منذ ما قبل 2011،قال خبراء من صندوق النقد الدولي لأنصاف متعلمين في وزارة المالية وبنك السودان،أن سبب مشكلة عجز الميزانية العامة هو (الدعم الضمني)الذي تقدمه الحكومة السودانية للبترول. ولما لم يفهم هؤلاء السدنة،كلام الخواجات من أول وهلة،تم استجلاب مترجم ليشرح معني ما قيل،وملخصه ان سعر البرميل في موازنة الدولة يساوي ما بين 45-55 دولاراً لبرميل النفط،بينما سعره في الخارج أكثر من 100 دولار،وبالتالي فالفرق بين السعرين هو الدعم الضمني. وهلل التنابلة للفكرة العبقرية التي نطق بها الأمريكان،وكلما زاد عجز الميزانية بسبب الإنفاق العسكري،كلما قال وزير المالية (هذا بسبب الدعم). وتمدد الدعم الوهمي،أو الزعم الكاذب ليشمل سلعاً أخري غير البترول،مثل القمح والكهرباء وغيرهما،وهو زعم لا أساس له من الصحة،لأن الحكومة لا تدعم أي سلعة من هذه السلع بجنيه واحد. فتكلفة إنتاج وتكرير برميل البترول الخام (السوداني)لا تزيد عن 3 دولارات،يعني بسعر السوق الأسود الراهن 36 جنيهاً،أنظر كم يساوي سعره عندما يتحول لمنتجات بترولية. البرميل الواحد من النفط الخام يساوي 209 لتر اي 44 جالون عند تكريره ينتج الاتي: بنزين بنسبة 36% وهذا يعادل 15.8 جالون جازولين بنسة 40% ما يعادل 17.6 جالون غاز طائرات بنسبة 4% ما يعادل 1.7 جالون بوتوجاز بنسبة 9% اي ما يعادل 19 كيلو ثم غاز مخلوط وفحم كوك . ثمن بيع البنزين والجازولين فقط يعادل 560 جنيهاً وهو ما يساوي46.6 دولار بسعر السوق الأسود ،ناهيك عن بيع باقي المنتجات الأخري المكررة، فأين الدعم الذي لا يري بالعين المجردة. واقعة أخري تدحض الزعم الكاذب،وهي ان وزير المالية السابق،قال أن الدولة تدعم المحروقات ب 6 مليار جنيه،وأنه سيرفع 50% من الدعم،بمعني تقليص الدعم إلي 3 مليار،ولكن الزيادات الأخيرة في سعر البترول في سبتمبر 2013، حققت بشهادة الحكومة 10.2 مليار جنيه في السنة،ومعني ذلك أن الحكومة ربحت من زيادة البترول أكثر من 7 مليار جنيه،حتي إن كان هنالك دعم. واقعة ثالثة تنسف كلام التنابلة صدح بها محمد خير الزبير في نوفمبر 2011،عندما كان محافظاً لبنك السودان،إذ قال(إن الحكومة تدعم البترول لأن برميل الوقود يباع محليا بسعر 60 دولارا مقارنة بسعر السوق الذي يبلغ 100 دولار للبرميل)،ولكن سعر البرميل من خام النفط يباع الآن 35 دولاراً للبرميل،وهو تأكيد علي أن أسعار البيع المحلية أغلي من السعر العالمي. أين الدعم يا أيها السدنة؟؟ يعرف الجميع أن الإقتصاد منهار،وأن النظام يريد رفع أسعار السلع لأن مصادر الإيرادات الإنتاجية كالزراعة والصناعة تحطمت،فليرفع السدنة الأسعار،ولينشروا الجنجويد وآلة الدمار،فلن تنهزم الثورة ولن يتراجع الثوار،وغضب الأمة اتفجر نار،والشارع ثار. [email protected]