أعلن وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور، عدم ممانعة الحكومة على دراسة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واتهم في الوقت ذاته بعض السودانيين ممن وصفهم ب"الأبناء العاقين" بأنهم وراء إبقاء السودان محاصراً من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورداً على مداخلة القيادي بجمهورية جنوب السودان عبد الله دينق نيال بشأن التطبيع مع إسرائيل من أجل خلق علاقات طيبة مع أمريكا، قال وزير الخارجية (هذا أمر يمكن دراسته). وذكر غندور في اللقاء التفاكري الذي استضافه مركز دراسات المستقبل أمس، حول العلاقات السودانية الأمريكية، أن السودان لا يرهن علاقاته مع دولة على حساب دولة أخرى، وأضاف: (لدينا استراتيجية في مراعاة حق الجار أولاً ثم المحيط الأفريقي والعربي). ووصف الوزير السودان بالدولة المؤثرة في محيطه ومثل لها بالتأثير في دولة جنوب السودان، وإثيوبيا في مشروع سد النهضة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب في بعض الدول التي تعاني من التطرف، بجانب تأثيره في عاصفة الحزم في الإطار العربي. وأقر وزير الخارجية بأن علاقة السودان بأمريكا ظلت متأرجحة على مر التاريخ السياسي السوداني مما يؤكد عدم وجود استراتيجية واضحة في علاقة الخرطوم بواشنطن، ونوه الى أن العلاقات ظلت تقودها (اللوبيات) الأمريكية التي قال إنها شوهت صورة السودان، خاصة في تعاطيها مع ملفي الجنوب ودارفور. وقال الوزير إن العلاقة زادت تعقيداً بظهور قضية الإرهاب وفرض الحصار، رغم تعاون السودان مع أمريكا في ملف مكافحة الإرهاب، وأشار الى حدوث اختراق في العلاقات مؤخراً بوضع خارطة الطريق التي رفض الكشف عن محتواها. وجدد غندور رفض سياسة المبعوثين الأمريكيين بالشكل المتعارف عليه سابقاً، ونوه في الوقت ذاته الى أن الزيارة الأخيرة للمبعوث الامريكي دونالد بوث لأول مرة يحدث فيها حوار مباشر وصريح، وقال إن الإدارة الأمريكية أبدت فيه رغبة واضحة في إقامة علاقات طبيعية مع السودان غير (خجولة)، (على حد وصفه). وانتقد وزير الخارجية الرفع الجزئي للحصار الامريكي وقال (يجب الا نفرح بأية خطوة ليس لها اي معنى، وماذا يعني رفع الحصار عن بعض الاليات وما زال الحصار قائماً بشأن التحويلات البنكية؟). وحمل وزير الخارجية بعض أبناء السودان الذين وصفهم (بالعاقين) مسؤولية ابقاء الحصار من خلال التقارير التي يقدمونها لامريكا، إلا أنه عاد وذكر أن السياسة الأمريكية لا ترضخ لاية جهة ولها حسابات). وأكد غندور أهمية تقوية الجبهة الداخلية، وشدد على أن السودان احرص من غيره على تحقيق السلام، وأكد أن وزارة الخارجية ستكون ملتزمة بمخرجات الحوار الوطني، إلا أنه أعاب تغييب وزارة الخارجية عن المشاركة في لجنة العلاقات الخارجية في الحوار الوطني وقال (لا نعلم حتى الآن ماذا يدور هناك)، ونفى أن تكون التعيينات في وزارة الخارجية تتم بالمحسوبية، وزاد (إنما تتم عبر لجان الاختيار). في السياق أكد بعض المتحدثين أن استمرار حظر التعامل المصرفي والضغوط على البنوك الاجنبية والعربية أثر سلباً على المواطن الفقير الذي يتحمل فرق الحساب باستيراد الاليات الأمريكية بالطرق "الملفوفة"، وطالبوا بدراسة التعامل عبر عملات بديلة مثل اليوان الصيني والعملة الروسية. الجريدة