قلنا سابقا انه فور قدومك لأول دولة أوروبية يتم رفع بصماتك حثي تمنع من حق التقديم بطلب لجوء سياسي أو اقتصادي في إي دولة أوروبية، أخري غير الدولة الأوروبية التي وصلت إليها أول مرة، مثلا لو تم اخذ بصمتك بايطاليا كأول دولة تطأها قدماك، فوفق قوانين اللجوء والهجرة بدول الاتحاد الأوروبي (اتفاقية دبلن)، فانه لا يحق لك بالتقدم لطلب لجوء في السويد أو ألمانيا أو بريطانيا أو أي دولة أخري من دول الاتحاد الأوروبي، وسيتم تسفيرك إن أجلا أو عاجلا إلي ايطاليا لانها اول دولة تطأها. أيضا تجب الإشارة إلي أن قوانين الهجرة تختلف في بعض التفاصيل من بلد أوروبي إلي أخر، فمثلا ألمانيا تمنع علي طالب اللجوء مغادرة المدينة التي تقدم فيها بطلب لجوء حتى يتم البت في طلبه، البعض يقول انه ممكن لطالب اللجوء بألمانيا مغادرة المدينة إلي أخري لكن بعد إن يتقدم بطلب للجهات المختصة بدائرة الهجرة الألمانية يوضح فيه وجهته داخل ألمانيا وليس خارجها، واسم الشخص أو الجهة التي ينوي الذهاب إليه، والسبب من وراء زيارته لهذا الشخص، وبعد ذلك عليه ان ينتظر الرد أعطوه أو منعوه. الفرنسيين أيضا يتم استقبال اللاجئ في مسكن يسمي الفوييه-Foyah- لا يمانعون في مغادرة المدينة التي تقدمت فيها بطلب اللجوء، فيحق لك التجول في الداخل الفرنسي، لكن الكثيرين يشكون من طبيعة السكن فهو ضيق للغاية سواء كان للفرد أو العائلة وأيضا اللغة تقف عائق لغير الناطقين بها. طلبات اللجوء في بريطانيا في السابق كانت تأخذ وقتا طويلا من ثلاثة أشهر إلي عشرة سنوات انتظار، قبل البت في هذه الطلبات، لكن ألان بعد وصول حزب المحافظين للسلطة الوضع تغير، ففي ستة أشهر تقريبا يتم البت في الطلب بالرفض أو القبول، في حال الرفض يمكن لطالب اللجوء التقدم بأستناف امام المحاكم المختصة للنظر في طلبه من جديد وعليه ان يدعم طلبه بمزيد من الإثباتات والأدلة التي تدعم طلبه وتقويه، اجمالا بريطانيا تعتبر من افضل بلدان اوروبا في قضية اللجوء لجهة ان لمنظمات حقوق الانسان والاعلام الدور الكبير في الانحياز لقضايا دارفور وايضا الدور الذي تلعبه حركات دارفور واليسار السوداني في قضايا البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. بشكل عام الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والمهاجرين بأوروبا تراجع لحد ما في ظل تصاعد موجة الإرهاب وذهاب بعض أبناء الجاليات المسلمة باوروبا الذين تم منحهم أو منح اباءهم حق اللجوء السياسي وتم تعليمهم علي ما أحسن ما يكون وعندما حانت ساعة القطاف بان يفيدوا بريطانيا أو أي بلد أوروبي اخر، هرولوا الي سوريا والعراق للقتال مع المنظمات المتطرفة المتشددة مما يجعل السلطات الأوروبية التي تتعاطي في أمر الهجرة تتخوف من عودتهم إلي أوروبا كي يصبحوا قنابل موقوتة. أيضا تخوف العديد من المنظمات الأوروبية والأحزاب اليمينية الأوروبية من تغير ديمغرافي سكاني يذهب بكينونة وبثقافات أوروبا وتحل محلها الثقافة الإسلامية عن طريق تزاوج العشرات و المئات والآلاف من المهاجرين بنساء أوروبيات هذا الأمر بدأت بعض الكيانات الاجتماعية الأوروبية تنظر إليه بجدية متناهية وجعلها تخرج في مظاهرات تطالب بطرد المهاجرين وشرعنه قوانين جديدة للحد من هجرة الشرق أوسطيين والمسلمين والعرب، لحد ما استجابت بعض الدول الأوروبية بطريقة غير مباشرة لمخاوفهم هذه، فقامت بتعديل قوانينها التي تختص بقضايا الهجرة وسنت قوانين تعجيزية للملمة الشمل، مثل بريطانيا سنت قوانين جديدة لالتئام الشمل تتمثل في أن يكون معدل دخل الزوج المقيم ببريطانيا ثمانية عشر الف جنيها إسترليني وأربعمائة في السنة، وان يكون مقيما في سكن يصلح للعائلة لمدة ستة أشهر، وان يكون دافعا للضرائب بشكل راتب، الخ. عزيزي القارئ هذه معلومات أضعها بين يديك كوني عملتُ شخصيا متطوعا (في السابق) في بعض المنظمات البريطانية الإنسانية بيوركشاهير شمال انكلترا حتى تكون علي بينة من أمرك إذا قررت اللجوء إلي بريطانيا أو أوروبا، وهذه المعلومات قد تكون مؤلمة للبعض ولكن اسمع كلام الببكيك ولا تسمع كلام السماسرة واللصوص، والله من وراء القصد. [email protected]