يشارك الفنان العراقي عادل عابدين في مهرجان القاهرة السابع للفيديو والمستمر حتى الخامس والعشرين من هذا الشهر بعمل تحت عنوان "ثلاث أغنيات عاطفية"، وهو عمل مكوّن من ثلاثة مقاطع فيديو لا تزيد مدة الواحد منها عن أربع دقائق، يحتوي كل مقطع على أغنية ذات إيقاع غربي تؤديها في كل مرة فتاة شقراء، حيث تتبادل المغنيات الثلاث عرض الأغنية، وما إن يتوقف عرض أحد الفيديوهات الثلاث حتى يبدأ عرض الفيديو الذي يليه. العرب ناهد خزام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السابع للفيديو الذي انطلق في العاشر من ديسمبر الجاري ويتواصل إلى غاية الخامس والعشرين منه، شارك الفنان العراقي عادل عابدين بعمل تحت عنوان "ثلاث أغنيات عاطفية"، وهو عمل مكون من ثلاثة مقاطع فيديو متتابعة، لثلاث شقراوات ينشدن في كل مرة أغنية ذات إيقاع غربي. قد يظن المشاهد للعمل منذ الوهلة الأولى أنه أمام أغنية غربية رومانسية الطابع، لكنه سرعان ما يكتشف تركيبة الكلمات العربية ذات اللهجة العراقية التي تؤديها مغنيات قد لا يدركن ما تحتويه تلك الكلمات والعبارات من معنى. لحن الأغنيات والأداء الرتيب للكلمات يعكس مشاعر مناقضة لفحوى الكلمات المغناة، والتي تتراوح ما بين المديح والتغني بمآثر وبطولات الحرب، على غرار قصائد الحماسة العربية القديمة، وبعض العبارات التي تؤديها المغنيات الثلاث تحوي إشارات عنف وقسوة بالغة. هذا التناقض بين أداء المغنيات واللحن المصاحب وما تحتويه الكلمات يحمل نوعا من التلاعب في استخدام الصور لخلق معان متقابلة بدءا من المعاني العادية المملة حتى المعاني المتطرفة. ويبحث العمل كيفية إظهار الحب والرعب والواجهات الفخمة في الأغنيات وبخاصة في الأغنيات العراقية التي كان يتم إنتاجها بناء على توجيهات من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لتمجيد النظام العراقي السابق خلال فترة حكمه. تنتمي الأغنيات الثلاث التي يضمها العمل لأشكال موسيقية مختلفة (لاونغ وجاز وبوب)، تعكس شكل وأسلوب المغنيات الغربيات الشقراوات صغيرات السن والمثيرات. ويخلق الشكل الدرامي لكل مغنية في كل أغنية على حدة جوا مختلفا، ولكن ما يربط بينها هو أنها جميعا موجهة لتمجيد صدام حسين، حيث تغنّي المؤديات كلمات الأغاني باللهجة العراقية مصحوبة بترجمة إنكليزية وعربية على الشاشة لكل مقطع. لا تفهم المغنيات محتوى الأغنيات ويتم توجيههن للتركيز في الأداء الصوتي والحركي للكلمات فقط، كما لو كانت الأغنيات أغنيات حب تقليدية. ما يمثّل حجر الأساس لمفهوم هذا العمل هو التناقض ما بين الرومانسية البصرية الخصبة والمعاني القاسية للكلمات، وما بين الأداء المثير للمغنيات وفهم المتلقي لهذا المزيج المتناقض في آن. والفنان عادل عابدين هو فنان عراقي مقيم في فنلندا، وهو من مواليد 1973 وعرضت أعماله في عدة مدن حول العالم من بينها عمان وسنغافورة وهلسنكي وتورنتو ودبي وروما. ويعرض عمله "ثلاث أغنيات عاطفية" حاليا ضمن مجموعة أخرى من الأعمال التي تستضيفها مؤسسة "مدرار" للفنون المعاصرة في القاهرة في إطار مهرجان القاهرة السابع للفيديو. وهو المهرجان الذي انطلق بمبادرة من مؤسسة "مدرار" في عام 2005 كمحاولة لتنسيق جهود صانعي الفيديو والأفلام التجريبية المصريين، وتحوّل مع الوقت إلى مهرجان دولي يتوسّع نشاطه من دورة إلى أخرى حتى وصل عدد المشاركين فيه هذا العام إلى 116 مشاركا، يمثلون 38 بلدا مختلفا. ويركز مهرجان القاهرة لأفلام الفيديو على أحدث التجارب العالمية في مجال الصور المتحركة، بهدف تقديم التجارب الفنية عبر وسيط لا يزال يلعب دورا هامشيا على الرغم من كونه شكلا فنيا معترفا به في الساحة الفنية المعاصرة.