للمرة الأولى في الكويت، وفي مقر سلطة تشريعي في منطقة الخليج، تبادل نواب مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) اللكمات والضرب بواسطة العقال خلال جلسة كانت مخصّصة لمناقشة قضية المعتقلين في غوانتانامو. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، شهد مجلس الأمة عراكاً بالأيدي وضرب بالعقل والعكاز في شجار، طغى عليه النَفَس الطائفي. وبدأت فصول المعركة عندما تحدث النائب حسين القلاف متهما سجناء غوانتانامو بالإرهابيين وأن هناك من يرعاهم من التكفيريين والإرهابيين في البلاد، في إشارة استفزت بعض النواب من التيار السلفي، ومنهم النواب محمد هايف وفلاح الصواغ ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش، الذين احتجوا مطالبين بإغلاق الميكروفون عن القلاف، حتى تعالت الأصوات، فتوجه عدد من النواب إلى القلاف وحدث بينهم جدال حاد وتدافع وتبادل للكمات والضرب، تدخل على إثرها حرس المجلس لفض المشاجرة التي ما لبثت أن عادت مرة أخرى في القاعة المجاورة. وتعرض النائب عدنان المطوع لضربة تحت العين مباشرة وتم إخراجه من القاعة وإسعافه، كما تعرض النائب سالم النملان لأربع جروح في الوجه والرقبة، فيما سقط عدد من النواب أثناء تدافعهم وتفريقهم للمشاجرة. وأبدى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أسفه لما حصل، مؤكداً أن التصرف الذي «حدث مشين ولا يمثلنا». وقرر رئيس البرلمان الكويتي رفع الجلسة حتى 31 الجاري، وقال إنه «تمت إحالة الأمر إلى مكتب المجلس لدراسته واتخاذ الإجراء اللازم». كما شدّد على أنه سيعمل على تصفية النفوس بين النواب الزملاء لضمان عدم تكرار ماحدث، قائلاً «آلمني ماحصل اليوم، وثقتي كبيرة في زملائي لتجاوز ذلك، وأن نتعظ بماحصل قبل الجلسة المقبلة، ونعالج اختلافنا بالحكمة واحترام الآراء». وفي تعليقه على حادثة الضرب حمّل النائب جمعان الحربش من أسماه «صاحب القرار في البلد» مسؤولية ماحدث، وقال: «أقول لصاحب القرار أنتم من أوصلتم البلد لهذا الوضع، من خلال دعمكم لهذا التيار، ولن نقبل بعد اليوم أن يسيء أحد لنا». دعوة للتهدئة في هذه الأجواء، طالب النائب روضان الروضان أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح بتفعيل المادة 106 وتعليق جلسات المجلس لمدة شهر حتى «تهدأ النفوس»، على حد تعبيره، معتبرا ما حدث «رسالة سيئة أوصلها البرلمان الكويتي عن الديمقراطية، وقال «ان ما حدث اليوم أمر غريب علينا في الكويت ولم نكن نرغب أن يصل المجلس إلى هذه المشادة، ولكن يبدو أن الأمر ردة فعل سريعة؟.. كان المفروض أن تكون حالات الانفعال موزونة، لأن ما حدث أمر غريب على مجتمعنا». وفي السياق، أعرب النائب علي العمير عن أسفه لما حدث في جلسة مجلس الأمة «من سلوك غريب على المؤسسة البرلمانية»، داعيا حكماء المجلس الى المسارعة لجمع الأطراف، ولم الشمل ومحاولة احتواء ماحدث ومحاصرة آثاره، من أجل جمع اللحمة الوطنية، وقال ان المجلس يمر بوقت حرج ويحتاج الى الاستفادة من كل دقيقة فيه، لبحث ودراسة ما ينفع الناس ويحقق آمالهم وتطلعاتهم. بدوره، أكد النائب د. حسن جوهر إن ما شهدته قاعة المجلس حدث مؤسف، معرباً عن أمله في تجاوز هذا الحدث وأن نساهم جميعاً كل من موقعه في إعادة تهدئة الأمور، وأضاف أن «أملنا كبير بألا يسمح الشارع الكويتي بكل فئاته وأطيافه بأن يجره أحد إلى مزيد من الاختطاف والتعابير المشينة بين بعضنا البعض».