بسبب مشاغل الحياة، وقسوتها، فرقت الأيام بيني وبين الاستاذة سعاد ابراهيم عيسى، وحرمتني من الاستفادة بما وهبها الله من حكمة وسداد رأي. ولا يظنن أحد أن علاقتي بسعاد كانت علاقة صداقة، أو زمالة عمل. عرفت الأستاذة سعاد كاتبة في الصحيفة التي عملت بها، فاحترمتها، وقدرتها وسألت الله أن ينفع بعلمها، وخبرتها، ليس بنات جنسها وحسب، وإنما شعب السودان بأسره. وإن أنسى لا أنسى قصتها مع أحد طلبتها الجامعيين الذي عاب عليها الاستمرار في لبس الثوب السوداني، وعدم مسايرتها للأزياء النسائية الحديثة التي يقال إنها (أكثر تمشياَ مع الزي الإسلامي من الثوب السوداني ). لقد أعجبني الرد الذي ألقمته سعاد لذلك الطالب حين قالت له: «عاوز تقول لي يا ولد أن حبوبتك وأمك وأجيالهما كن نساءَ متبرجات؟». واليوم، وانا أرى هذا الزي الأسود العجيب، والغريب، والمستورد الذي استعيض به عن الثوب السوداني، وأعجب ماذا تقول سعاد عن ذلك. وبرغم أنني لست خبيراً في مجال الأزياء، ولا أنا عالم إسلامي يمكن أن يفتي فيما هو إسلامي أو غير إسلامي بالنسبة لأزياء النساء، فإنني أستطيع أن أجزم بأن ثوبنا المهجور مجني عليه ، باسم الدين، وباسم الحشمة، وعدم التبرج. وأنا مقتنع، ,إلى أن أسمع ما يبطل اقتناعي هذا، بأن الزي السائد اليوم وسط أزياء فتياتنا لا صلة تربطه بالزي الإسلامي. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن لونه الاسود، وخامته لا تتلاءم مع مناخ السودان الحار. هذا عن الجلباب أو العباءة السوداء التي جاءتنا من دول الخليج أو المملكة العربية السعودية. أما الأزياء الأخرى، المحزقة في أعلاها وأسفلها فإن الدفاع عنها أو ربطها بالحشمة لهو أمر مستحيل. عذراَ أيها القارئ ، ولكنني اضطررت لإثارة هذه القضية بسبب عدم قدرتي على الاتصال بالاستاذة سعاد لأطلب منها تولي مناقشة هذه القضية، عوضاً عني، لعلمي واقتناعي بأنها أقدر مني على ذلك. ألا هل تقرأني سعاد؟ أو هل من متطوعة تستجيب لاستغاثتي؟ الرأي العام