بقدر ما حفظت الذاكرة السودانية رموزها الوطنيين من لدن عبد الفضيل ألماظ ، الأزهري، علي عبد اللطيف، المهدي، ود حبوبة ومهيرة بت عبود يظل المبدعون لهم حيز في ذاكرة الوطن والقومية بقامة خليل عزة وعبقرية التجاني يوسف بشير وفحولة المحجوب فيما يعتبر الراحل الفاضل سعيد أبرز المسرحيين الذين شهدتهم الساحة الإبداعية وهو يقدم أعماله الفنية في قوالب سهلة وشخصيات نمطية جاذبة لكل شرائح المجتمع التي تعلقت بالعجب، بت قضيم وكرتوب فقد أجمع المتحدثون من النقاد والمسرحيين على أن الأعمال التي قدمها الفاضل سعيد تعد من أعظم مشروعات الوحدة الوطنية عبر المسرح الجائل بكل ولايات السودان بل المناطق والقرى والفرقان فقد أقام منتدى «روان» الأسبوعي أمسية خاصة عن الفاضل سعيد بعنوان: «وقفة على الحياة الإبداعية للرائد الفاضل سعيد» بحضور عدد من تلامذته ومجايليه والنقاد والمسرحيين منهم المسرحي محمد خلف الله، «ود عمسيب» عضو فرقة الفاضل سعيد، الدكتور عثمان جمال الدين، الناقد السر السيد، والمسرحي المخضرم عثمان أحمد حمد أحد الذين زاملوا الفاضل سعيد في مرحلته الأولى وقال عثمان ان أغلب تاريخنا السوداني مهمل ويعتمد فقط على المشافهات والروايات غير الموثقة مطالباً المؤسسات الرسمية بالحفاظ على تاريخ رموزنا الوطنية في كافة المجالات فيما. تساءل إسماعيل طه إبرز السودانيين الذين عملوا بإذاعة لندن تساءل: ماهي قيمة الكلام؟ مضيفاً اذا لم نحول ما نقوله إلى عمل مؤكداً ان الفاضل سعيد قامة فنية لم يوازها في الوطن العربي سوى الريحاني وشوشو اللبناني من الزمان الجميل. فيما تعرض المسرحي عبد الله الميري إلى تعمد إقصاء أعمال الفاضل سعيد من كلية الدراما حيث لا تقوم بتدريسها للطلاب وقال مجدي الفاضل سعيد إن موقع الفاضل سعيد على شبكة الانترنت يعد الأول من نوعه لفنان عربي من ناحية الأرشفة وثراء الجولات الفنية وربطه بكافة المواقع والمنتديات الوطنية مطالباً بإكمال مشروع مسرح الفاضل سعيد الذي اشتراه من حر ماله بالعمارات شارع (61) وتبرع له الأستاذ علي عثمان محمد طه- نائب رئيس الجمهورية- بمبلغ (50) مليوناً في حياة الفاضل ولكن ظل الآن مرتعاً للاغنام مؤكداً أن والده عايش (6) حكومات وطنية ولم يتخذ من المسرح موقعاً لتصفية الحسابات السياسية بل كان يعبر عن قضايا الوطن والمواطن في تجرد وانتماء شامل. فيما اعتبر الناقد السر السيد أن الفاضل سعيد يعد أحد قادة التنوير في السودان وساهم في طرح قضايا التنمية الاجتماعية عن طريق المسرح وكان يبث ثقافة الحوار واحترام الآخر في وقت مبكر مستعرضاً الصراع الخفي وجفوة الأكاديميين المفتعلة والاستعلاء على تجربة الفاضل سعيد دون الوقوف عند أثره على العرض المسرحي وعدم التزامه بالنص مبشراً بأهمية تجربته القائمة على التراث وربطه بقضايا المجتمع اليومية. الخرطوم : محمد أحمد الدويخ