اعتقال « قيادات من تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض بقيادة رئيس اللجنة السياسية للحزب الشيوعي صديق يوسف ورئيس اللجنه القانونية يحي الحسين وعضو الهيئة العامة أزهري علي، بجانب محمد ضياء الدين الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، يضع مصداقيه الحكومة بشان إطلاق الحريات على المحك، وبالتأكيد ستنعكس الخطوة سلباً على مجريات الحوار الوطني . ٭ والمعارضة منذ انطلاق الحوار تحرص على وضع ورقة امتحان الحريات أمام الحكومة، تارة لتثبت أن النظام لن يحقق أي نجاح يذكر في ملف الحريات . ٭ الخطوة الاستباقية ما أن تم اعتقال هذه القيادات حتى سارعت المعارضة لإصدار بيان فندت فيه أسباب اعتقال قياداتها، واعتبرت الأمر بأنه خطوة استباقية لوقفة احتجاجية تعتزم المعارضة تنظيمها أمام المحكمه الدستورية بعد غدٍ الأحد، حول الإعتداء على طلاب دارفور بالجامعات، واختتمت المعارضة بيانها بعبارة (استمرار نهج الاعتقالات ومصادرة الحريات يدلل على أن منهج النظام الديكتاتوري لن يتغير) . ٭ اختبار النظام وفي حديث سابق له قال القيادي بتحالف المعارضة صديق يوسف إنهم يختبرون النظام بهكذا تصرفات، ويسعون لكشف حقيقة تضييق الحريات أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي. ٭ وما يدلل على ذلك أن المعارضة غارقة في سبات عميق تجاه مايدور من قضايا وطنية، كمقتل السودانيين بالخارج وغيرها .. والحديث عن انتهاكات لطلاب دارفور بالجامعات على حد زعم المعارضة في هذا التوقيت يضع علامات الاستفهام والتعجب على موقف كل من الحكومة والمعارضة . ٭ تفاصيل ليلة القبض - ويشير تحالف قوى الإجماع الوطني إلى أن الاعتقال لقيادات المعارضة تم في أوقات زمنيه مختلفة امتدت منذ الثالثه ظهراًَ وحتى السابعة مساءً، وبحسب القيادي المعارض البارز المحامي ساطع الحاج، إن المعتقلين تم اقتيادهم من منازلهم عدا محمد ضياء الدين عضوء الهيئة العامة الذي تم اعتقاله من أمام دار حزب (حق) وكشف ساطع عن أسباب الاعتقال وقال إن اعتقال القيادات تم بسبب مذكرة كانت تعتزم المعارضة تقديمها للسفارة السعودية، تطالب خلالها السعودية بوقف أي تمويل مالي لإقامة سدود بالسودان، على خلفية اجتماع تم الأسبوع الماضي بمنزل الزعيم الأزهري للقيادات الأربعة، والذين يمثلون أعضاء لجنة مناهضة السدود وتهجير المواطنين بالتحالف، وقال ساطع في حديث ل « آخر لحظة « إن التحقيق مع المعتقلين ركز على هذه الجزئية دون التطرق لأي قضايا أخرى، مشيراً إلى أنه تم الإفراج عن الممعتقلين في الساعات الأولى من فجر أمس .. وقطع ساطع بأن تحركات المعارضة الأخيرة ليست بسبب أجواء الحوار أو محاولة امتحان النظام في مادة الحريات، وقال هذا النظام معروف عنه أصلاً أنه غير قابل للاعتراف بالآخر ويضيق صدره بالحريات . ٭ رشاش وغبار - المحلل السياسي القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق يتفق مع من يرون أن المعارضة تسعى لإحراج الحكومه التي تتغنى بالحريات وأجواء الحوار الوطني، وقال عبدالرازق ل» آخر لحظة « إن المعارضة تحاول إثارة بعض الغبار حول الحوار، وإحداث ضوضاء ينعكس سلباً على أجواء الحوار المنعقده حالياً، وعلى المتحاورين حكومة ومعارضة، ويرى أن الخطوة قد أصابت جسد الحوار ببعض الرشاش بحسب قوله، مستنكراً أن يمنح النظام هكذا فرصة للمعارضة، وأن كانت لثوانٍ على حد تعبيره، مطالباً الحكومه بالتعامل بقدر عالٍ من الذكاء والصبر، مقللاً من أهمية أفعال المعارضة وتأثيرها، وتساءل عبد الرازق ماذا ستفعل المعارضة؟ وماذا سيحدث لوسافرت جلاء الأزهري أو مريم الصادق للخارج؟ واصفا خطوات المعارضة وتحركاتها بالضوضاء والضجيح، خاصة وأن التحالف حالياً في موقف حرج بعد أن قدم المؤتمر الشعبي مطالب المعارضة من داخل الحوار، وأضاف الأوراق التي قدمها حزبنا من داخل الحوار كشفت مواقف التحالف، واصفاً إياها بأنها لم تكن قائمة على الرشد والعقل، واعتبرها عبدالرازق دعاوى المعارضة السابقة لحكومة انتقالية وغيرها (بالسبوبة) لتعطيل الحوار . ٭ منلوج سياسي - وبالمقابل يرى نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر حوار قاعة الصداقه بأنه مجرد « منلوج سياسي» كونه لم يلتزم بمبدأ إطلاق الحريات والديمقراطية، وقال الدقير إن هذه الانتهاكات الأساسية، تؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه، وانتقد لجنة الحريات بالحوار واصفا إياها بالعاجزة .وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي المحامي، كمال عمر رئيس لجنة الحريات بالحوار أنهم ضد الاعتقالات وأن أي معارض يرتكب أي فعل جنائي يحاسب فيه جنائياً، منبها إلى أن المعارضة أحيانا تتخذ مواقف ووقائع تدخلها في اشكاليات مع الأجهزة الأمنية على حد تعبيره، مضيفاً أن المعارضة أصبحت تحرجنا، مطالباً إياها بأن لاتدعي النضال في قضايا تدفع الأجهزة الأمنية لاعتقالهم، متهماً المعارضة بالالتفاف حول القضايا، مطالبا الحكومه بعدم إحراج المحاورين بهكذا اعتقالات.. والتي تحمل رسائل سالبة، مخاطباً المعارضة بأنه لا خيار لمعالجة الأزمات الوطنية إلا عبر الحوار، مستشهداً بالشعارات التي تبناها حزبه لإسقاط النظام قبل الانخراط في الحوار الوطني الذي من خلاله يؤكد كمال إنهم تمكنوا من الإفراج عن المعتقلين. اخر لحظة