دعت قطر إلى معالجة الأزمة في سورية ب«الحوار البناء»، وأملت أن يتم ذلك «في الإطار السوري وفي أسرع وقت». وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك ليل أمس مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف، ردا على سؤال حول القيام بتحرك عربي لوضع حد لما يجري في سورية: «قطر لديها علاقات مميزة مع سورية، ونحن نتألم لما يجري في سورية، ونأمل أن يسود العقل والحكمة لحل هذا الموضوع بشكل عاجل». ودعا إلى اعتماد «الحوار البناء للوصول إلى نتيجة تلبي طموحات الشعب السوري وتلبي الاستقرار في سورية الشقيقة»، وأضاف: «نأمل أن يحل (الأمر) في البيت السوري وفي الإطار السوري وفي أسرع وقت». من جهته دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الخميس عن أسفه «لسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى» في سورية، داعيا إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف. وقالت المنظمة في بيان إن إحسان أوغلي قال خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «المنظمة تتابع بقلق شديد أحداث العنف التي شهدتها بعض المدن السورية». وأضاف: «نعرب عن الأسف الشديد لسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وندعو إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف». وانضمت أستراليا إلى الدول الأوروبية التي تلوح بفرض عقوبات على النظام السوري، ودعت العالم أمس إلى بحث فرض عقوبات على سورية بسبب الحملة العنيفة التي تشنها على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال وزير الخارجية الأسترالي كيفين راد للصحافيين بعد اجتماع في مقر الكومنولث بلندن: «نعتقد أن الوقت قد حان ليبحث المجتمع الدولي استخدام العقوبات ضد النظام السوري». إلى ذلك، أعلن مثقفون عرب في تونس والعراق وفلسطين أمس تضامنهم مع انتفاضة الشعب السوري ضد حكم الرئيس بشار الأسد، وأدانوا «جرائم» قالوا إن أجهزة أمنية ترتكبها في حق المتظاهرين المسالمين. وقال بيان لمثقفين تونسيين إن النظام السوري «أبدع في إخفاء الحقائق المتكشفة مؤخرا عن جرائم شنيعة ارتكبت وترتكب في حق الشعب السوري»، متهما النظام بتلفيق تهم التسلح للمتظاهرين المسالمين الذين يسقطون بالرصاص، «من دون أن يرفع واحد منهم حتى حجرا ضد قاتليه». وأضاف البيان الذي وقعه نحو 60، منهم الشعراء نزار شقرون ومحمد علي اليوسفي وصلاح بن عياد ولمياء المقدم، والروائيون كمال الرياحي وعبد القادر السنوسي وعبد الله بن يونس، أن ما يحدث في سورية امتداد لثورتي تونس ومصر «العظيمتين، وجزء حقيقي من الثورة العربية الكبرى لأجل الديمقراطية والكرامة». وقال البيان الذي تلقت «رويترز» نسخة منه إن شباب ثورة تونس يتابعون «بكل أسى تلك الجرائم في حق شباب سورية الثائر... الجرائم المنكرة بحق الإنسانية»، متهمين النظام بإجراء تأديب جماعي يتمثل في عزل المدن وقصف البيوت وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي وإرهاب السكان ومنع العلاج عن الجرحى بما يحول سورية إلى سجن كبير «كما لو كانت تحت احتلال أجنبي». الشرق الاوسط شعراء يدينون 'القمع الهمجي' في سورية اسطنبول رويترز: انتقد شعراء في مهرجان باسطنبول الخميس القمع السوري العنيف للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بوصفها 'الاكثر وحشية ودموية في ما يجري في العالم العربي من ثورات شعبية سلمية'. وقال بيان وقعه 20 مشاركا من الشرق الأوسط وتركيا وأوروبا في مهرجان اسطنبول السادس للشعر 'نطالب النظام السوري بالوقف الفوري لهذه المجازر واللجوء الى الحوار الديمقراطي السلمي والابتعاد عن الاسلوب الهمجي في قمع رأي الاغلبية الساحقة.' ومن بين الموقعين خالد النجار من تونس وفوزية أبو خالد من السعودية وبيتر لاوجيسن من الدنمرك وهنريكا رينجبوم من فنلندا ومظفر اوزدمير من تركيا. واختار المهرجان شعارا هذا العام 'ربيع العرب' ليكون 'احتفاء بثورات العالم العربي'. وتلقت رويترز نسخة من البيان الذي أدان 'بشدة المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه الاعزل الذي خرج للمناداة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بطريقة سلمية وحضارية.' وفرض النظام السوري قيودا مشددة على الحرية الثقافية والفنية في ظل حكم مطلق لأسرة الأسد بدأ قبل 41 عاما حيث اتهمت السلطات بسجن وتعذيب عشرات الشعراء والفنانين بينهم الشاعر الراحل محمد الماغوط الذي كتب يقول إن القمع الذي حدث على أيدي السلطات السورية أشد مما حدث على يد الاحتلال الفرنسي. وكان الممثل الساخر والكاتب المسرحي الراحل نهاد قلعي تعرض للضرب المبرح بعدما انتقد الأجهزة الأمنية ووصفها بالبلطجية كما سجن الرسام السوري يوسف عبدلكي عامين خلال القمع الصارم الذي مارسه الرئيس الراحل حافظ الأسد ضد المعارضة العلمانية والإسلامية في الثمانينات.