لا يمكن أن يستورد زيد أو عبيد لمبات كهرباء من الصين،ويفاجأ بعد وصول الحاوية إلي بورتسودان أن البضاعة موبايلات،أو شعيرية واكسسوارات،هذا مستحيل . وسبب الإستحالة أن إجراءات الإستيراد ليست بين المورد والمصدر فقط،بل تدخل فيها بنوك وأموال تم تحويلها،ولا بد للجهات التي تدفع الأموال أن تتأكد من نوع البضاعة المشحونة وما إذا كانت تطابق الأوراق التي اعتمدت لديهم. وتدخل في عمليات الإستيراد والتصدير هيئات حكومية مثل الجمارك والمواصفات والموانئ والضرائب وهلم جرا. وأصحاب السفن من ضمن إلتزاماتهم أن يتأكدوا من أنواع البضاعة علي متن سفنهم،طالما كانوا ينقلونها بالتزامات محددة،وعقود فيها غرامات واشتراطات. عليه فإن حكاية بواخر المخدرات التي تشحن من لبنان،ثم تأتي لبورتسودان فيها(إنّة). وكون أن المورد لا يعلم ما بالحاوية التي بداخلها 2 مليون قرص مخدرات أو كم ألف كيلو من الهيروين،فإن(الشافع)في الروضة سيضحك علي حكاية فلانة كانت لا تعلم. ولا بد أن أصحاب المخدرات،قد استلموا نقودهم مقدماً قبل إدخالها للحاوية المذكورة،ولا بد أنهم لم يدقسوا في المكان،فمثل هذا النوع من التجارة يتميز بالحرص الشديد.أما من الذي دفع القروش..فهو بالقطع طرف سوداني طالما كانت نهاية الرحلة بورتسودان. حاوية المخدرات ظلت في ميناء بورتسودان منذ أغسطس الماضي حسب ما أعلن،ولم يتم الكشف عليها إلا في نوفمبر،أي مكثت 3 شهور،ولماذا مكثت هذه المدة الطويلة،هذا يثير ألف سؤال،ودي حكاية فيها أكثر من (إنة). أما تكرار شحن المخدرات إلي بلادنا وتقييد الجريمة ضد مجهول،ففيها(إنّة) كبيرة،تطال الجهات المسؤولة عن كشف الجرائم. تدير تجارة المخدرات في العالم عصابات دولية،تجني مليارات الأموال منها،ولها مصالح متشابكة مع حكومات،ومنظمات،وتمتلك مليشيات وسفن وطيارات،وكلو بي تمنو. ويدخل في هذه التجارة اللعينة،مجاهدون إسلاميون في أفغانستان خرجت منهم طالبان،وعصابات في أميركا اللاتينية،والسودان علي عهد(الإنقاذ)صارت بلادنا معبراً للمخدرات،وساحة لتجارتها،ومن المعروف أن أساطين الإستيراد إما مؤتمر وطني أو من المؤلفة قلوبهم،وبالتالي فالحزب الحاكم مسؤول عما يحدث ومتواطئ علي الأقل. ربما كانت هذه الصهينة،لشئ في نفس المؤتمر الوطني،فكلما كثر عدد المساطيل،كلما فتر حماس الناس للثورة والتغيير،واكتفوا بنكات المساطيل في الحكومة،يضحكون ويقهقهون ثم يتفرقون. من ضمن النكات الرائجة أن أحد هؤلاء سئل عن وضع السودان الحالي،فقال إنه زير كبير مليان موية،ما تقدر تشيل منها إلا تبقي(كوز). ولا تكتمل النكتة إلا بالرجوع إلي قاموس(كيف تصبح كوزاً)،لمؤلفه(الشيخ كوز بن كباية)،ثم تلبس الشال وتشيل العصاية،ولا بد للكوزة أن تلبس العباية،أنا دستوري نازل في شارع الإسبتالية. [email protected]