يحاصر صحافيون ومصورون المبنى الرئيسي لمجموعةفولكسفاغن، التي تشكل عصب حياة مدينة فولفسبورغ في شمال المانيا. والى جانب هؤلاء حضرت منظمة غرينبيس المدافعة عن البيئة للمطالبة بوقف الكذب في الأمور المتعلقة بالبيئة وخاصة في صناعة السيارات. العرب فولسفبورغ (ألمانيا) – اتسعت تداعيات فضيحة تزوير اختبارات انبعاثات التلوث في محركات الديزل لشركة فولكسفاغن، لتتخذ أبعادا عالمية، حيث سارعت معظم دول العالم لإجراء اختبارات على سيارات الشركة وامتدت الاختبارات إلى جميع أنواع السيارات. في هذه الأثناء التقطت أسهم شركة فولكسفاغن أنفاسها مع قرب اختيار الشركة لرئيس جديد بعد إقالة مارتن فيتركورن، حيث ارتفعت بشكل طفيف بعد أن خسرت أسهم الشركة نحو 30 بالمئة من قيمتها منذ تفجر الفضيحة. وتأمل المجموعة الذي خسر سهمها عن 20 مليار يورو من قيمة أسهمها في البورصة، في انطلاقة جديدة. وفي اطار ردود الفعل، اعلنت الشرطة النروجية الجمعة انها فتحت تحقيقا لتحديد ما اذا كانت المجموعة الالمانية باعت في النروج سيارات مزودة بمحركات مغشوشة. وامتدت الدعوات لإجراء اختبارات الى جميع دول الاتحاد الأوروبي وكبرى الدول الآسيوية. واعترفت المجموعة خلال الاسبوع الجاري بأن حوالى 11 مليون سيارة في العالم مزودة ببرنامج معلوماتي يهدف الى تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث وتمرير سيارات اكثر ملاءمة للبيئة مما هي فعليا. وتشعر المانيا بأكملها بقلق على سمعتها الدولية. وكتب الخبير الاقتصادي مارسيل فراتشر رئيس المعهد الالماني للاقتصاد ان "الثقة في المنتجات الالمانية التي اكتسبت خلال عقود يمكن ان تنهار خلال ايام". وأعلن فيتركورن الذي كانت وسائل الاعلام الالمانية تصفه بانه "سيد النوعية" استقالته يوم الاربعاء وتحمل كامل المسؤولية عن الفضيحة مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يكن يعرف شيئا عن الامر. لكن ناطقا باسم شركة بورشه القابضة المساهمة الكبرى في فولكسفاغن قال إن فيتركورن سيبقى رئيسا لها. وتؤكد وسائل اعلام المانية عدة ان ماتياس مولر (62 عاما) الرئيس الحالي لماركة بورشي هو الذي سيتولى المجموعة خلفا لفينتركورن. ويتمتع مولر باحترام كبير في المجموعة التي يقود فرع بورشه فيها منذ 2010. ويفترض ان يقوم الرئيس الجديد وادارته المعدلة بمعالجة العواقب التجارية والقضائية التي يصعب تقدير حجمها حاليا، لهذه المسألة. وكانت فولكسفاغن ضخت في حساباتها 6.5 مليارات يورو لكنها تواجه في الولاياتالمتحدة وحدها غرامات قد تصل الى 18 مليار دولار، حيث تواجه عدة دعاوى جماعية. وعلى الورق، كانت 2015 واحدة من افضل السنوات لفولكسفاغن المجموعة العملاقة التي تملك 12 ماركة واطاحت مؤخرا المجموعة اليابانية تويوتا من المرتبة الاولى عالميا في مبيعات السيارات. والى جانب ادارة الازمة، سيكون على الرئيس الجديد لفولكسفاغن مراجعة استراتيجية مجموعة عملاقة باعت عشرة ملايين سيارة في 2014 ويبلغ رقم اعمالها 202 مليار يورو وتوظف 590 الف شخص، لكنها تدار بشكل مركزي حتى الآن. وفي عهد فينتركورن كانت المجموعة تعمل تحت شعار "واحد يقرر وألاخرون يتبعونه"، كما ذكرت الصحيفة الالمانية هاندلسبلات. وفي الصين رأس حربة نمو المجموعة، تراجعت مبيعات فولكسفاغن بنسبة 5.9 بالمئة منذ بداية العام، بينما لم تحقق المجموعة طموحاتها فعليا في الولاياتالمتحدة. كل هذا الى جانب غياب السيارة ذات الكلفة الرخيصة في المجموعة والتأخر في انتاج السيارات الكهربائية. وكان فينتركورن الذي يواجه انتقادات حادة وسيحصل على مبلغ قد يصل الى ستين مليون يورو بين التقاعد وتعويضات الاستقالة، ينوي اعادة تنظيم المجموعة لجعل القرارات غير مركزية. وباتت هذه المهمة تقع على عاتق شخص آخر.