بعد سنوات من إهمال مصر لعمقها الإفريقي، اتفق رئيس الوزراء المصري عصام شرف في ختام زيارته للعاصمة الأوغندية كمبالا مساء أمس الأول، مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، على تنفيذ عدة مشروعات مشتركة للتعاون في مجال النقل والسكك الحديدية، من خلال ربط مصر وأوغندا مرورا بجوبا عاصمة جنوب السودان، وصولا إلى جنوب إفريقيا، على أن يتم تنفيذ المشروع خلال عام. كما تم الاتفاق خلال الزيارة، التي تضم أيضا إثيوبيا، على أن تقدم مصر عددا من المنح الدراسية للطلاب الأوغنديين في الجامعات المصرية والاستفادة من مدينة زويل العلمية التي سيتم إعلانها الأسبوع المقبل، وستقدم خدماتها البحثية والعلمية للقارة الإفريقية. وأكد شرف في مؤتمر صحافي مع نظيره الإثيوبي ميليس زيناوي عقب مباحثاتهما في أديس أبابا أمس، 'ضرورة عدم الانسياق إلى المحاولات الرامية إلى توسيع الخلافات والمشاكل بين مصر وإثيوبيا، خاصة في ما يتعلق بملف المياه'، ونوه بقرار زيناوي تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية التعاونية لدول حوض النيل وتشكيل لجنة مشتركة من خبراء مصر وإثيوبيا والسودان وآخرين من الخبراء الدوليين لدراسة سد الألفية المزمع إقامته على النيل الأزرق. وفي سياق آخر، أكد شرف أن الاستثمار نقطة الانطلاق التي من شأنها أن تدفع بمصر إلى الأمام، وأن مصر في طريقها إلى الخروج من عنق الزجاجة في أقل من عام، مشيرا إلى توقعات التقارير العالمية التي أكدت أن مصر ستصل إلى قائمة الدول المتقدمة بحلول عام 2030. وقال شرف في لقاء مسجل مع الداعية الإسلامي عمرو خالد بثه التلفزيون المصري مساء أمس الأول: 'دورنا الآن هو الخروج بمصر من عنق الزجاجة في أقرب وقت ممكن لتسليم الراية لمن سيقع عليه اختيار الشعب في الانتخابات المقبلة ونحن مطمئنون'، مشيرا إلى أن المؤشرات تدل على أن حجم الاستثمارات الخارجية في مصر سيرتفع بمعدل غير مسبوق في أقل من عام واحد، وأن الجولة التي قام بها في دول الخليج عززت قوة العلاقات المصرية-الخليجية، وخلقت حالة من التفهم الشديد من قيادات تلك الدول لضرورة استعادة مصر دورها الرائد والقيادي في العالم العربي، والرغبة في التعاون مع مصر فور تخطيها مرحلة الأزمة.