لا أزهد في ترديد هذه الشهادة ، وأكرر : أشهد لهذا النظام انه الأكثر ترويحاً للنفس في الشأن السياسي بين نظرائه من الأنظمة الاستبدادية الأخرى في كل دول العالم .. فلا يمر أسبوع أو شهر حتى يخرج لنا بسبقٍ يجعلنا نترنح و"نرفس" من الضحك .. كما أشهد له بقدرته على إجتراح أساليب فساد تبهر "أبليس" الرجيم ، وتجعله يتأسف على ضياع الأخلاق وخراب "صنعته" العريقة ! واخر ما تفتقت به ذهنية العقل "الإنقاذي" هو قرار أصدرته محلية "شندي" بالولاية الشمالية .. يقضي بفرض رسوم على زيارة "مقابر" المدينة –وأرجوك عزيزي القارئ أن تتبسمّل وتتحسبّن ثم تقرأ سورة "القارعة" قبل قراءة الفقرة القادمة - حيث حدد مشروع القرار المقترح رسوم "الزيارة" على النحو التالي : (5) جنيهات لزيارة المتوفي .. و(3) جنيهات للمتوفية !! لا أعرف ماهي المعايير التي إستند عليها المُشرع "عديم الرحمة" في مسألة تفاوت "رسوم القبور" ! ولماذا "رسومنا" مثل رسوم "الأنثيين"؟؟ ولا أعرف لماذا لم يطور "القانون" برفع الرسوم مقابل إضافة خدمات أخرى ك "تخفيف عذاب القبر" ، على ان تخصص "دمغة" لهذا الغرض ، إقترح ان تُسمى :"دمغة الثعبان الأقرع" ؟؟! ويا قلبي لا تحزن . طبعاً لا حاجة لإضاعة الوقت في الحديث عن الأخلاق مع هذه الجباية الجديدة التي ستتحصّل من مآسي المساكين ومآقي الحزانى .. فهذه الحكومة التي تدعي انها أتت لأجل حماية بيضة الدين .. عودتنا على سنّ قوانين شاذة تخالف نواميس الطبيعة وكريم المعتقدات،بل وتخالف كل ما اتفق عليه البشر منذ هبوط "آدم" إلى الأرض وحتى الآن .. ومع ذلك لا اعتقد انها قد سنّت من قبل قانوناً تافهاً وحقيراً ومخجلاً أكثر من هذا "القانون" الذي يستفز كرامة الأحياء وينتهك حرمة الأموات ! وأخشى ما أخشى من هول الفساد وسيول الإنحطاط والمجون والخلاعة والعهر التي تُرتكب بإسم الإسلام .. أخشى ان ينكص أهل السودان على أعقابهم ويتجهون إلى عبادة "الأصنام" .. هرباً من دولة "الصنم" الذي لا يملك طُهر الأصنام ،ومن قوانينه المتدفقة بإسم الدين .. وليس حصراً قانون : "مصارف الزكاة" ، والتي ورغم انها محسومة بآيات كريمات بينّات إلا انها لم تسلم من شرور فقههم وسيئات أعمالهم .. فتحولت على يد " دعاة الشريعة" إلى مصارف كريهة تفوق مصارف مياه "عاصمتنا الحضارية" عفونة وقذارة ونتانة. يقول الشاعر النحرير أبو الطيب المتنبي : إذا لم يكن من الموت بدٌ / فمن العار أن تموت جبانا .. وبدورنا نجاريه ، ونقول : إذا لم يكن من الموت بدٌ / فمن العار أن تموت "جباية" . اللهم يا رحمن يا رحيم أسألك الموت في بلاد "السيخ" و"الهندوس" ، وان يجعلوا جثتي رماداً منثورا ، على ان أدفن في مقابر "الفرعون" وأصبح "جباية" في خزائنه ، آمين يا رب العالمين. [email protected]