الخرطوم: قال متخصص في الجماعات الجهادية، إن صلب تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأحد عناصره السودانية في ليبيا، يعد حالة نادرة من واقع «كسب» السودانيين في التنظيم، وأكد أن الذين التحقوا بداعش أكبر بكثير من احصاءات وزارة الداخلية. وتداولت مواقع إلكترونية ليبية أن تنظيم «داعش» في ليبيا صلب سودانياً، في أواخر أكتوبر الماضي، حاول الفرار وقبض عليه عند مدخل سرت الشرقي، ومعه رواتبه التي تقاضاها طيلة التحاقه بالتنظيم، وتبلغ قيمتها «10» آلاف دولار، وكان الهارب اصطدم بحاجز لداعش عند مدخل المدينة الشرقي، ليعتقله رجال التنظيم ويحيلوه إلى المحكمة الشرعية التي قضت بصلبه.وقالت مصادر محلية في مدينة سرت ل«بوابة الوسط» الليبية، إن عملية الصلب تمت في إحدى ضواحي شرق سرت، مضيفة أن المحكمة الشرعية حكمت أيضاً بصلب اثنين من عناصره يحملون الجنسية السورية، من دون الإشارة إلى تاريخ الصلب أو التهمة الموجهة إليهما. وقال المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين، إن الحادثة تعد نادرة لكون أن السودانيين المنتمين لداعش نادراً ما يتعرضون لعقوبات مشابهة نسبة لتجربة التنظيم الناجحة معهم، حيث أنه لم يسبق أن تمت إدانة أي سوداني بالتآمر أو التخابر ضد «داعش»، وأوضح الأمين ل «سودان تربيون» أن عقوبات الصلب أوالشنق التي تصدرها محاكم داعش الشرعية، دائماً ما تكون لجرائم كبيرة متعلقة بالخيانة أو التخاذل. وحول عدم إبلاغ «داعش» ذوي العنصر السوداني الذي تم صلبه قال الأمين إن «داعش» في حالة ارتكاب أحد منسوبيها للخيانة يحاول التكتم وعدم إبلاغ ذوي الضحية، على عكس الإجراءات التي يتخذها حال «استشهاد» أي عضو في إحدى عملياته. وأبلغ تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع ذوي طالب جامعي يدرس الطب بجامعة أم درمان الإسلامية، بمصرعه على الحدود السودانية - الليبية، أثناء محاولته الالتحاق بالتنظيم في ليبيا، وأكد الهادي أن السوداني المصلوب ربما كان على علاقة بعمل مخابراتي لصالح ليبيا أو مصر، وأشار إلى أن «داعش» لم يحدث أن أدانت سودانياً بالخيانة، قبل أن يعتبر الحادثة شبيهة بحادثة السوداني جمال الصدر، قبل نحو 20 عاماً، وأوضح أن الصدر كان مقرباً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالسودان قبل أن يفر بأمواله إلى اريتريا ومنها إلى الولاياتالمتحدة حيث يعيش هناك مع ابنائه تحت رعاية برنامج حماية الشهود، وذلك بعد أن استفادت منه المخابرات الأمريكية كشاهد ملك، واعتبر الهادي محمد الأمين الاحصاءات التي أعلنتها وزارة الداخلية في أكتوبر الماضي بشأن التحاق«70» سودانياً بداعش في سوريا وليبيا، «لا تعدو أن تكون سوى الجزء العلوي من جبل الجليد»، وأبان أن عدد السودانيين في التنظيم، سوى الذين هاجروا إليه من السودان أو التحقوا به من بلدان أخرى، أكبر بكثير من الأرقام الرسمية، منوهاً إلى أن عدد طلاب جامعة العلوم الطبية الملتحقين بداعش لوحدهم تجاوز الستين طالباً وطالبة، عبر «4» دفعات. وغادرت 4 فتيات سودانيات في 30 أغسطس الماضي بينهن توأم، للالتحاق بداعش، كما غادر «18» طالباً الى تركيا للانضمام إلى التنظيم بينهم ابنة مسؤول رفيع في الخارجية، وفي مارس الماضي توجه «9» طلاب سودانيين يحملون جوازات بريطانية، ويدرسون بجامعة العلوم الطبية الى سوريا عبر تركيا للعمل بمستشفيات في مناطق خاضعة ل «داعش» وأفاد الأمين أن السودانيين في «داعش» يعتبرون من أكثر الجنسيات الفاعلة في التخطيط ويديرون مواقع حساسة، ويعتمد التنظيم على استقطاب العناصر الصلبة من السودان، وقال إن التنظيم حريص على عدم تنفيذ أية عمليات في السودان الذي يعده «دولة نصرة» لا يريد خسارتها. وأوقفت السلطات خلال الشهرين الماضيين عدداً من رجال الدين الذين يديرون معاهد دينية بعد تزايد تفويج الطلاب والشباب السودانيين إلى تنظيم الدولة الإسلامية بكل من سوريا وليبيا. وفي أغسطس الماضي لقي «عبد الإله» نجل الرئيس العام السابق لجماعة أنصار السنة الراحل أبو زيد محمد حمزة حتفه في مواجهات مسلحة وقعت بسرت الليبية، معقل تنظيم «داعش»، وقبلها بأسبوع فجر سودانياً يكنى ب «أبو جعفر السوداني» نفسه بسيارة في درنة الليبية، ما أدى إلى مقتل «9» أشخاص. وفي يونيو الماضي نعى تنظيم الدولة الإسلامية، سودانياً كنيته «أبو الفداء السوداني»، وقال إنه «استشهد» في الرقة السورية، كما قتل الطالب السوداني مصطفى عثمان فقيري المنتمي لتنظيم «داعش»، في يوليو المنصرم، عندما فجر نفسه بعبوة ناسفة في الرقة بسوريا.