حذرت منظمات حقوقية من تعرض نحو مليوني نازح سوداني من أبناء الجنوب الذين يعيشون حالياً في الشمال، للاضطهاد والقمع مع تحول أوضاعهم الراهنة من نازحين إلى لاجئين حال إجازة الاستفتاء المقرر لانفصال الجنوب عام 2011. وقالت منظمة "اللاجئين الدولية" إن المنظمات الدولية العاملة في السودان، بما فيها الأممالمتحدة والحكومة الأمريكية، أغفلت قضية المواطنة في مرحلة ما بعد الاستفتاء، ولم توليها ذات أهمية تقاسم عائدات النفط وترسيم الحدود، عند انفصال الجنوب عن الشمال. ولفتت المنظمة المعنية بحقوق اللاجئين إلى أن حوالي مليوني نازح من الجنوب، يقيمون حالياً في الشمال، قد يتحولون، بين ليلة وضحاها إلى لاجئين وقد يصبحون "هدفاً رئيسياً لعنف قد يعقب الاستفتاء" المتوقع، وعلى نطاق واسع، أن يصوت لصالح انفصال الجنوب. وصرح جويل شارني، نائب رئيس قسم السياسات ب"اللاجئين الدولية" قائلاً إن "اللاعبين الدوليين في حاجة للتفكير بشكل ملموس حيال المخاطر التي قد تتعرض لها المجتمعات الضعيفة." وتتركز تجمعات السودانيين من الجنوب في العاصمة، الخرطوم، والمناطق المحيطة بها، وهم عرضة للتمييز والعنصرية بشكل روتيني، وفق المنظمة. وتزامن التقرير مع مصادقة البرلمان السوداني على رئيس وأعضاء مفوضية استفتاء جنوب السودان، وهي هيئة مستقلة ستقوم بتنظيم وإدارة الاستفتاء المقرر في يناير 2011، والذي سيقرر خلاله مواطنو الجنوب إما وحدة البلاد، أو التصويت لصالح الانفصال. كما تزامن مع تقارير سودانية عن أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم طرح على الحركة الشعبية، تبنى الكونفدرالية بنظام دولتين ورئاسة بالتناوب كصيغة بديلة لخيار الانفصال. في سياق متصل، دعا مجلس سلاطين جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق كافة الجنوبيين في كل مناطق العالم بما في ذلك شمال السودان من الراغبين بالتصويت على تقرير المصير، إلى التوجه إلى مؤتمر تداولي لبحث الاستفتاء والعودة إلى الجنوب. وطلب المجلس من الجنوبيين التوجه إلى مناطقهم الأصلية في الجنوب والاستعداد للمشاركة في هذا المؤتمر المقرر انعقاده في 30 نوفمبر القادم. وقال رئيس مجلس سلاطين جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور السلطان دينق مشام أنقوي إن مجلسه "قرر أن يكون مقر التصويت للاستفتاء في جنوب السودان فقط وأنه لن يقبل بأي مراكز أخرى في أي مكان غير جنوب السودان". وقال في تصريحات صحفية إن القرار جاء بناء على رغبة شعب جنوب السودان، ودعا السلاطين في شمال السودان إلى الإسراع بحصر وتسجيل مواطنيهم بكافة الولايات الشمالية في مدة لا تتجاوز الثلاثين يوماً اعتبارا من الثامن والعشرين من الشهر الحالي. كما طلب منهم أن يكونوا جاهزين لترحيلهم إلى الولاياتالجنوبية على أن يبدأ برنامج العودة الطوعية في الأول من أغسطس القادم، وينتهي في الخامس والعشرين من نوفمبر.