@ من عجائب هذا الزمن الإنقاذي ،أن بدأت سريعا جدا ، تتكشف الكثير من الحقائق وتظهر عدد من الشخصيات علي حقيقتها ، متورطون في حكم الانقاذ يبحثون عن المخارج الآمنة و بأقل خسائر من المال المنهوب . بعض (الطيبين) المساكين الذين يظنون ان الاشياء هي الاشياء اصبحوا يطرقون بشدة علي بوابة الانقاذ (المخلعة)عسي ان يجدوا بقايا من فتات ، انطبق عليهم المثل (تاباها مملحة ، تكوسا قَرُوض) . بعض المحسوبين علي فئة الانتلجنسيا والتكنوقراط اصحاب التجربة الفقيرة في الرؤى السياسية والفطيرة في العمل العام ،نضب صبرهم و ماعادت لهم قدرة و مقدرة علي انتظار نهاية هذا النظام والعمل مع الجميع لأحداث التغيير الحتمي الذي نؤمن به جميعنا . القادمون الجدد علي النظام ، اصبحوا يبررون انتكاستهم بان ( اليد الماتقدر تلويها ، بوسها) ،عشان كدا واقعين (بوس) في يد الانقاذ الملوثة عسي ان يظفروا قبل ربع الإنقاذ الخالي بجرعة ماء . @ ظهرت جماعات من ذلكم النفر تمتطي حصان(أعرج) يعرف بحراك ابناء الجزيرة ، للدخول عبر بوابة الانقاذ من أجل الظفر بموقع و جاه او سلطان ، قدموا للحكومة قوائم عضويتهم ، باعتقاد جازم انهم مفوضون بمجرد التوقيع علي كشوفات الحضور لمؤتمرات كانت مسار سخرية و تندر لم تختلف عن مؤتمرات الحزب الحاكم التي يتم الحشد لها اجباريا وقد تكشفت لجموع المزارعين الذين حضروا تلك المؤتمرات بأن الحكومة وبعض اجهزتها (الاستراتيجية ) وراء تكوين ما يعرف بحراك ابناء الجزيرة للتغيير والتنمية الذي إنفض سامره بعد أن فشلت قياداته في كسب ثقة مزارعي الجزيرة والمناقل الذين بفطنتهم وخبرتهم و تجربتهم و تأثرهم بالإرث النضالي العميق الجذور لقياداتهم التاريخية ، أضاءت لهم الطريق لمعرفة السمين من الغث والصادق من الكذوب ، المخلص من الانتهازي . @ فشلت قيادات الحراك في خلق تنظيما موازيا لتحالف المزارعين وفشلوا أيضا في لقاء قيادات التحالف خوفا من كشف خواءهم والتعجيل بفشلهم . قيادة الحراك فشلت في اصدار خارطة طريق لإنقاذ مشروع الجزيرة ولم نعرف لهم ادبيات خاصة بقضايا المشروع المتشعبة كالري او رؤي مستقبلية ولا حتي القضية الحيوية المتعلقة بالاضرار البيئية للمبيدات ، لم يقدموا رؤية نقدية للقوانين التي تحكم مشروع الجزيرة ولم يصدروا بيانا حول قضايا و مشاكل المواسم الزراعية من تمويل وتحضير و مخاطر ، لم نقرأ لهم رأيا في تقارير رسمية وحكومية حول مشروع الجزيرة (تقرير عبدالله عبدالسلام وتقرير دكتور تاج السر مصطفي) والكثير من القضايا التي تهم المزارعين وانسان المشروع . @.كل مؤتمرات الحراك التي عقدت كانت تضم مجموعات ثابتة توفر لها الحافلات لحضور كافة المؤتمرات مع التشديد علي توقيع اسماءهم لرفع العددية في الحضور الفعلي و علي الاوراق ، علي الرغم من ذلك تراجعت شعبية و جماهيرية الحراك بشكل دراماتيكي لينحصر فقط في بعض القيادات التي تطارد الفضائيات لعرض خيانتهم و طعن حركة المزارعين من الخلف بتسويقهم جمعيات المنتجين علي أمل الحصول علي بعض من فتات الإنقاذ ، لا يوجد شخص عاقل و محترم في مثل هذه الظروف أن يقبل بقانون تكوين جمعيات بديلة للاتحاد فكيف حال من يروج لتلك الخيانة في الفضائيات بدم بارد. @ الوعي الذي يتميز به مزارع الجزيرة والمناقل افشل مخطط قيادة الحراك في طرح انفسهم قيادة جديدة للمزارعين الذين يتمسكون حتي الآن باتحادهم مطالبين بانتخاب قيادة جديدة والتي حتما لن تكن موالية للحكومة التي وضعت قيادة الاتحاد السابق تحت إبطها وهي تدرك أن أي بديل منتخب لن يأتي بقيادة سهلة الانقياد والتركيع ولهذا تم حل الاتحاد والاستعاضة عنه بجمعيات المنتجين التي فضحت تدخل الحكومة في شأن تحكمه قوانين منظمات المجتمع المدني . هذه الجمعيات خطر جديد علي المزارعين تستهدف عكس ما تنادي به من اجل اضعاف وحدتهم لتسهيل مخطط الانقضاض عليهم وسلب اراضيهم بعد توريطهم في خسائر في ظل تردي المطلوبات الرئيسية للإنتاج الزراعي مستغلين حالة الفراغ الراهن بعدم وجود اتحاد يدافع عن المزارعين. @ الحكومة كما أعلن محافظ المشروع ،حريصة جدا علي رفع يدها عن الزراعة والمزارعين في مشروع الجزيرة ، اذا كان ذلك هدفها الاستراتيجي ،فما بالها حريصة علي تفصيل تنظيم جديد للمزارعين ، ما بالها لا تتركهم في حالهم فورا.الرفض الذي قابل به المزارعون تكوين جمعيات المنتجين -الاختيارية بنص القانون- كفيل بأن يجعل الحكومة تعيد النظر في تدخلها السافر بشأن لا يخصها بنص الدستور وطالما ان السترة والفضيحة متباريات فماعاد هنالك من خرقة تستر عورة قيادات الحراك الذين يتهافتون بالترويج علي قيام جمعيات المنتجين وهي دعوة حق اريد بها باطل والمزارعون لن يجعلوا حبل تلك الجمعيات المشبوهة يلتف حول اعناقهم و الحساب سيكون عسير جدا و إن الغد لناظره قريب. [email protected]