دافوس (سويسرا) – أ ف ب: النمو العالمي المهدد والوضع الجيوسياسي الذي يتميز باعتداءات شبه يومية وازمة المهاجرين هي ابرز الملفات التي طغت على اليوم الاول (أمس الاربعاء) من اعمال منتدى دافوس الاقتصادي الذي يعقد وسط تدابير امنية مشددة. وأصبحت هذه القرية – المنتجع المكسوة بالثلوج اشبه بثكنة عسكرية في كانتون غريزون (سويسرا) إذ تكثفت الدوريات اكثر من السنوات السابقة مع عناصر امن مسلحين وكتل اسمنية لقطع الطريق المؤدية الى مركز المؤتمرات. وقد عمد منظمو المنتدى الى تعزيز التدابير الامنية بشكل كبير للحد من مخاطر الاعتداءات اثناء هذا الاجتماع الذي يضم حتى يوم السبت 2500 من اهم صناع القرار على وجه الكوكب من رؤساء دول او حكومات الى وزراء واصحاب شركات او فنانين امثال ليوناردو دي كابريو الذي وصل أول من أمس الثلاثاء. والموضوع الرسمي لهذا المنتدى العالمي هو «الثورة الصناعية الرابعة» التي يمكن ان تشكل تحولا للاقتصاد العالمي. لكن «كما يحدث غالبا في دافوس فإن الاحداث العالمية تحجب الموضوع. وما يجذب انتباه الجميع هو «ما يجري في الصين حيث يتباطأ النمو» وفق ما قال كبير الخبراء الاقتصاديين في مكتب الاستشارات البريطاني، اي اتش اس ناريمان بهرافش. وقد نشرت بكين الثلاثاء معدل نموها للعام 2015 الذي بلغ 6,9% وهو ادنى مستوى تسجله منذ 25 سنة. ويؤثر التباطؤ الاقتصادي الصيني وتراجع اقتصاديات الدول الناشئة على زيادة اجمالي الناتج العالمي. وبشكل اعم فإن كل اقتصاد الكوكب مهدد بالترنح. وهذا الوضع المضطرب يؤثر ايضا على الاسواق المالية التي تشهد فترة تقلبات كبيرة، وكذلك على اسعار النفط والمواد الاولية التي تسجل ادنى مستوياتها. ويرى بهرافش – وهو من رواد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي – ان من الوارد كثيرا التركيز على الطريقة التي تدير بها السلطات الصينية هذا التباطوء. وهو يعتبر انها «فشلت» حتى وان لم يعمد احد الى قول ذلك صراحة على المنصة. وقال هذا الخبير: «نعلم جميعا ان هناك دافوس عاما وهو مختلف عن دافوس خاص. ففي دافوس الخاص سيتحدثون عن ذلك. اما في دافوس العام فلن يتطرقوا (الى هذا الموضوع) بكل تأكيد». وهذا المنتدى الذي تجري فيه لقاءات بعيدة عن الاضواء في فنادق فخمة او قاعات صغيرة للاجتماعات في كواليس قصر المؤتمرات، يجذب ايضا الدبلوماسيين الذين سيتبادلون الاحاديث بشكل مطول حول المواضيع الجيوسياسية. أزمة المهاجرين والمواضيع كثيرة تتراوح بين تطور الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية والاعتداءات الجهادية وازمة المهاجرين التي تضرب اوروبا والشرق الاوسط وغيرها. واعتبر صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، ان «موجة اللاجئين تشكل مشكلة خطيرة بالنسبة لقدرة استيعاب اسواق العمل في الاتحاد الاوروبي وتشكل تحديا للانظمة السياسية». وقد سنحت الفرصة امام مديرته العامة، كريستين لاغارد، للعودة الى هذا الموضوع في كلمتها التي ألقتها أمس حول حركات الهجرة في العالم. وفي موازاة هذه الكلمات الرسمية حيث يتناقش القادة في ما بينهم، فقد ينظم اجتماع اخر (ليلة أمس) على هامش المنتدى. ويسمح هذا الاجتماع، الذي يسمى «المنتدى المفتوح»، لسكان المنطقة بالمجيء لاجراء مناقشات مع شخصيات حاضرة. وهكذا سيتناقش سيغمار غابرييل، وهو من ابرز مسؤولي الحكومة الالمانية، ورئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفن، الذي شددت بلاده تدابير المراقبة على حدودها، مع السكان موضوع «الهجرة والاستيعاب»، بينما يدور جدل في المانيا حول سياستها السخية لاستقبال اللاجئين بعد الاعتداءات الجنسية التي وقعت في ليلة رأس السنة في كولونيا ونسبت الى مهاجرين. وتمثلت النقطة القوية الاخرى خلال النهار في الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن امام المندوبين في الساعة 16.45 بتوقيت غرينتش. واليوم الخميس يتوقع ان يتمحور اكثر على المشاكل الاوروبية ويتوج بمناقشة بين قادة عدة في هذه المنطقة بينهم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس. منتدى «دافوس» يضع النمو العالمي الهش وأزمة المهاجرين والأوضاع الجيو سياسية ضمن أجندته الرئيسية الملحّة