توعد الرئيس السوداني عمر البشير بملاحقة المواطنين الجنوبيين بعد التاسع من يوليو (تموز) المقبل ما لم تتم تسوية أوضاعهم بالشمال، وشدد على أن «الجنوبي جنوبي والشمالي شمالي»، في وقت وجه فيه البشير قواته المسلحة بالرد الحاسم على تجاوزات الحركة الشعبية بعد أن أعلن الجيش السوداني تمسكه بالبقاء داخل منطقة أبيي الغنية بالنفط التي استولى عليها الأسبوع الماضي. إلى ذلك، تقدمت حكومة جنوب السودان بشكوى رسمية ضد الخرطوم، فيما يبحث الجنوبيون إقناع مجلس الأمن الدولي بالتدخل وفقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد وجه في خطاب سياسي بالخرطوم الجيش بالرد بحسم على ما اعتبره تجاوزات الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان. كما وجه البشير جيشه باحتلال منطقة أبيي المتنازع عليها مع الجنوب يوم السبت الماضي، وكانت المنطقة تخضع لسيطرة قوات مشتركة من الجانبين حسب الاتفاقات المبرمة بينهما وانتشار شرطة جنوبية لحفظ الأمن، لكن البشير قال «إن الحركة الشعبية كانت تحتل أبيي بوجود قواتها بها بلباس الشرطة»، وأكد «أن الحركة الشعبية لديها الكثير من التجاوزات والخروقات ضد اتفاقية السلام الشامل». وقال البشير «ما زلنا نطمع في علاقات وجدانية مع مواطني الجنوب ونريد الوقوف معهم في محنتهم إلا أن تعنت الحركة وتصرفاتها المستفزة تحول دون ذلك»، إلا أن البشير صعد تجاه الجنوبيين وتوعدهم قائلا «بعد يوم التاسع من يوليو سيكون الجنوبي جنوبيا والشمالي شماليا»، مشيرا إلى «مهلة للمواطنين الجنوبيين بالشمال لتوفيق أوضاعهم وبعدها سيتم ترحيل كل الموجودين في الشمال بصورة غير قانونية». ورأى البشير «أن المسؤولية الأخلاقية للحكومة السودانية تجاه المواطنين في الشمال والجنوب حتمت عليها تحمل الاستفزازات». وأكد الرئيس السوداني أن «حكومة الإنقاذ ومنذ بدايتها كانت تسعى لحل المشكلات وتدعو للسلام مع الجنوب وقد اجتهدت في ذلك إيمانا منها بأن السلام هو مفتاح التقدم»، مشيرا إلى «قبول الحكومة في السابق لكل مبادرات السلام». وفي ذات السياق أعلن أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور عن تحديد يوم الأحد المقبل لاستئناف أعمال اللجنة المشتركة بين شريكي اتفاق السلام الشامل للتفاوض حول ملف الترتيبات الأمنية، وأكد أن حوار الشريكين حول القضايا العالقة لم ينقطع حتى خلال التداعيات الأخيرة التي شهدتها منطقة أبيي. وأشار غندور إلى أن الرئيس الأفريقي ثامو مبيكي سيعود للخرطوم مطلع الشهر المقبل، نافيا في رد على أسئلة الصحافيين أن يكون مبيكي قد عرض في زيارته الأخيرة مقترحات محددة، وقال إن مبيكي يركز حتى الآن على تحسين أجواء التفاوض من أجل التوصل لحلول مرضية للقضايا العالقة، واستبعد أمين الإعلام بالوطني وجود أي حوار في الوقت الحالي حول انسحاب القوات المسلحة من أبيي، وقال إن المشاورات الجارية عبر الوسطاء تهدف للوصول إلى حل سياسي نهائي لا يمكن اختراقه من الحركة الشعبية أو غيرها. إلى ذلك، دعا غندور الإدارة الأميركية إلى عدم ربط علاقاتها مع السودان بخروقات الجيش الشعبي إذا ما أرادت أن تنجح في ملف السلام بالسودان، مؤكدا في هذا الصدد أن مبعوث الرئيس الأميركي من أعلم الناس بقضية أبيي وما يدور حولها ومعطيات الأحداث الأخيرة. إلى ذلك، قالت الأممالمتحدة أمس إن 4 من طائراتها الهليكوبتر تعرضت لإطلاق نيران في منطقة أبيي المتنازع عليها بالسودان لكن أفراد أطقم الطائرات الأربع هبطوا بسلام. وقالت هوا جيانغ المتحدثة باسم الأممالمتحدة إن 14 قذيفة أطلقت لدى إقلاع الطائرات. وقالت جيانغ إن ميليشيات قبيلة المسيرية وهي قبيلة عربية تؤيدها الخرطوم هي المسؤولة على الأرجح عن الهجوم، وذكرت أن الميليشيات ربما تتحرك جنوبا الآن. وأضافت «هناك تقارير تفيد بأنهم يتحركون جنوبا». وذكرت جيانغ أن القتال وأعمال النهب في أبيي توقفت وأن بعض مخزونات الوكالات التابعة للأمم المتحدة تعرضت للنهب. إلى ذلك، أعلنت ليز غراند المنسقة الإنسانية لدى الأممالمتحدة للسودان لوكالة الصحافة الفرنسية أن 30 إلى 40 ألف شخص فروا من أعمال العنف في منطقة أبيي المتنازع عليها عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه التي احتلها الجيش الشمالي السبت الماضي. الشرق الاوسط