كشفت تصريحات لوزراء الطاقة في روسياوإيرانوفنزويلا أمس أن الدول الثلاث باتت يائسة من إمكانية تغيير سياسة منظمة أوبك، خلال اجتماعها نصف السنوي في العاصمة النمساوية في الرابع من ديسمبر المقبل. العرب طهران – قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن أفضل سبيل لمعالجة الاختلال في سوق النفط العالمية هو ترك العرض والطلب يتوازنان في الأمد الطويل. ويأتي هذا الموقف الجديد مطابقا لموقف كبار منتجي منظمة أوبك، ويشير إلى قبول روسيا بالأمر الواقع. وأقر الوزير بأن "وضع السوق اليوم صعب للغاية وأن العرض يفوق الطلب"، لكنه قال إن "أفضل السبل الممكنة وأكثرها كفاءة لتحقيق توازن السوق الذي سيعود بالنفع على الأمد الطويل هو ترك العرض والطلب يتوازنان باستخدام أدوات السوق". وأكد أن "كميات الإنتاج لا تنمو اليوم بالمعدل المعتاد، بل يمكن ملاحظة انخفاض في كميات الإنتاج... وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن توازن السوق نفسها". وقال نوفاك على هامش قمة منتدى البلدان المصدرة للغاز في العاصمة الإيرانيةطهران، إنه يتوقع أن يعقد الاجتماع القادم لخبراء من منظمة أوبك ومن المنتجين من خارجها في منتصف شهر ديسمبر المقبل، أي بعد نحو 10 أيام على الاجتماع نصف السنوي للدول الأعضاء في أوبك. في هذه الأثناء قال وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنغنه أمس إنه لا يتوقع أي تغيير في سياسة أوبك خلال الاجتماع، ليعيبر أيضا عن رضوخ إيران للأمر الواقع بعد أن طالبت مرارا في السابق بخفض إنتاج المنظمة لدعم الأسعار. وأجاب على سؤال عما إذا كانت أوبك ستبقي على استراتيجيتها خلال اجتماع الرابع من ديسمبر المقبل بقوله "لا أتوقع أي اتفاق جديد". وأضاف أن أوبك بحاجة أيضا إلى التعامل والتأقلم مع عودة الإنتاج النفطي الإيراني في إطار سقف الإنتاج الحالي. وأضاف على هامش اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز، أن "منظمة أوبك تنتج أكثر من السقف الذي حددته... وقد طلبت من المنظمة خفض الإنتاج واحترام السقف، ولكن هذا لا يعني ألا ننتج أكثر لأن العودة إلى السوق من حقنا وكذلك الحفاظ على حقوقنا وحصتنا في السوق". أما فنزويلا، التي تعاني بشدة من انخفاض أسعار النفط، فقد أكد وزير النفط إيولوخيو ديل بينو أمس أن أوبك لا يمكن أن تسمح بحرب أسعار، وأن على المنظمة أن تتحرك لإعادة الاستقرار إلى سوق النفط الخام قريبا. وقال على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز في طهران إن "على منظمة أوبك أن تفعل شيئا قريبا جدا... لا نتفق مع الرأي القائل بأن السوق ستملي بطريقة ما سعر النفط الخام. لا نتفق مع الموقف السعودي". وأضاف أن "إيران تعلن أن إنتاجها سيزيد فور رفع العقوبات وينبغي أن نقوم بشيء ما. لا يمكننا في أوبك أن نسمح بالدخول في حرب أسعار. نحن بحاجة إلى جلب الاستقرار إلى السوق". وعندما سئل إلى أي مدى قد تنخفض أسعار النفط خلال العام المقبل، قال إنه "ما لم تغير أوبك سياستها فإن الأسعار ستنخفض إلى ما بين 20 إلى 30 دولارا". واستبعد أن تحضر روسيا الاجتماع غير الرسمي لأوبك في الثالث من ديسمبر، قبل يوم من انعقاد الاجتماع الرسمي. وقال إن فنزويلا سبق أن قدمت في فيينا في 21 أكتوبر الماضي، مقترحا بخصوص سعر لتحقيق التوازن في السوق، وأعاد التأكيد على أن السعر الذي يسمح باستمرار الاستثمار في المستقبل لتعويض أثر التراجع الطبيعي في الإنتاج ينبغي أن يكون عند مستوى 88 دولارا. وقال إن أسعار النفط المنخفضة ستؤثر على الاستثمارات في المستقبل وهو ما قد يعني عدم تلبية نمو الطلب على النفط مما سيعني طفرة كبيرة في الأسعار. وأضاف "لا نريد مثل هذا النمط من دورة تراجع الأسعار وارتفاعها... فهي ضارة بالمستهلكين والمنتجين على السواء... نحتاج إلى أن نرسل بإشارة استقرار إلى السوق وإشارة الاستقرار تلك ليست ما نقوم به حاليا. نحن ندمر سعر النفط الخام. المضاربة هي المسيطرة على السوق". ويجمع المحللون على استبعاد أن تغير منظمة أوبك من سياستها، لعدم واقعية خفض الإنتاج. ويقولون إن ذلك سيؤدي فقط إلى فقدان منتجي أوبك لجانب من حصصهم في السوق، وأن منتجين آخرين سيقفزون ليملأ الفراغ. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الأسبوع الماضي إنه ليس نادما على قرار أوبك في العام الماضي بعدم خفض سقف الإنتاج وأنه واثق من أن القرار كان سليما وأن السوق ستستعيد توازنها، وهو موقف مطابق لموقف السعودية.