نعرض بعض الإفادات لاحداث مدينة "قولو" بوسط جبل مرة يوم 24 يناير الماضي التي لم تكن بيد التمرد ، وهي جزء من تقرير هيومن رايتس وتش ( 88 صفحة ) و الذي صدر أمس الأول ويوثق لأحداث في مسيرة قوات الدعم السريع خلال عامين من إنشائها (الصيف الحاسم 2014- الصيف الحاسم2015) إتهم فيها تلك القوات بإرتكاب أعمال قتل وحرق للقرى وإغتصاب وجرائم ترقى لجرائم ضد الإنسانية و طالب التقرير الحكومة بنزع سلاح تلك القوات ، والتحقيق في تلك المزاعم. نفت الحكومة صحة ما جاء في تقرير المنظمة. وقال الناطق الرسمي و وزير الاعلام د.احمد بلال عثمان : "ان هيومان رايتس ووتش ليست ذات مصداقية ودأبت على تشويه سمعة السودان كلما سُعى لتحقيق شيء ايجابي ، خاصة بدارفور. ودعا بلال مسوؤلي المنظمة الى الحضور الى السودان واجراء مقابلات حيّة مع أي شخص يريدون، إذا كانوا حريصين على إجراء تحقيق عادل ونزيه" ، على حد تعبيره. و الحكومة لم تقول إنها تنظر للأمر بجدية وستعى لتحقيق نزيه في تلك المزاعم ، وهيومن رايتس منظمة معروف طرقها في التوثيق و نشر تقاريرها : عن إنتهاكات الكيان الصهيوني في غزة - وعن حكومة السيسي في أحداث رابعة ضد الأخوان - وحتى عن القوات الأمريكية . وقالت المنظمة إنها إستمعت لإفادات 151 من الشهود والضحايا في ذلك التقرير منهم خمسة أفراد من القوات الحكومية بعد إنشقاقهم و إنضمام بعضهم لقوات عبد الواحد نور ، بعض الإفادات أخذت في تشاد ، وبعضها داخل السودان وأخذت تلك الإفادات حتى يوليو الماضي . نورد هنا بعض تلك المزاعم التي حدثت في مدينة "قولو " من خلال 23 شاهداً عند أجتياحها من قبل قوات الدعم السريع في 24 ، 25 يناير2015 والتي جلست فيها تلك القوات لثلاث أسابيع ، رغم إن التقرير أكد إنها "قولو" كانت تحت سيطرت القوات الحكومة من عام تقريباً وتوجد بها حامية عسكرية :- 1- حسن، وهو مدرس يبلغ من العمر 26 عاما يعيش في قرية دايا ، بين قولو وروكيرو، ووصف كيف تم تعذيبه وإغتصاب وقتل شقيقاته الثلاث: "كنت في المدرسة في قرية مجاورة في صباح يوم الهجوم. ... حضرت إثنان من طائرات الأنتنوف في وقت مبكر من ذاك الصباح وبدأت في القصف. ... ركضت من المدرسة إلى منزلي وجدت الجنجويد. قد قبضوا على شقيقاتي الثالث وتعرضت جدتي لضرب مبرح ، قاموا بتفيتشي وأخذوا بطاقتي الشخصية . ثم ربطوا يدّي وراء ظهري. أحضروا زجاجة بيبسي ودفنوها حتى النصف في الأرض وأجبروني بالجلوس عليها دخلت تلك الزجاجة حتى نصفها في مؤخرتي (فتحة الشرج ). كأنوا يسألوني ما إذا كنت من المتمردين ، لم أقل نعم وقلت لهم لست متمرداً قاموا بركل الزجاجة من تحتي وكسرها ووقعت على ذلك الزجاج المكسور وسبب ذلك لي جروحاً. لم أستطيع بعدها السيطرة على التبرّز... لقد قاموا بإغتصاب شقيقاتي الثلاث أخذوا الواحدة تلو الأخرى إلي كوخ مجاور للمنزل. وبعد إغتصابهن أحرقوهن أحياءاً .كنت أسمع صراخهن. و أرى النار ". 2- - مأساة مستشفى قولو افادات كثيرة ناخذ منها :- أ- صلاح مزارع و أب لثلاث أطفال عمره32 سنة :- "يوم الجمعة 23 يناير(ذكرت في التقريرربما خطأ فبراير) الماضي طلبت منا قوات الجيش في الحامية من السكان المدنين الإحتماء داخل المستشفى لأن الدعم السريع قادم لقتال المتمردين في المناطق المجاورة ، في اليوم التالي عند الثامنة صباحاً حضر الجنجويد إلي المستشفى وضربوني وفصلوا الرجال عن النساء ، وعندما إعترضت الشرطة العسكرية التي تحرس المستشفى قتلوا ثلاث منهم ولاذ بقية أفراد الشرطة بالفرار ، قاموا بأخذ النساء للخارج وبدؤوا في إغتصابهن ، أي شخص يعترض على ذلك كان يتم قتله على الفور ، بعض النساء كان يتم إغتصابهن في الداخل وأمام الجميع ، كانوا يحضرون بالكشافات في المساء ويأخذون النساء لإغتصابهن في الخارج شهدت حالات قتل داخل المستشفى لإناس إعترضوا على الإغتصاب ، ذكر منها فتاة (ذكر اسمها كاملاً ) رفضت إغتصابها فتم قتلها ، ورجل (اسمه موجود) رفض إغتصاب إبنته فتمت تصفيته ، لقد شاهد حوالي 60 أمراة تم إغتصابهن ، بعد ثلاث أيام تمكنت من الهرب خارج المستشفى ، التقيت بإسرتي وزوجتي بعد إسبوعين في قرية باوري ، أخبرتني زوجتي إنها كانت ضمن النسوة اللاتي تم إغتصابهن ، رجعت "لقولو" عابراً لأرى ماذا حل بمنزلي ، وجدته قد نهب تماماً ." ب- رفيدة 42 سنة أم وعاملة في مستشفى قولو تحدثت من مخيم قرب نيرتتي : " صبيحة يوم 24(يناير) الماضي كنا نجلس في المنزل عندما بدأ هجوم الحكومة و الجنجويد علينا قاموا بضربنا . بحثنا عن مكان آمن للإحتماء و كان الرصاص يتطاير من حولنا والقصف على أشده. ركضنا بإتجاه لمستشفى. وكنت أرى الناس في الطريق يُضربون وتٌطلق النار عليهم ... وصلت للمستشفى و حضر الجنود إلي هناك . قاموا بفصل الرجال عن النساء. ثم إغتصبوا النساء وطلبوا من الرجال حمل الحجارة من مكان لآخر كنوع من التعذيب. ... تم إغتصاب بعض النساء في المستشفى. ... رأيت سبع حالات إغتصاب بأم عيني. ... شاهدت في المستشفى 37 جريحاً ... أحد عشر قتلوا في يوم الهجوم. ... اعترفت لي أو شاهدت سبعة وخمسون نسوة تعرضن للاغتصاب. لقد تحدثت إلى بعضهم في المستشفى والآخرين بعد أن غادرت وهربنا إلى "مخيم النازحين" في نيرتيتي. ... لقد ساعدت بعض النسوة في طريق على تنظيفهن. ولكن لم يكن لدي الدواء. لم يكن لمعنا مرافق. الآن [النازحين] ليس لهم ما يأكلون. سوف يموت الكثير منهم هنا " . 3 -تسنيم، وهي امرأة تبلغ من العمر 38 عاما من قرية صغيرة خارج "قولو"، كانت في طريقها إلى السوق قولو صباح يوم 24 فبراير مع مجموعة من سبعة عشر نسوة أخريات عند عندما هجم عليهم الجنود والميليشيات: "لقد فوجئنا بالقوات الحكومية. لقد جاءوا مع العرب الجنجويد ... نهبوا ممتلكاتنا. و أخذوا ماشيتنا. ضربوا الرجال. ثم اغتصبونا، تم أغتصابنا في شكل مجموعة. بعضنا إغتصبن بواسطة 8 أو 10 من الرجال. ... تعرضنا جميعاً (السبعة عشر ) للاغتصاب.. حتى الفتيات القاصرات تعرضن ايضاً للإغتصاب . ... بعد تعرضنا لذلك للاغتصاب البعض منا ركض إلى المستشفى. حتى في المستشفى جاء بعض الجنود واغتصبوا النساء. تم اغتصاب بعضهن ... في العراء أمام الجميع. تم اغتصاب البعض في غرف المستشفى. تم اغتصاب أكثر من 150من النساء . ... شاهد هناك رجلا تعرض للاغتصاب. ... رأيت ثلاثة أشخاص قتلوا في المستشفى. أمام أعيننا. هناك أمراة أطلقوا عليها النار لأنها رفضت أن تغتصب. ... لقد قضينا 20 ليلة في ذلك المستشفى." 4- - نور الهدى فتاة عمرها 24 عام " لقد قتلوا والدي. ... كان والدي يدافع عنّا حتى لا يتم إغتصابنا وتعرض للضرب حتى الموت. ... بعد أن قتلوا والدي قامو بإغتصابنا أنا . ومعي أثنين من شقيقاتي . ... بعد أن تم اغتصابنا سرقوا منّا كل شيء. قضينا هناك ليلة واحدة ثم هربنا إلى نيرتيتي. ... وفي الطريق [لنيرتيتي] قضينا يومين في أحد القرى. ... نحن الآن فقدنا كل شيء. نحن نتسول من أجل البقاء." * لماذا أخذنا "قولو" تحديداً لأنها كنموذج يسهل التحقق من المزاعم فيها لأنها لم تكن بيد المتمردين لحظة دخول قوات الدعم السريع لها كما وإن التقرير ذكر اسماء قادة عسكرياً في الحامية ، وكثير من الشهادات التي يمكن التحقق منها في المدينة . * تجد الإشارة لأن هناك خلط في بعض تواريخ الأحداث كتبت 24فبراير وقصد منها 24يناير . رابط تقرير هيومن رايتس وتش https://www.hrw.org/report/2015/09/0...s-darfur-sudan