وكما قال الشاعر: فأما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا يستعد سكان مدينة الجريف شرق لاقامة حفل تأبين لشهداء المنطقه والذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن أراضيهم التي سطت عليها الحكومة وشرعت في توزيعها على بعض المحسوبين عليها, وكانت الجريف قد شهدت تظاهرات احتجاجية في يوم الجمعه 12 يونيو الماضي بعد أن قامت السلطات في توزيع مخطط سكني مطل على النيل الازرق قبل ان يتم الاتفاق مع أصحاب الاراضي والوصول معهم الى حلول مرضيه, كما شرعت كذلك في تغيير اسم المنطقة الى المنشيه شرق, وذلك ايذاناً منها أنه في مقدورها عمل كل شئ , لكن سكان المدينة البواسل نساء ورجال خرجوا في تظاهرات عارمه محتجين على ماجرى وهم يهتفون (الارض..الارض .. العرض العرض) وهو هتاف بسيط وموغل في التشبث بالارض واستسهال تقديم المهج وارواح في سبيلها وبالفعل تقدمت حرائر الجريف الماجدات وقدن التظاهرات وقدمن الشهيدة نجوى محجوب الزاكي ولحق بها الشهيد أحمد عبيد أحمد حمد. وتلقت أجساد مجموعه من الشابات والشباب مجموعه أوسمة الشرف والبساله وكان أن أصيب اصابات بالغه كل من أكرم شرف الدين وصديق علي الزين وعلاءالدين الامين الطيب وسامي أحمد أبو جماعه ومعتصم سعيد مأمون وبشير عوض والصديق البدري ومعتز عبدالساوي ونصرالدين دفع الله وسميرة احمد الصديق وعثمان علي محمود والفاتح بابكر وبكري عوض موسى ومحمد عباس بابكر ومحمد عبدالله الزين وابراهيم محمد احمد والامين عثمان هرون وسيف السر عبدالحي ومحمد حسن ابراهيم وعمار صلاح فضل المولى ومنتصر عطا المنان جيب الله وعبدالفتاح العجمي وكانت اصاباتهم متفاوته مابين كسور ورضوض وكدمات في عدة أماكن من الجسد. في الوقت نفسه ماجدات الجريف شرق تصدين لقوات الامن والشرطه ببسالة نادرة مما أسفر عن اعتقال مجموعه منهن وكان قد أطلق سراحهن لاحقا. وكان أهالي الجريف البواسل يتناولون افطار رمضان الجماعي في ساحة الشهداء بشكل يومي. وقد أشار مصدر من شباب الجريف أن برنامج تأبين الشهداء سيبدأ يوم غد الثلاثاء في تمام الخامسه مساء بزيارة الى قبر الشهيد أحمد عبيد ومن ثم يعودون الى ساحة الشهداء حيث سيلقي والد الشهيد الباسل أحمد عبيد كلمة يعقب ذلك كلمة لسكان مدينة الجريف وفيلم وثائق يحوي بعض الاحداث التي جرت , كما سيشارك الشاعر عمر عبدالرحيم بقصائده. وفي يوم الاربعاء بعد الغد ستكون هناك ندوة بعنوان القانون ونزاعات الاراضي في السودان يقدمها مجموعه من المحامين. وفي يوم الخميس هناك مشاركات من قبل ممثلين للقوى السياسيه والمنظمات وهناك دعوات وجهت لعدد من السفارات ورجال الاعلام. هذا وقد أفاد شباب الجريف أنهم لاحظوا خلال الايام الماضيه وجود بعض الاشخاص من خارج سكان الجريف وقد تم تسكينهم في بعض المنازل بمربع 18 في مواجهة ساحة الشهداء حيث سيقام حفل التأبين وأعلن هؤلاء الابطال انهم سائرون على درب الشهداء وهذا وعد قطعوه على أنفسهم نساءً ورجال. جدير بالذكرأن نهابو الانقاذ كانوا ومنذ فترة قد شرعوا في السطو على الاراضي السكنيه والزراعيه دونما وجه حق فقد شهدت كل من الحلفايا والجريف شرق نفسها في سبتمبر الماضي وأم دوم وحي الشجرة في الخرطوم قيام الحكومة بنزع الاراضي والتصرف فيها في هذه المناطق. وقد قدمت كل من أم دوم والشجرة والجريف شهدائها مهرا للدفاع عن الارض والعرض