كشف مسؤولون إن زعماء شمال السودان وجنوبه اتفقوا أمس، على مواصلة المحادثات بشأن الخلافات بين الجانبين بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو ،وهو اتفاق من شأنه ان يخيب أمل الدبلوماسيين الذين كانوا يأملون في حل سريع. ولم يتفق الجانبان حتى الان على موضوعات من بينها وضع حدودهما المشتركة والايرادات النفطية أنهت قمة إيقاد التي انعقدت بالعاصمة الأثيوبية أعمالها أمس، وأصدرت بيانها الختامي، ورحبت القمة بالتوقيع على الاتفاق الإطاري بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بأديس أبابا، وأكدت تقديرها للجهود الأثيوبية في هذا الصدد. وهنأت القمة الرئيس عمر البشير، ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، على التزامهما باتفاق السلام الشامل، فضلاً عن اتفاقهما على توقيع اتفاق إطاري يتعلق بالمضي قدماً في معالجة القضايا العالقة بعد التاسع من يوليو؛ موعد انفصال الجنوب عن الشمال. كما رحبت القمة بنشر القوات الأثيوبية في أبيي، وأكدت اهتمامها بضرورة معالجة القضايا الخمس العالقة بين الطرفين، ووافقت على استضافة الخرطوم للقمة رقم 19 في نوفمبر المقبل.وركز الرئيس البشير، في خطابه أمام القمة، على تنفيذ اتفاقية السلام في المرحلة السابقة، وأبدى استعداد الخرطوم لدعم حكومة الجنوب في كل المجالات، وقال: إن العلاقة بين الشمال والجنوب ستكون سلمية، وتبادل للمنافع المشتركة، منوهاً إلى أن القضايا العالقة يمكن أن تحل. وحول الاتفاق بشأن منطقة أبيي رحب رئيس الجمهورية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الشريكين في أديس أبابا، واعتبر ما حدث في جنوب كردفان خروجاً على القانون ويحتاج إلى محاسبة الذين قاموا بهذه الأعمال. وأكد البشير أنه يمكن تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الخاصة بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان من خلال تنفيذ البروتوكول الأمني الذي يحدد كيفية استيعاب هذه القوات حسب قانون القوات المسلحة، وقال إن السودان يسعى لاستضافة وحدة الوساطة الجديدة وهي وحدة جديدة تتعلق بمعالجة المشكلات التي تنشأ داخل القارة الأفريقية، وأكد ضرورة حل المشكلات داخل البيت الأفريقي. وخاطب الجلسة الافتتاحية رئيس وزراء أثيوبيا مليس زيناوي مرحباً بالمشاركين من الرؤساء. واستعرض زيناوي الموضوعات التي سيتم بحثها في أعمال القمة وأبرزها تطورات الأوضاع في السودان خاصة فيما يتعلق بمسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل إلى جانب الأوضاع في الصومال والتطورات في أريتريا. من جهته دعا الرئيس الكيني مواي كيباكي بوصفه رئيس اللجنة الفرعية لإيقاد حول السودان طرفي اتفاق السلام إلى مزيد من التعاون حتى تشهد المنطقة استقراراً وسلاماً شاملاً باعتبار أن ما يحدث هناك يلقي بظلاله على دول المنطقة. وشدد كيباكي على دعم بلاده لكل ما من شأنه أن يحقق السلام والاستقرار في السودان شماله وجنوبه. من جانبه هنأ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة هايلي منقريوس الشريكين بما توصلا إليه من اتفاق في أديس أبابا أخيراً، ودعا لمواصلة الحوار فيما تبقى من قضايا عالقة بالروح السابقة نفسها، وأعرب عن ثقته في تمكن الأطراف السودانية من مواجهة هذه القضايا وحلها بكل شجاعة. وقال رئيس مفوضية التقييم والتقدير ديريك بلمبلي إن انعقاد قمة إيقاد جاء في لحظة تاريخية مهمة على صعيد اتفاقية السلام، قائلاً إنه وبالرغم مما تم من إنجاز إلا أن هناك الكثير الذي يتطلب التعاون بين الطرفين، ووصف ما توصل إليه بين «الوطني والشعبية» حول أبيي بالاتفاق المرضي، داعياً إلى حل نهائي لهذه القضية. وبشأن جنوب كردفان دعا رئيس مفوضية التقييم والتقدير إلى مزيد من الحوار لوضع حل لهذا النزاع، وأكد دعم المجتمع الدولي لعملية الحوار المستمر بغرض الوصول إلى حلول دائمة للقضايا العالقة. ويشارك في القمة، الى جانب الرئيس البشير، رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت، والرئيس الكيني مواي كيباكي، ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، والرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، ورئيس جيبوتي اسماعيل عمر جيله، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. الى ذلك عاد الى البلاد أمس الرئيس البشير بعد انتهاء القمة