@ يواجه المزارعون و منتجو البلح في الولاية الشمالية مستقبلا مظلما بسبب تدني أسعار البلح المحصول النقدي الوحيد الذي يعتمد عليه انسان الشمال في معيشته وتلبية احتياجاته الاخري من تعليم وعلاج وغيره وارتباط موسم حصاد البلح بطقس اجتماعي تنعقد فيه الزيجات و تكتمل فيه الافراح ويطال العمران البيوت و المساكن و تنتعش احوال الجميع ولأكثر من 7 مواسم يواصل محصول البلح في تراجع اسعاره بشكل لا يتناسب حتي مع التضخم الاقتصادي الذي اثر في ارتفاع جميع السلع والمدخلات. محصول البلح تأثر بشكل مباشر بالانخفاض المريع في معدل الطلب عليه بسبب أن الاسواق الرئيسية في الجنوب ودارفور و جنوب كردفان التي تمر بظروف الحرب التي عرضت اسعار البلح الي انخفاض ملحوظ . @ بدأ الآن موسم حصاد البلح الذي تأثر إنتاجه بالتغير المناخي الذي احدثه قيام سد مروي وادي الي ارتفاع رطوبة الجو وهطول امطار لم تعرفها المنطقة عرضت المحصول لرطوبة تؤثر في عملية التجفيف بغرض التخزين غير التلف الذي يتعرض له من الامطار العدو الاول . انتاجية البلح صارت متأرجحة من موسم لآخر تبعا لمتغيرات بيئية و مناخية و لطبيعة شجر النخيل فكلما كان الانتاج غزيرا كل ما كان ذلك علي حساب حجم الثمرة و كلما تعرضت المنطقة للأعاصير و الاهوية التي تميز تلك المنطقة الصحراوية كلما ادي ذلك الي فقدان كميات من الانتاج كل لذلك لا يمكن مقارنته بعوامل السوق و التسويق التي تؤدي الي قلة الاسعار و تعرض المزارع الي خسائر لا يمكن تعويضها لجهة ان البلح يمثل المحصول الرئيسي الذي يعتمد عليه كل السكان . @ هنالك واقع لا يمكن إغفاله متعلق بمحدودية الارض والزيادة المضطردة للسكان الامر الذي أجبر الكثيرين في التوسع السكني علي حساب الارض الزراعية المحدودة غير مشاكل الارث الي اثرت في تقلص المساحات الزراعية وقيام بعض المنتجين بعمليات ازالة وقطع اشجار الفواكه كالمانجو و الموالح التي تشغل مساحات كبيرة بظلها تم الاستعاضة عنها بزراعة أشجار النخيل والتي تصبح ثمارها زاد للحول و مخلفاتها مصدر ثانوي للدخل . كان المزارع يحصد ثماره ويقوم بتخزينها ويتصرف بالبيع لقضاء احتياجته دون ان تتأثر الاسعار جراء كثرة العرض و خفضه الاسعار . أقصي سعر للجوال عند قفل الموسم السابق وصل الي 400 – 450 جنيه/ الجوال ليبدأ الموسم الحالي بداية محبطة في حدود 180 – 200 جنيه /الجوال مع ملاحظة أن مؤشر الاسعار يشير ناحية الهبوط بسبب ارتباط الحصاد بعيد الاضحي الذي يزداد فيه معدل العرض . @ أعداد كبيرة من المنتجين والمزارعين والتجار تعرضوا لخسائر جعلتهم يصرفون النظر عن الحصاد والذي يتطلب تكلفة لقيط وتعبئة و جوالات وعمالة و زكاة و ضرائب ربما تؤثر في مؤشر الاسعار و انتاجية المحصول بالنسبة للمنتج الذي يدفع التكلفة من المحصول بلحا . حكومتنا (السَنية) لا في العير و لا في النفير وكأن منتجي البلح هؤلاء من اقليم بسكرا في الجزائر و كأن السودان لا ينتج تمرا حيث قامت بفتح استيراد التمور السعودية والعراقية بكميات غمرت الاسواق فكيف لتمر الشمالية أن يجد طريقه للسوق و منافسة المستورد. الحكومة في كل مرة تدعي أنها قضت علي التمرد في دارفور والنيل الازرق و جنوب كردفان وهي الاسواق الرئيسية للبلح الذي يسيطر عليه أمراء الحرب هناك بالندرة المفتعلة والتحكم في حركة النقل الي دارفور .المخزون الاستراتيجي لقوات الشعب المسلحة لا يهتم بالمحصول السوداني بالاضافة الي الدور السلبي للحكومة وعدم تطوير الانتاج والحصاد و التصنيع للتمور السودانية علي الحكومة الآن وفورا فتح اسواق البلح بتأمين حركة النقل وتطوير صناعة الكحول الطبية وقف استيراد التمور والتدخل بشراء كميات و إجبار منظمات الاغاثة الاحتفاظ بمخزون احتياطي و وقف الرسوم والضرائب علي البلح للحفاظ علي اسعار البلح من الانهيار . يا كمال النقر .. جوال الفتريتة الآن يساوي 3 جوالات بلح بعد أن كان يساوي 6 فتريته .. تشربوا عافية !! [email protected]