والحياة سيكون لها أثر كبير في تحسين درجة التنبؤ لخطر الموت وتطبيق برامج الوقاية والحماية المناسبة، كما أن لهذا العامل أهمية كبيرة في كونه مؤشرا مفيدا لتقييم حالة المريض بشكل عام. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي مستشفى الملك فهد بجدة الشرق الاوسط